الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجرأة والخيال الواقعي في رواية جداريات عنقاء بقلم:جميل السلحوت

تاريخ النشر : 2019-06-24
الجرأة والخيال الواقعي في رواية جداريات عنقاء بقلم:جميل السلحوت
جميل السلحوت:

 الجرأة والخيال الواقعي في رواية جداريات عنقاء

صدرت "جداريات عنقاء" للكاتبة الفلسطينية مروى فتحي منصور، عام 2019 عن مكتبة كل شيء الحيفاوية، وتقع في 330صفحة من الحجم المتوسط، وصمّمها ومنتجها وأخرجها شربل إلياس.

هذه الرّواية الأولى للكتابة مروى فتحي منصور ابنة مدينة جنين الفلسطينيّة.

قرأت هذه الرّواية مرّتين، الأولى وهي مخطوطة، والثّانية بعد أن صدرت ورقيّا، مع التّأكيد على عدم معرفتي الشّخصيّة للكاتبة. وأجزم بأنّ الرّواية غير مسبوقة في مضمونها، -على الأقلّ في الأدب الفلسطينيّ المعاصر-. 

وقد فاجأتني الكاتبة بقدرتها على كتابة الرّواية وتميّزها من خلال إصدارها الأوّل، ممّا يعني أنّها موهوبة وليست دخيلة على الأدب الرّوائيّ. فالكاتبة متمكّنة من اللغة، ولديها مخزون لغويّ لافت، ولغتها بليغة فصيحة احتوت كلّ صنوف البلاغة بسلاسة دون تكلّف أو تصنّع.

وقد تعدّدت الحكايات والقصص في الرّواية، وبقيت مرتبطة ببعضها البعض بخيط شفيف، وغلب عليها الرّويّ والبناء الرّوائي بأساليب متعدّدة، التي لم ينقصها عنصر التّشويق الذي يجذب القارئ، ويفرض عليه متابعة الأحداث دون ملل، ولم يغب عن الرّواية أسلوب الاسترجاع الذي غذّى عنصر التّشويق وأضفى جماليّات على البناء الرّوائيّ.

وقد أبدعت الكاتبة في روايتها من خلال تعدّد الأحداث والقصص والحكايات التي اختلط فيها الواقع بالخيال "الواقعيّ"، وهذا دلالة واضحة على عمق الثّقافة الاجتماعيّة للكاتبة، والتي أبدعت أيضا في سبر غور شخصيّات رواياتها.

ومن مميّزات هذه الرّواية أنّه رواية نسويّة بامتياز، فالكاتبة منحازة إلى بنات جنسها اللواتي يعانين الاضطهاد في مجتمعاتنا الذّكوريّة التي لم ترحم المرأة في مراحل عمرها المختلفة، وربطت ذلك بفوقيّة الرّجل في استغلال المرأة واضطهادها بغضّ النّظر إن كانت ابنة أو زوجة أو أختا أو عشيقة. ويلاحظ أنّ الرّواية لم تجعل من شعبنا شعبا نموذجيّا كما يحلو للبعض أن يصفه، وقد عرّت هذا المجتمع من خلال العلاقات الاجتماعيّة وعلاقات الحبّ والغرام بين الرّجل والمرأة، وهذه العلاقة غير السّويّة هي التيّ أنجبت علاقات غير سويّة ومخالفة للدّين وللعادات والتّقاليد، ومن يقرأ الرّواية بحياديّة ووعي سيجد أنّ ما ورد فيها هو حقيقة مجتمعنا الذي يدّعي الفضيلة في العلن، ويعمل عكسها في الخفاء، وهذا لا يقتصر على العلاقة بين الرّجل والمرأة فقط، بل يتعدّاها إلى أمور أخرى هي السّبب في الخلل الذي يحصل، وهنا جاء دور الفساد والإفساد الذي يمارسه بعض المتنفذّين.

فزينة إحدى بطلات الرّواية فتاة يتيمة لا إخوة لها، تشكّل نموذجا للخلل الاجتماعيّ الموجود بيننا، فقد اضطرّت للزّواج من عجوز تسعينيّ هربا من ابن عمّها المنحرف الذي كان ينوي الزّواج منها عنوة، وعند هذا الزّوج كانت مجرّد خادمة لهذا العجوز، وتلقى الاضطهاد من أبنائه. وعندما دخلت المستشفى لإجراء عملية جراحيّة لاستئصال المرارة، شاء حظّها العاثر أن تدخله ابنة أحد المتنفذين للاجهاض من جنين حملت به سفاحا، وجرى عكس الأمور في المستشفى بحيث سجّلت "زينة" بأنّها هي التي أجهضت! وهذا شكّل فضيحة لها. وعندما تولّت "لوليانة" محامية "جمعيّة حماية المرأة  العنف" عمليّة الدّفاع عن "زينة" جوبهت من إدارة المستشفى، لكنّها لم تيأس، وواصلت دفاعها عن "زينة"، وعندما وصلت إلى اثبات الحقيقة فوجئت بأنّ "زينة" نفسها قد أسقطت القضيّة تحت ضغوطات من متنفذين، لتواجه المحامية بتهمة التحريض والفساد وقلب الحقائق! وهذه إشارة ذكيّة إلى أنّ المرأة في المجتمعات الذّكوريّة تساهم في اضطهاد نفسها، حتّى وإن كانت مرغمة

والمحامية لوليانة أيضا لها مشاكلها الخاصّة هي الأخرى، فقد فشلت في حبّها الأوّل، ولم تجد في زوجها الشّريك المناسب الذي يلبّي طموحها ورغباتها كزوجة وكإنسانة ممّا دفعها إلى تعدّد علاقاتها مع الرّجال.

وحتّى الدّكتور وليد "الطبيب النّفسي في "جمعية مقاومة العنف ضدّ المرأة" كان يستغل مريضاته جنسيّا بدلا من حمايتهنّ!

يبقى أن نقول أنّ هذه الرّواية الجريئة بحاجة إلى دراسات عميقة للوقوف على خباياها وأهدافها.

23-6-2019
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف