الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المتمردة بقلم:سمير دويكات

تاريخ النشر : 2019-06-25
المتمردة بقلم:سمير دويكات
المتمردة
قصة قصيرة – سمير دويكات
عاشت مريم طفولتها البريئة والبسيطة في مجتمع ريفي يقع في قرى نابلس من الجهة الشرقية الجنوبية، وهي قرى تشتهر في زراعة الزيتون وتحترف مجموعة من الاعمال التي يعتاش الناس منها، وهم جزء من الشعب الفلسطيني الذي يقوم على هذه الاعمال، والدها رضا كان يعمل في البناء في منطقة نابلس، وقد واكبت الحياة البسيطة في اعمال كثيرة ومنها المساعدة في حصد الثمار وحراثة الارض وقطف الثمر وقت الحصاد الا انها استمرت في تلقي التعليم في مدرستها الاساسية التي لا تبعد كثيرا عن مكان سكانها واستمرت حتى حصلت على شهادة الثانوية العامة بمعدل فاق توقعات من يسكن لديهم من الجيران وكان طموحها دراسة القانون، وقد حصل ذلك وبعد سنوات تخرجت من الجامعة القريبة عليها بعد ان كانت تذهب اليها يوميا طوال انتهاء السنوات الاربع، كان لها ان تتعايش مع زملائها وزميلاتها من القرى والمدن الاخرى واهمها ان اطلعت على حياة المدينة باسلوبها ومبادئها وعاداتها التي اخذت منها الكثير، وبانتشار مواقع التواصل الاجتماعي بدات الحياة الريفية تتحول تدريجية الى حياة انفتاح باطلاع الناس على كثير من عادات اهل المدينة وهي لم تكن بعيدة عنهم حيث ان القرية لا تبعد سوى بضعة العشرات من الكيلو متر وعشرة، وبالتالي كان الناس يتاجرون بمحاصيلهم الزراعية ببيعها في المدينة لاستمرار حياتهم.
اثناء الدراسة وبعدها بالتحاقها في العمل في ممارسة اعمال المحاماة والتدريب، كان لها ان تتعرف على حياة مختلفة، فتعرفت على الشاب احمد ابن المدينة والذي تعلق بها الى درجة كبيرة، ومضت الايام واستمر هذا الاعجاب دون ان يلاقي ممارسة فعلية لعلاقة ارتباط بزيارات عائلية، واستمر ذلك طوال ثلاث سنوات، وقد رفضت كل من جاء ليخطبها من ابناء القرية المتعلمين وغيرهم، كونها نشات خلال سنوات الدراسة على حياة اختلف نوعا ما ورسمت لها مستقبلا بعيدا عنهم ولو كان في مخيلاتها الدفينة في عقلها المتمرس على بعض الامور، وكونها درست القانون فكان لها ان تطلع على القوانين والحقوق الخاصة بامور اكثر من غيرها ولكن المستوى الثقافي لاهلها واهل بلدتها اجبرها على كتمان ذلك في صدرها كسر لا يمكن البوح به سوى لاختها اميرة الصغير التي بدات تتاثر بسلوكها وبدات تنقل معاناتها واختها وتكره فيه سلوك وعادات ما تزال دون القبول خارج اسوار القرية.
لقد وصلت مريم من العمر الى حد الخمسة وعشرين عاما، وهو عمر ينظرون له اهالي القرى على انها ليس سليما في كونها لا تزال وحيدة وعزباء، فقررت ان تسكن المدينة كي تخفف من وطئة نظرات الناس اليها وان تكون بحالها وقد سكنت مع صديقات لها في نفس العمر وربما اقل ممن جئن لطلب العلم في الجامعة، واستمر الحال سنة اخرى، حتى بدات عملها في المحاماة بفتح مكتب لممارسة هذه الاعمال في وسط المدينة، فتقدم احمد لخطبتها ولكن رفضه اهلها كون انه كان يعرفها من وقت ليس بقليل وكونه لا يمتلك بيتا ومقومات يرى اهل القرى انه يلزم ان تكون، وهو كان يعمل محاسبا في احدى الشركات المعروفة، فقررت هي ان تتزوج بموافقة عمها الذي يعمل في المدينة، والذي كان يشجعها على ان يكون لها راي في سن مبكرة، فتزوجت على خلاف راي اهلها بدعم من الناشطين حيث اصبحت البلاد لا تستطيع المحافظة على عادات ترى بعض المؤسسات الحقوقية انها قديمة، ولم ينتظروا الاهل هنا في موضوع مريم حتى قطعوا الطريق على اميرة ومنعوها من الدراسة في الجامعة، وقد زوجوها مباشرة فور تخرجها ولكن مع تزوجها شاب يدعى رامي فاثر ان يمدها باسباب الدعم المادية والمعنوية حتى انهت دراسة الطب، ومريم عاشت سعيدة وانجبت ثلاثة اولاد، ولم تعد الى اهلها سوى في السنوات الاخيرة من عمر اباها الذي توفاه الله، ولكنه شعر بخطا وقع فيه، وطلب منها ان تسامحه، ومن هنا عادت الى القرية ومارست اعمالها المختلفة واصبحت في وقت من الاوقات رئيسة المجلس المحلي بعد تاسيس جمعية نسوية، وبدات مرحلة جديد من الصراع في العادات بين الحياة الصاخبة في المدينة والقرية.
ومع انتشار قصتها عبر الاعلام اصبحت نجمة في مجال الحقوق والحريات واصبحت عدة لقوانين العشيرة والنظام الذي نظر اليها على انها تحمل عادات واساليب قد تكون مختلفة في تحفيز الناس نحو المطالبة بحقوقهم وخاصة الانتخاب والتمثيل في المجالس، فطاردتها اجهزة المخابرات ولكن سرعة بديهة الناس والمنظمات حمت لها حريتها ونالت جائزة الامم المتحدة كاشهر امرأة مؤثرة في منطقة الشرق الاوسط، وقد حلمت يوما بان تكون رئيس للدولة، لكن حلمها ما يزال في طور النشاط المستمر في ظل وجود العادات التي انتجتها عقول الجاهلين واصحاب الفكر المغلق.
ومع وجودها في القرية استطاعت ان تقلب العادات وان تجند كثير من النساء ومنها سارة التي لاقت حتفها من ابن عمها لرفضها الزواج منه، فتسببت هذه الحادثة بعودة الى سنوات ولكن النضال استمر بين النساء لنيل حقوقهم وامتد الى نساء المدينة، فتاسست جمعيات لهذا الغرض وكانت مريم سيدة المجتمع المشترك والحديث.
انتهى،
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف