الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التسيير والتخيير وحيرة الحمير بقلم:حيدر حسين سويري

تاريخ النشر : 2019-06-16
التسيير والتخيير وحيرة الحمير بقلم:حيدر حسين سويري
التسيير والتخيير وحيرة الحمير

حيدر حسين سويري

   موضوع التسير والتخيير يشغل بال الناس، لكن الحمير ارتاحوا من التفكير فيه، فقد أقروا بأنهم مسيرون لا مخيرون، يتبعون قول وفعل مولاهم أينما حلَّ أو نزل، لكنهم استراحوا وما أراحوا فقد أُبتلينا بهم وأُبتلوا بنا(والله يستر من تاليها).

   أقبل (زعيبل) وإتخذ لهُ مكاناً في المقهى، ثُمَّ طلب الإركيلة الخاصة بهِ، وبلمح البصر تنفذت جميع طلباتهِ، وجميع من جلس في المقهى يباشر بقول: الله بالخير مولانا؛ مؤدياً ذلك وقوفاً، رافعاً يدهُ مطأطأً رأسهُ.

   عَمِلَ (زعيبل) في الجوبة(سوق بيع المواشي)، ولم يُكمل دراستهُ الإبتدائية، إلا أنهُ كما يقولون: ألهمهُ الله علم الأولين والأخرين! وذلك على يد العالم الأوحد، فريد عصره عبد الرحمن(وأسم الشهرة رعراع)، حيثُ الأخير هو مساعد القطب الاوحد والعالم الجهبذ، قائد أحد الكتل السياسية في البرلمان الزنكَلاديشي(وكافي لهنا لأن راح تنلاص عليه).

   وبدأ مولاهم زعيبل بشرح الوضع الدولي والإقليمي للحاضرين في المقهى([1])، وتحليل المواقف السياسية المترتبة على الازمات التي تحيط بالدول(في المنطقة والعالم)، بناءً على الإطروحة السياسية التي قدمها رئيس الكتلة ومولاهم الأعلى؛ فقام أحد الحضور(لأن كولشي ما أفتهموا من الخريط مالته ولتدارك الموقف) منادياً: يا مولانا سير سير وإحنا جنودك لا تقصير؛ فقال الأخر: لا شروح ولا تفسير أنت التأمر وأحنا نغير(الأصح حمير)؛ لينهيها مهوالهم بأهزوجة: بس أشر نمحيها أمريكا بس أشر، والحمير يرددون: نمحيها أمريكا!(ليكون زعيبل بطل قصة القضاء على أمريكا وهو جالس في المقهى)

   هؤلاء الحمير المتأثرين بالشعارات تجدهم مهتمون بكل القضايا الاقليمية والعالمية، متجاهلين مصيبتهم وعيشة البهائم التي يعيشونها، يركضون وراء أوثانهم من السياسيين وغيرهم، الذين يعيشون كالملوك(عايشين براس الحمير عيشة هارون الرشيد)، ما زالوا يؤمنون بالخزعبلات أو المنشورات المفبركة(حصان يرقص، صخلة توذن، جني يلعب طوبة)، يجعلون من مقولة( ساعة لكَلبكـَ وساعة لربك) أية قرآنية! ومن زعيبل(الي ما يندل غير الجوبة) إماماً مفترض الطاعة!

بقي شئ...

هؤلاء جاء وصفهم بدقةٍ في القرآن:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (169) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171))[2]

----------------
[1] المتعارف أن مثل هؤلاء يلقون خطبهم وتوجيهاتهم في الجامع ولكن بما أن الشباب عزفت عن الذهاب الجوامع، لحقوا بهم إلى المقاهي وفق قاعدة: التعامل بروح شبابية

[2] سورة البقرة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف