الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

البراغماتية الفتحاوية ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني بقلم:أحمد الأسطل

تاريخ النشر : 2019-06-25
البراغماتية الفتحاوية ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني بقلم:أحمد الأسطل
البراغماتية الفتحاوية ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني

تبنت فتح منذ نشأتها الفلسفة البراغماتية وتعني العمل وفق المنفعة والواقع والبيئة المحلية والإقليمية والدولية، وحددت فتح منطلقاتها الفكرية في المبادئ التي تضمنها الميثاق، وبررت توجهاتها الفلسفية، وترى أن عدم تبني فكر أيديولوجي محدد يهدف إلى تجميع الفلسطينيين وكل القوى التي ترغب في دعم القضية الفلسطينية، وتقريبهم وإزالة المعوقات التي تحول دون ذلك، كما أن عدم امتلاك فتح لأيديولوجيا يزيد من إمكانية التحول والتغير لدى الحركة، وذلك لعدم التزامها بقوالب أو رؤى فكرية تحد من قدرتها على التغير والتحول والمناورة، لذلك حرصت فتح على عدم تبني أطروحات فكرية وأن تكون براغماتية. ساعدت البراغماتية الفتحاوية الفلسطينيين على التكيف مع السياسة الإقليمية والدولية بإيجابياتها وسلبياتها، فعلى الصعيد الفلسطيني استطاعت حركة فتح بعد معركة الكرامة عام 1968 دخول منظمة التحرير الفلسطينية والتأثير على توجهاتها الفكرية، فقد تبنت منظمة التحرير البراغماتية بدلا من الفكر القومي الذي كان يقتصر على وجود القوميين في المنظمة، وأصبح بإمكان الفلسطينيين من كافة التوجهات القومية والإسلامية والعلمانية واليسارية والوطنية الانضمام لمنظمة التحرير، أما على صعيد السياسة الدولية، فقد تحالفت حركة فتح مع كل من يؤمن بتحرير فلسطين فقد انضم لصفوف الثورة الفلسطينية عناصر غير فلسطينية سواء كانت عربية أم غير عربية.

 وبالرغم من النتائج الإيجابية التي حققتها البراغماتية الفتحاوية إلا إنها ألحقت نتائج سلبية بالقضية الفلسطينية، فبعد تراجع وضعف الدعم العربي للقضية الفلسطينية وقبول مصر التسوية السياسية بعد حرب أكتوبر، تراجعت حركة فتح عن تحرير فلسطين من البحر للنهر، وأصبحت تطالب بإقامة دولة فلسطينية على أي جزء يتم تحريره من  فلسطين، وتبنت البرنامج السياسي المرحلي الذي يتضمن ضمنيا الاعتراف بإسرائيل، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وهيمنة الولايات المتحدة على النظام الدولي والسياسة الدولية شاركت فتح في التسوية السياسية مع إسرائيل وأعلنت قبولها دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وتبنت المفاوضات كبديل للكفاح المسلح.

لم تعني البراغماتية الفتحاوية الاستسلام والخضوع لإسرائيل والولايات المتحدة بل عنت تحقيق المنفعة  والتكيف مع الواقع والسياسة الدولية مما أدى إلى التصادم بين فتح وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، فقد رفض الرئيس ياسر عرفات التكيف مع الواقع العربي والدولي الاستسلامي، ورفض تقديم أي تنازلات جديدة بعد قبول دولة فلسطينية على حدود 1967، ورفض السيادة الإسرائيلية على القدس وأجزاء من الضفة الغربية مما أدى لفشل مفاوضات كامب ديفيد وشرم الشيخ واندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 والعودة للمواجهة من جديد مع إسرائيل، وبعد تولي الرئيس محمود عباس قيادة فتح  وفشل التجربة التفاوضية بدأت الولايات المتحدة وإسرائيل بفرض الحلول السياسية على الفلسطينيين. وبالرغم من أن فتح تبنت البراغماتية إلا أنها وضعت حد أدنى للبراغماتية لا يمكن تغيره كما وضعت مبادئ وثوابت لا يمكن التنازل عنها، فرفضت الدولة المؤقتة والسلام الإقليمي والحلول الاقتصادية وآخرها مؤتمر البحرين الاقتصادي، وبالرغم من الضغوط العربية والدولية على الفلسطينيين إلا أن فتح رفضت أن تتكيف مع الواقع العربي والدولي الراهن؛ لأن التكيف مع الواقع الراهن لن يبقي لنا مشروعا وطنيا ولن يحقق دولة فلسطينية ولن ينصف حقوق اللاجئين بالعودة، لذلك لن يكون هناك قبول فتحاوي للمشاريع والحلول السياسية التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وسوف تبقى فتح متمسكة بالحقوق الفلسطينية التي تتضمن قيام دولة فلسطينية على حدود1967 والقدس عاصمة لها وعودة اللاجئين، حتى وإن كان الوضع الإقليمي والدولي في صالح إسرائيل والولايات المتحدة.

أحمد الأسطل

باحث متخصص في الأيديولوجيا والعلاقات الدولية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف