الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لغز اختفاء العروس بقلم:عمر السيد عبد الرؤوف

تاريخ النشر : 2019-06-22
لغز اختفاء العروس
بقلم عمر السيد عبد الرؤوف

الحقائب جميعها جاهزة وسنتوجه للمطار خلال دقائق قالها سعيد لزوجته، فردت قائلة: ونحن جاهزون. توجهت الأسرة لمطار سوهاج للذهاب إلى القاهرة في عطلة قصيرة حيث ترغب الزوجة في زيارة عائلتها، أما سعيد فلن يسافر وسيمكث في مدينته سوهاج لحين عودة أسرته، عندما عاد إلى بيته كان السكون مخيماً على المكان، دخل إلى غرفته؛ليستريح من عناء اليوم وأخذ يتقلب في فراشه كالمحموم ولكنه لم يستطع النوم ولم يغلبه النعاس كما تصور، شعر بالملل والسأم وقال في نفسه: ربما أخطأت في عدم الذهاب مع الأسرة. قام من مضجعه وذهب إلى غرفة المكتب وأعد قهوته وأمسكه الكوب براحتيه يلتمس منه الدفء وأخذ يطالع إحدى الجرائد القديمة والتي تقبع في خزانة مكتبه المهترئة ربما مر على تاريخها عدة سنوات، ولكنها قد تسليه ربما لبعض الوقت ثم طواها ونحاها جانباً بعد أن قرأها، قال في نفسه: قد تطول حالة الملل التي أعيشها ربما عليَّ أن أفكر في شىء أشغل به وقتي، وجاءته الفكرة التي أشعلت حماسه، ربما الأنسب لي التفرغ خلال هذه الفترة لكتابة القصص القصيرة والتي انقطعت عنها مدة من الزمن بسبب ضغوطات الحياة، ثم أمسك القلم وبدأ في كتابة قصته وبالفعل شرع عقله يحشد قوته في التفكير في قصة مشوقة وقد أمسك القلم وشرع يكتب وقد تعمق في الأحداث، حتى بدأ القلم يثقل في يده والكرى بدأ يداعب أجفانه واختلطت الكلمات أمام عينيه، فذهب إلى مضجعه وراح في سبات عميق، وبعد منتصف الليل أيقظه صوت قوي يشبه الطرق على الباب، هبَّ من مضجعه واقفاً والعرق يتصبب من جبينه وذهب إلى باب شقته يفتحه، ولكن لم يجد أحداً، وعاد إلى فراشه، ولكنه سمع الطرق مرة ثانية وبدأ يرتفع شيئاً فشىء، وتعجب من الأمر وفتح الباب ثانية وأخذ يتلفت يميناً ويساراً ولكن بلا جدوى، ووقف هنيهة ولكنه لاحظ أن الصوت يأتيه من داخل شقته وخاصة غرفة نومه، شعر بالقلق وتسارعت ضربات قلبه، ذهب مسرعاً لغرفة المطبخ؛ ليجهز سكيناً يتقوى به من لص محتمل يريد سرقة البيت، مشى الهوينى على أطراف أصابعه حتى وصل إلى الغرفة وفتح الباب ببطء ودلف إليها، ولكنه لم يجد شيئاً، قال في نفسه: ربما أتوهم، ثم استسلم مرة أخرى للنوم، وفجأة شعر بحرارة شديدة تسود المكان وبرائحة غريبة لم يعهدها من قبل، قال متعجباً: الجو شديد البرودة فمن أين تأتي هذه الحرارة وأحس بضيق في نفسه، فذهب مسرعاً إلى النافذة ليفتحها، وأخذ ينظر إلى الشارع حيث تكسوه الظلمة الحالكة، ويخيم عليه الهدوء وكأنما ضربه الموت، ثم رأى كلباً أسود يرمقه بنظرات نارية، وسمع نعيق غربان بالقرب منه، أغلق النافذة وأطفأ المصباح وعاد إلى مضجعه، كانت الغرفة مظلمة إلا من بعض الضوء الذي يتسلل إليها ومصدره السيارات التي تمر بالشارع، شعر بخيالات سوداء تتحرك على الجدران وتأخذ أشكالاً عدة من بينها قطة سوداء، وبدأت الخيالات تزداد صراحة ووضوح وتتشكل على صورة امرأة تقترب منه وأحس بأنفاس متلاحقة وحرارة شديدة لم يعهدها من قبل ، كانت المرأة ترتدي فستاناً أبيضَ مغطى بالبقع الطينية وطرحة سوداء تغطي وجهها، خاف وشعر بالهلع و قد أخرس الرعب لسانه ولم ينبس بكلمة، اقتربت منه حتى التصق وجهها بوجهه وسقطت الطرحة من على وجهها، فرأي ملامح باردة وعينين جاحظتين وجفون سوداء، وبشرة بيضاء تكسوها عروق زرقاء، وشعر مغبر انحنى الليل عليه فصبغه باللون الأسود، انحنت واقتربت من أذنه قائلة، لا تخف يا أستاذ سعيد، لن أؤذيك، فقط خلصني من معاناتي وسأتركك وشأنك، ثم أشارت إلى إحدى الجدران، وإذا ببعض الكلمات تظهر وتختفي، وكانت الكلمات:
الجريدة اليومية، أخبار الحوادث، ١٤يونيو ٢٠١٥،اختفاء عروس في يوم زفافها، القلعة المهجورة، بئر، برميل، فأس، دماء، نعيق غربان، ثم صرخت بصوتٍ مدوٍ يكاد يصم الأذن حررني....وبعدها سقط مغشياً عليه، بعد ثلاث ساعات استعاد وعيه ووقف مذعوراً وتصبب جبينه بعرق بارد وقال بنزق ما هذا؟! أكان هذا كابوساً أم حقيقة، فتح النافذة ثانية وقد بدأ النور يرسم خيوط الفجر، ونظر فوجد الكلب الأسود مازال واقفاً وكأنه يراقب المكان، وجاءه الصوت من بعيد، حرر روحي... حرر روحي، ذهب مسرعاً إلى غرفة المكتب وأشعل المصباح وأخذ ينظر مشدوها وقد جحظت عيناه، ثم لفت انتباهه الجريدة الملقاة على الأريكة وكانت بتاريخ ١٤يونيو ٢٠١٥م، قال: يا إلهي، إنه نفس التاريخ، فتحها على مهل وأخذ يقلب صفحاتها حتى وصل إلى صفحة الحوادث، حيث انتابته الدهشة ووقف متسمراً وقد تجمدت الدماء في عروقه، الخبر كان عن عروس قد اختفت في ليلة زفافها، مازال صوتها يتردد في أذنيه وقال متسائلاً: إننا بالفعل نقطن بالقرب من القلعة المهجورة أخذ يفتش عن المصباح الضوئي حتى وجده واستقل سيارته وذهب إلى القلعة المهجورة، ووجد عند بابها الحديدي ذلك الكلب الأسود يرمقه بتلك النظرات، ثم فجأة توارى عنه، واختفى في حلوكة الظلام، كان الباب مفتوحاً، دلف إلى حديقة القلعة حيث كانت أوراق الأشجار الجافة تكسو أرضها وكأنها لم تذق الرعاية منذ سنوات بعيدة،وتلك التماثيل المتناثرة هنا وهناك لحيوانات وطيور جارحة، وكأنها ترمقه بنظرات نارية، وقد صبغ الخراب كل شىء في تلك القلعة باللون الأسود كانت نوافذها مكسورة وكأن الموت عصف بأهلها أخذ يتأمل اللوحات الإرشادية وقد كستها الأتربة حتى وصل إلى اللوحة التي تشير إلى بئر القلعة، أشعل المصباح وأخذ يمشي بحذر حتى وصل إلى المكان بعد أن نزل من السلم الخشبي، أخذ يتلفت يميناً ويساراً حتى وقعت عيناه على برميل قد نحي جانباً وكان مملوءاً بالأسمنت، ثم فجأة ظهرت المرأة ثانية وأشارت للبرميل وقالت حررني أنا هنا...، أنا هنا...، ثم سمع صوت نباح الكلب خارجاً وامتلأ البئر بالخفافيش التي ظهرت فجأة؛ فخرج مسرعاً، واستقل سيارته متوجهاً صوب قسم الشرطة وقد أبلغ الضابط بما حدث له، ظنه الضابط في بادىء الأمر شخصاً مجنوناً يهذي، ولكن أخذ يفكر ويقول في نفسه: ربما يكون هذا الرجل على صواب، لقد عاصرت هذه القضية الغامضة ولم نفلح قط في كشف غموضها، ثم قال له:إن كان كلامك غير صحيح سنلقي القبض عليك بتهمة تحرير محضر كاذب وإزعاج للسلطات، تلعثم سعيد ثم قال: لا يهم كل ما أريده كشف الحقيقة وحسب، جهز الضابط قوة من الشرطة، وذهب إلى بئر القلعة حتى وصلوا للبرميل، أمر أحد الجنود بتجهيز الفؤوس؛ لتكسير الأسمنت، وهنا كانت الصدمة حينما لاحظ الجميع وجود جثة داخل البرميل، قام الضابط بالاتصال بعربة الإسعاف لنقل الرفات، وأمر بفتح ملفات القضية من جديد وتتبع خيوطها،
بعد عدة أيام وبعد القبض على المجرم الحقيقي والذي اتضح فيما بعد أنه قريب العروس حيث كان يريد الزواج منها، لكن أباها رفض وأخذ يعيره بفقره فقرر الانتقام وخطف العروس في ليلة زفافها أثناء عودتها من قاعة الاحتفال بصحبة مجموعة من أصدقائه، فقرر قتلها والتخلص من جثتها بوضعها في برميل من الأسمنت، شعر الأستاذ سعيد بالراحة وأنه كان سبباً في كشف غموض هذه القضية، أخذ حماماً دافئاً وذهب إلى فراشه؛ ليستريح. فجأة ظهرت الخيالات مرة أخرى وبدأت ملامح المرأة تضح ثانية وكانت هذه المرة باسمة الوجه قائلة له: أشكرك، أشكرك لقد حررتني ثم اختفت الخيالات.... ذهب إلى غرفة مكتبة وقرر كتابة ما حدث في قصة قصيرة أسماها:
لغز اختفاء العروس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف