الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأمير الشرير- ترجمة/ بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-06-25
قصة / الأمير الشرير ترجمة : حماد صبح
عاش في سالف الزمان أمير انصب قلبا وعقلا على غزو البلاد الأخرى وإرهاب أهلها ، فخرب البلاد المغزوة بالنار والسيف ، ووطىء جنوده الغلال في الحقول ، ، ودمروا أكواخ المزارعين حرقا ، والتهم اللهب الأغصان الخضراء ، ويبس الثمر على ما اسود من الشجر . وكم من أم فقيرة هربت من كوخها الذي تصاعد الدخان من جدرانه حاملة رضيعها عاريا بين ذراعيها ، وكان الجنود يتعقبونها فإذا عثروا عليها اتخذوها متاعا لنزواتهم الشيطانية . والحق أن الشياطين ما كانت لتقدر على فعل ما هو أسوأ من فعل أولئك الجنود . وكان الأمير يرى في ما يفعله هو وجنوده عين الصواب ، وأنه الطريق الوحيد الذي ينبغي أن تمضي فيه الأمور . وتضاعفت قوته مع الأيام ، وارتهب الناس من اسمه ، وحالف الحظ أفعاله أيما محالفة ، وجلب ثروة هائلة إلى مملكته من البلاد التي غزاها ، ورويدا رويدا تجمعت في تلك المملكة ثروة عز نظيرها في أي مكان آخر ، فشاد القصور البديعة الحسان ، والكنائس والقاعات ، وهتف معجبا كل من رأى المباني البديعة والكنوز العظيمة : " يا له من أمير قوي ! " دون أن يدروا شيئا عن البؤس الذي لا نهاية له الذي جلبه الأمير على البلدان التي غزاها ، ولا سمعوا بالتنهدات والمناحات التي انبعثت من أنقاض المدن التي خربها مع جنوده . وكثيرا ما كان ينظر في حبور إلى ذهبه وصروحه البديعة ، ويقول لنفسه ما يقوله جمهور الناس عنه : " يا لي من أمير قوي ! إنما يجب أن أملك المزيد ، يجب أن أملك أكثر مما ملكت ، ولا يجب أن يشبه سلطان آخر سلطاني أو يقترب منه " . وحارب كل جيرانه وغلبهم ، وصفد الملوك المغلوبين في سلاسل إلى عربته وجاب بهم شوارع عاصمة مملكته . وتوجب على أولئك الملوك حين يجلسون إلى مائدة الطعام إن يجثوا عند قدميه وأقدام حاشيته ، ويقتاتوا بفضلات الطعام التي يخلفها هو وتلك الحاشية . وفي النهاية صنع لنفسه تماثيل نصبت في الأماكن العامة وفوق القصور الملكية ، بل أحب نصبها في الكنائس ، وفي المذبح تحديدا ، وهنا عارضه القسس قائلين : " يا سمو الأمير ! أنت حقا قوي ، لكن قوة الله أعظم كثيرا من قوتك ، وليس لنا قدرة على إطاعتك في هذا الأمر " ، فقال : " طيب ! إذن سأحارب الله ! " ، وأمر ، تدفعه جلافته وصفاقته ، بصنع سفينة مهيبة يستطيع أن يطير بها في الجو ، فصنعت وأعدت إعدادا فخيما ، وزينت بألوان كثيرة حتى بدت مثل ذيل الطاوس ، وغطتها آلاف العيون ، وأي عيون ؟! فتحات مواسير البنادق . وجلس الأمير وسطها ، وتحدد عليه فحسب أن يضغط زمبركا لتنطلق آلاف الرصاصات في كل الاتجاهات ، ويتجدد حشو البنادق بالرصاص في الحال . وشدت إلى السفينة آلاف النسور ، فانطلقت نحو الشمس في سرعة السهم ، وما لبثت أن تناءت عن الأرض التي لاحت جبالها وغاباتها شبه حقل قمح أحدث المحراث فيه أخاديد تفصلها مروج خضر ، وسرعان ما لاحت الأرض شبه خريطة غامضة الخطوط ، وفي الختام حجبها الضباب والغمام . ووالت النسور ارتقاءها في الفضاء ، ثم أرسل الله _ جل ثناؤه _ أحد ملائكته الكثر للتصدي للسفينة ، فأمطر الأمير الشرير الملاك بالرصاص آلافا إلا أنه ارتد عن أجنحته المتألقة ، وهوى هوي حب البرد المألوف . ونبعت قطرة دم ، قطرة وحيدة من الريش الأبيض لأجنحة الملاك ، وهوت فوق السفينة عند مجلس الأمير ، واتقدت فيها ، وأثقلتها كأنما هي آلاف الأوزان ، وأنزلتها سريعا إلى الأرض ، فاستسلمت أجنحة النسور القوية ، ودمدمت الريح حول رأس الأمير ، وأطبقت عليه السحب . ترى أهي سحب الدخان الذي انبثق من المدن التي أحرقها الأمير مع جنوده ؟! واتخذت السحب أشكالا منكرة تشبه سلاطيع البحر ، وترامت أميالا مِدادا باسطة مخالبها خلفه ، وارتفعت تحكي صخورا ضخاما ، وتدحرجت منها أعداد هائلة ، ثم إنها استحالت تنانين للنار نوافث . فقال الأمير مكابرا : " سأحارب الله ! أقسمت على هذا ! ولا مناص من إنفاذ مشيئتي ! "
وأنفق سبع سنين في صنع سفن عجيبة ليبحر بها في الفضاء ، وصنع سهاما من الفولاذ الصلب لاختراق جدران السماء ، وحشد المحاربين من كل الأقطار ، وبلغوا كثرةً أنهم غطوا عدة أميال حين اصطفوا جنبا إلى جنبا . وركبوا السفن ، وقدم الأمير إلى سفينته ، وعندئذ بعث الله _ تعالى _ سرب بعوض ، سربا واحدا فحسب من صغار البعوض ، فزن حول رأس الأمير ، ولسع وجهه ويديه ، فغضب ، وسل سيفه وضربه فلامس سيفه الهواء دون أن يصيب أي بعوضة . وأمر حاشيته بأن تأتي بأغطية نفيسة للفه بها ليمنع وصول البعوض إليه ، فأطاعته الحاشية إلا أن بعوضة استقرت في غطاء ، ونفذت إلى طبلة أذنه ولسعتها ، فجننه ألم لسعتها ، فقطع الأغطية وقطع ثيابه ، واطرحها بعيدا . وراح يدور راقصا أمام جنوده المتوحشين الأفظاظ ، فسخروا من الأمير الذي أراد أن يحارب الله الذي لا غالب له ، فغلبته بعوضة صغيرة .
*الكاتب النرويجي هانز أندرسن ( 1805 _ 1875) .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف