هي أُمَّتِي ذاقَتْ مرارةَ حِقبةٍ ... لكنْ !
شريف قاسم
ألأمَّتي في عيشِها اللأواءُ | والحزنُ كلُّ الحزنِ والبلواءُ | |
وجِرَاحُهَا فيها الدِّمَاءُ سخينة | فارتْ لِشِدَّةِ وَهْجِهَا الأحشاءُ | |
والبُرْءُ منها لم يَزَلْ في نأيِه | تقصيهِ عنه الغارةُ الشَّعواءُ | |
والظُّلمُ أنهكَ كفَّها في قيدِه | وكأنَّها ، بل إنَّهـا شلاَّءُ | |
والبغيُ أرَّقَ في المرابعِ أعيُنًـا | فالنومُ من عينِ الحزينِ بَراءُ | |
سَلَبَتْهُ ألفُ مصيبةٍ لم ترتحلْ | فجذورُها في صدرها كأداءُ | |
ماذا أُعدِّدُ من أذاها إنَّه | هذا الأسى والفتنةُ العمياءُ | |
في عينِ أُمٍّ قرَّحَتْ أجفانَها | نوباتُ شجوٍ مالَهُنَّ عزاءُ | |
فَقَدَتْ هناك معيلَها وبكتْ على | ما أخبرتْها في الضُّحى الأنباءُ | |
ياويحهـا ثكلى تلظَّى كربُهـا | إذ هالَهـا أن يرحلَ الأبناءُ | |
إنَّ الفجائعَ والمواجعَ أجمعَتْ | ألاَّ تغادرَ أُمَّتي الضَّرَّاءُ | |
فلها النهارُ بغيرِ دفءٍ ضمَّها | ولها العنا ، والليلةُ الدكناءُ | |
ولها الصباحاتُ الكئيبةُ أوغلتْ | فأنينُها مَيْدَانُه الأحناءُ | |
ماذا أُعددُ والمآسي غابُها | أعداؤُنا ، وَتَنوَّعَ الأعداءُ | |
في الغابِ وحشٌ كشَّرَتْ أنيابُه | وذئابُ حقدٍ للتَّشَفِّي جاؤوا | |
والثَّعلبُ المكَّارُ والتمساحُ إذْ | فكَّاهُ فيها اللؤمُ والإيذاءُ | |
أعداؤُنا كٌثْرٌ وفي أسمائِهم | هولٌ يُشاعُ وخسَّةٌ وعناءُ | |
هاهم تداعوا مجرمين وإنَّهم | لقبيحِ كلِّ فِعالِهم سُفَهَاءُ | |
والمسلمون ولم تزدْهم كثرةٌ | إلا كما زادَ المسيلَ غُثاءُ | |
ولربَّما الجَلَدُ الذي بصدورِهم | فيه لحالِ الخانعين عزاءُ ! | |
آذاهُـمُ الأشرارُ تتبيبًـا فلم | تُبْصِرْ سوى عانٍ عليه غطاءُ | |
ركنوا لكلِّ مضلِّلٍ أو مجرمٍ | فهوتْ على أركانِها البأواءُ | |
وتهافَتتْ قيمٌ لهم ومآثرٌ | لَمَّـا يُحِطْ بجلالِها استقصاءُ | |
فقد ابتغَوها فجَّـةً مِعوجَّةً | فها ازدهتْ بالرِّدَّةِ الآناءُ ! | |
حاشا لربِّ العرشِ أن يرعى يـدًا | جاءتْ بها الآثامُ والأهواءُ | |
كم من فتىً وافى ويلقفُه الهوى | ويقودُه للخسَّةِ الرُّفَقَاءُ | |
وإذا به الجاني العدوُّ لدينِه | وله لزيفِ الفاسقين وَلاءُ | |
مستنكفًا عمَّا أتاهُ من الهدى | فله النَّكالُ وما له شُفعاءُ | |
أغراهُ زيفُ العصرِ في غدواتِه | فنأى المكانُ وغابتِ الرقباءُ | |
ولقد تولَّتْهُ الملاهي رِجسُها | بادٍ وكلُّ لفيفِها خطَّاءُ | |
عابوا على أهلِ الفضائلِ طهرَهم | واحسرتاهُ ، وهل لهم أكفاءُ | |
يابائعَ الدينِ الحنيفِ بملَّةٍ | هي ملَّةٌ مأفونةٌ خرقاءُ | |
هذا هو الإسلامُ دينُ مُحَمَّدٍ | نفحاتُه للمسلمين وِجاءُ | |
فارجِعْ لربِّكَ أو فَخُذْ أنصابَهم | واعبدْ سرابًا نحن منه بَراءُ | |
قُلها لهم :ياحسرتاهُ ، فَمُحْبَطٌ | هذا الفسادُ وهذه الأسواءُ | |
فَتَبَوَّأَنْ عارَ المذلةِ منزلا | من أهلِه الخلطاءُ والتُّعساءُ | |
أسرفْتَ إذْ عاقَرْتَ كلَّ رذيلةٍ | ولك المآبُ ، فرجعةٌ شنعاءُ | |
كم في حياتِكَ يازنيمُ تكوَّرَتْ | بثيابِ كِبرِكَ سيرةٌ حمقاءُ ! | |
لم تجتنِبْ طاغوتَهُم أو تلتمسْ | نورًا تجلَّى صبحُه الوضَّاءُ | |
هي نفسُك اليومَ اشمأزَّتْ من هدىً | نادتْ إليه السُّنَّةُ الغرَّاءُ | |
هل خوَّلَتْكَ الفنتةُ العمياءُ في | سوءِ السوكِ ، وللسفيهِ بَذاءُ | |
ما كنتَ تعلمُ ما المفازةُ في غدٍ | يومَ النُّشورِ فشأنُك الإبطاءُ | |
حقَّتْ عليكَ وفي الحسابِ وجَدْتَها | نحساتِ خِزيٍ مالها إقصاءُ | |
الكفرُ يامغرورُ ملعبُ جاحدٍ | والغيُّ في الدنيا له ندماءُ | |
جارَيْتَهُم ففقدْتَ مالم تحتسبْ | والمعتبون وما لهم إصغاءُ | |
زمرُ الضَّلالِ وليس ينفعُها إذا | مابُعثرَتْ في الصيحةِ الأشلاءُ | |
قاموا من الأرماسِ قومةَ حائرٍ | مأواهُمُ ماقدَّموا وأساؤوا | |
يا أيُّها الإنسانُ ويحكَ فاستفقْ | من غفلةٍ إن المتابَ وِقاءُ | |
واللهُ يقبلُ مَن يُنيبُ وإن عَثَا | أو أوهنَتْ عزماتِه الأهواءُ | |
فاظفرْ بتوبةِ عاقلٍ مستبصرٍ | ترحَلْ لحُسْنِ إيابِكَ الأعباءُ | |
لاتلتمسْ إلا طريقَ اللهِ في | دنيا الأنامِ فأهلُها السُّعَداءُ | |
لا الرجفةُ الكبرى تزلزلُ حالَهم | أبدًا وليس تضيرُهم شوكاءُ | |
هم آمنون هناك من فزعٍ ومن | يومٍ تشيبُ لهولِه الأحياءُ | |
طوبى لِمَنْ وافى الصَّلاحَ فؤادُه | وقد اتَّقَى إنَّ الصلاحَ نجاءُ | |
بشراهُ بالرحماتِ تنزلُ بكرةً | وعشيَّةً ومن الكريمِ حِباءُ | |
أرأيْتَ ماتجري به أقدارُهم | بينَ الورى ولزجرِهــم إيماءُ | |
أرأيْتَ مُدَّكِرًا بما في بوحِه | يرجو النجاةَ فشأنُه الإفضاءُ | |
عادَ المُنيبُ لربِّه فله الرضا | وله القبولُ وليس فيه مِراءُ | |
وبراءةٌ مما جَنَتْهُ يداهُ في | دنياهُ والدنيا لها إغراءُ | |
فالمقبلون على الإلهِ مقامُهم | فيه الهنا والأُنسُ والآلاءُ | |
هيهاتَ يدرِكُهُم أّىً فبرحمةٍ | نالوا مُناها لم يُصِبْهـم داءُ | |
يتقلبونَ على نعيمٍ دائمٍ | وبمثلِ هذا يربحُ العقلاءُ | |
فَدَعِ المعاندَ والمكابرَ يصطلي | في نارِ خُلدٍ مالهـا إطفاءُ | |
هيهات ينجو كافرٌ أو مجرمٌ | أو قاتلٌ ، فلهُم لظىً وصِلاءُ | |
يستصرخون ولا مغيثَ فقد مضى | زمنُ التَّجَبُّرِ فالحياةُ هباءُ | |
ولَّتْ زعامَتُهُم ، وَدِيسَ عُتُوَّهم | واليومَ تَرجُمُ كِبرَهم حصباءُ | |
لم تنفعِ الأموالُ والرتبُ التي | عاثوا ببهرجِها ولا الأبناءُ | |
ظلموا فضاقتْ بالشعوبِ بلادُهم | فَهُـمُ وشرُّ فسادِهم شركاءُ | |
أَوَيَنْفَعُ السلطانُ إن لم تزدهرْ | في حكمِه بالرحمةِ الأرجاءُ ! | |
جَبَلَ الإلهُ على التراحُمِ خلقَه | فالحاكم المرجو به مشَّاءُ | |
في سيرةِ الفاروقِ أسمى وِجهةٍ | للحاكمين فسيرةٌ حسناءُ | |
في عهدِه وعهودِ مَن تبعوهُ ما | كانت فظاعاتٌ ولا بغضاءُ | |
فالناسُ قي أمنٍ وفي بحبوحةٍ | من عيشِهم ، فأُولئك النُّجباءُ | |
حكموا على نهجِ النَّبِيِّ فأثمرَتْ | للعالمين بخيرِها النَّعماءُ | |
لم يبقَ فقرٌ أو ذوو عسرٍ ولا | يغشى بغيرِ النعمةِ الإمساءُ | |
قد آمنَ المحكومُ والحكامُ إذ | هُمْ في الصلاةِ مع الصفوف سواءُ | |
يتنافسون على المآثرِ إخوةً | ولهم إذا ما استأنسوا أفياءُ | |
قد يُبلسُ الناسُ الذين استنكفوا | فَهُمُ لخبثِ نفوسِهم لؤماءُ | |
بطروا فلا يغرُرْكَ إذ بطروا فلم | يُحسَدْ لزيفِ البهرجِ السُّفهاءُ | |
هي هذه الدنيا التي لاتُرتَجَى | إلا لِمَن ما غرَّهُ القُرناءُ | |
فغدًا ــ ولم يبعدْ غدٌ ــ لزوالِها | حالٌ يخورُ أمامَه الرؤساءُ | |
مَن عربدوا واستأسدوا فإذا بهم | في المبلسين فَهُم هُمُ التُّعساءُ | |
طُويـتْ صحائفُ ماجَنَتْ أيديهُمُ | فاليومَ فيه عقوبةٌ و جزاءُ | |
واليومَ يومُ العدلِ لم يُظلَمْ به | أحدٌ ولم ينفعْ لديه بكاءُ | |
ولَّى الثناءُ بعالمِ الدنيا على | مَن لايُرَى في مادحيه ثناءُ | |
واليومَ لايُجدي الفتى أهلٌ ولا | مالٌ وفيرٌ أو يفيدُ رثاءُ | |
ولَّتْ حكاياتُ التَّزلفِ والتَّملقِ ... | ... والنفاقِ وولَّتِ الوزراءُ | |
اليومَ تشهدُ مَن خَبَرْتَ أداءَها | وعليك طابَ من اليدين أداءُ | |
يا أيُّها الإنسانُ ويحك فاتَّعظ | ليطيبَ حينَ التوبةِ الإسداءُ | |
والفضلُ كلُّ الفضلِ لله الذي | منحَ العقولَ فهل يعي العقلاءُ ! | |
بشرى لأُمَّتِنا إذا حكامُها | آبوا لبارئِهم وآبَ ولاءُ | |
بشرى لها بجميلِ رجعتِها فقد | أودى بصدرِ فخارِها الإظماءُ | |
من قلبِ مكظومٍ عليها إذ نأتْ | عن شِرعةٍ جنَّاتُها غَنَّـاءُ | |
تبكي مآقيه الليالي ، إنَّما | لاتنفعُ العبراتُ واللأواءُ | |
لكنْ له أغلى الرجاءِ بربِّه | أن تذهبَ الحسراتُ والبلواءُ | |
وَيَمُنَّ ربُّ العرشِ بعدَ إنابةٍ | لشعوبِنا ، وَلْيَنْدَمِ الخطَّاءُ | |
هي أُمَّتي ذاقتْ مرارةَ حقبةٍ | عصريةٍ فرحابُها جرداءُ | |
وسماؤُها سبحانَ ربِّي مابها | رغمَ التَّصحُرِ غيمةٌ وطفاءُ | |
أخوتْ مغانيها فما من فرحةٍ | تغشى المنازلَ فالأسى مِعطاءُ | |
والناسُ في نكدٍ تحارُ عقولُهم | ممَّـا تعاني الحُرَّةُ الخنساءُ ! | |
وتكالبتْ أُممٌ على خيراتِها | ولعلهم في سلبِها شركاءُ | |
جاءتْ جيوشُهُمُ وفي عدوانِها | هذا العداءُ المـرُّ والإفناءُ | |
لكنْ وقد صحتِ القلوبُ وهاجَها | شوقٌ إلى تاريخِها ومضاءُ | |
وأذانُ فجرٍ هـزَّ مَن ناموا على | فرشِ المكارهِ واسْتُفِزَّ لــواءُ | |
لكنْ وقد ربتِ الشَّمائلُ : طيبُها | فاحتْ بصدقِ الأنفُسِ الأشذاءُ | |
وهفـا الإباءُ بعزَّةٍ عُمَرِيَّةٍ | لم تُبقِ من خُلُقٍ لديه يُساءُ | |
واستأنستْ بالبيِّناتِ صدورُنا | وتنفستْ في فيئها الأحناءُ | |
وقوافلُ الأمجادِ حاديها شدا | وله بروحِ الأمةِ الأصداءُ | |
وهي التي لم تلتفتْ لزخارفٍ | أو أشغلتْ ركبانَها الخُيَلاءُ | |
هي أُمَّةٌ تهدي الأنامَ مودَّةً | يأتي بها للعالمين هناءُ | |
لاتقبلُ الظلمَ المقيتَ ، ولا تُرَى | في ربعِها العرجاءُ والعجفاءُ | |
تخضوضرُ الدنيا وتسقيها يدٌ | يرجو كؤوسَ حنانِها الفقراءُ | |
وتردُّ عنهم إن دهَتْهُم نكبةٌ | فمن الخطوبِ عجاجةٌ هوجاءُ | |
لَهُمُ الأمانُ فليس يُخشَى ظالمٌ | عنوانُ متجرِ بغيِه الأسواءُ | |
هي أُمَّـةٌ لم تخشَ من أُممٍ طغتْ | ولبطشها بين الورىاستمراءُ ! | |
فسلِ الحروبَ الطاحنات شعوبَنا | عمَّـا جنتْ سكينُها الحمراءُ ! | |
هيهاتَ لن ترقى إلى قِممِ الهدى | إن الهدى للعالمين شِفاءُ | |
دول الضلالاتِ المؤجِجَةُ اللظى | تبلى ويطمسُ وجهَها الحنفاءُ | |
يا أُمَّتي آن الأوانُ فأسرجي | ظهرَ البطولةِ تبسمِ البأواءُ | |
وبه استعيدي دورَك المأمولَ في | هذا الوجودِ فللأباةِ وفاءُ | |
لاتنطوي صفحاتُ هديِك في الورى | إنَّ اختيارَك ليس فيه مراءُ | |
الَّلهُ بوَّأك المكانةَ فاخلعي | ثوبَ الهوانِ فللهوانِ عفاءُ | |
واستنطقي الأيامَ يشهدْ أهلُها | أنَّ المآثرَ أهلُها الفضلاءُ | |
قد أنطقَتْهُم للشهادةِ أنَّه | لايُقبلُ التدليسُ والإبطاءُ | |
هيهاتَ يُنكَرُ وَهْجَ شمسٍ في الضُّحى | إنَّ الأمانةَ صانَها الأُمناءُ | |
والجاحدون وإن تكاثرَ جمعُهم | تزريهُمُ باللعبةِ الحِرباءُ | |
واليومَ تفضحُهم فظائعُ هم لها | فبساطُ خسَّتِهم هي الرمضاءُ | |
تَبًّـا لهم إنَّ الحضارةَ أفلستْ | والناسُ من أمراضِها أنضاءُ | |
أين التراحُمُ والتنآخي والنَّدى | إنْ أُقصِيَتْ ذي السُّنَّةُ الغرَّاءُ | |
أين الحقوقُ أضاعها في زورِه | بيدِ التراشُقِ مجلسٌ دأداءُ | |
لايعرفُ القسطاسَ إلا مؤمنٌ | باللهِ إذْ من طبعِه الإسداءُ | |
باءت حضارتُهم بسوءِ فِعالِهم | وإنِ اشمخرُّوا فالقلوبُ خواءُ | |
وتدورُ بالناسِ انطوتْ أفراحُهم | سودُ الليالي واليدُ الشنعاءُ | |
ولأُمَّتي شأنٌ فما سجدتْ سوى | للهِ منه الجودُ والآلاءُ | |
وهي التي ماصوَّحتْ أفنانُها | رغمَ الجفافِ ولم يَدُمْ إعياءُ | |
صبرتْ على مُـرِّ المآسي فانثنى | خطبٌ ألمَّ وغارةٌ شنعاءُ | |
الَّلهُ يُنجيها إذا ما دلهمتْ | فتنٌ وجاءت بالأذى الرقطاءُ | |
يومَ اجتباها نضَّرَتْ دنيا الورى | وتباشرت في ظلِّها الضعفاءُ | |
ما هانَ مَن عضَّتْهُ مخمصةٌ ففي | رِدنِ الشَّريعةِ رحمةٌ و رخاءُ | |
فَنِيَتْْ على الغبراءِ ألفُ حضارةٍ | وهوتْ بها للأسفلِ الأعباءُ | |
وتبددتْ قيمٌ أُريدَ لها البقا | لكنَّها اندثرتْ وهُـدَّ بنـاءُ | |
أمَّـا مُحَيَّـا أُمتي فَتلَألُؤٌ | في زهوِه وعُذوبةٌ وبهاءُ | |
ورفيفُ شذوٍ عاطرٍ عَبِقٍ وما | لجلالِ طلعةِ صبحِه إفناءُ | |
ستعودُ لاتُبقي على وثنٍ ولن | يبقى لصوتِ معربدٍ إصغاءُ |
شريف قاسم