الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ابتزاز بقلم:محمد نصار

تاريخ النشر : 2019-06-17
ابتزاز بقلم:محمد نصار
ابتزاز     ... ق.ق 

أطبقت عليه بقوة وضغطت على زر الإغلاق، فصمت كل حس في الشاشة، ألقيته جانبا وخرجت ساخطا.. مستفزا، من واقع بات مزريا إلى أبعد حد، أشرت إلى الساعي مودعا، فابتسم في وجهي ولم يعقب بشيء.

نزلت قاصدا مكتب صديقي المحامي، فكان لزاما علي أن أمر بالسوق، صوت الباعة وحالة الزحام التي يضج بها المكان، طغت على حالة الاشتباك الحاصلة على مفترق نيتساريم وتتناقلها الإذاعات بتتبع مستفز.

بدا المكتب خاليا من رواده الذين اعتادوا المجيء كل صباح، نظرت إلى ساعتي فأشارت إلى الثانية وبضع دقائق، أيقنت جينها أنهم قد غادروا، أو ربما شغلتهم الأحداث ولم يأتوا أصلا، أشار صديقي من خلف الزجاج، فدفعت الباب ودخلت.

كان المكيف يعمل بكامل طاقته، أمام سطوة الأجواء الملتهبة خارج المكان، لامني على التأخير، فاعتذرت بعبارات مقتضبة، دفعته للسؤال عن حالي، لم أسهب كثيرا في الإجابة، مجرد أشرت لسوء الحال الذي يكتنفنا وصمت.

اندفع الباب فجأة ودخلت امرأة في الثلاثين من عمرها، ذات جمال لافت، رغم بساطة لباسها وبؤس الحال البادي على وجهها، ابتسمت في وجهه فرد بالمثل، وضعت أوراقها أمامه، موضحة أنها قد أنجزت ما فاتها من أشياء في المرة السابقة، 

تفحصها بترو وأشار عليها بالذهاب لتصوير بعضها في المكتبة المجاورة، بدا الارتباك على وجهها، ثم تلفتت حولها كما لو أن أحدا يطاردها، فرحت أقلب أوراق الصحيفة التي أمامي، كأني خارج المكان، الأمر الذي شجعها لأن تهمس له بانكسار هزني: والله ما معي إلا أجرة الطريق.

لا أدري كيف اندلق الكلام من فمي، بشكل فيه الكثير من التسرع والانفعال: أين زوجك.. والدك.. أخوتك.. أو حتى أقاربك لينوبوا عنك في هذا الشقاء؟.

فانفجرت المرأة في نشيج فجعني وجعلني ألعن اللحظة التي دفعتني لسؤالها، صمت كتمثال نبت في المكان فجأة، دون أن أدري بأي شكل أصحح خطيئتي التي اقترفت.

بقيت صامتا.. مصدوما، جراء ما رأيت من حرقة بكائها وغزير دمعها، إلى أن تدارك صاحبي الموقف وتدخل قائلا: لم يقصد شيئا وإنما صعبت عليه حالتك ومجيئك في هذه الأجواء المضطربة، ثم أشار عليها أن تذهب لغسل وجهها، حتى لا يدخل أحد المراجعين وهي على هذه الحالة، فتنتابه الظنون بنا .

استغل دخولها إلى الحمام وهمس لي معاتبا: هل تعلم أنها المرة الثالثة التي تراجعني فيها، من أجل اتمام هذه المعاملة وهل تعلم أن زوجها متوفي وأباها عجوز مقعد، فيما أخوها الوحيد معتقل منذ عشر سينين، أما الأقارب يا عزيزي فأحدهم بيده تسهيل كافة أمورها، لكنه لا يريد.

- لماذا ؟.، قلت غاضبا.

- لأنه يساومها على نفسها.

شعرت أن السماء قد سقطت علي كسفا وأن الأرض تميد بي، مضت لحظات قبل أن أستعيد توازني المذبوح على أعتابها، فأدخلت يدي في جيبي وأخرجت ورقة نقدية، وضعتها على الطاولة وغادرت، يحاصرني صوت الباعة ممزوجا بأغنية شدي حيلك يا بلد وهي تصدح في المحال القريبة.       
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف