الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أم اسحق بقلم:زياد محمد حسن "مخيمر"

تاريخ النشر : 2019-06-11
أم اسحق ..
____________


أمي تنعتني دائماً بعدم النشاط مع أنني أستيقظ مبكراً , أخي الأكبر أكثر نشاطاً
ويبذل جهداً كبيراً في الإنغماس بالعمل , أمي تقول ذلك
حتى أنني تحيرت ذات يوم ماذا أفعل لأثبت لها العكس
يوما ً ما كانت تشاهد مسلسل " لن أعيش في جلباب أبي ", هذا المسلسل الذي تشاهده للمرة الألف كلما قامت بزيارتي في غزة ,الآن ستكون الفرصة مواتية لأفعل شيئا ًما في المنزل .


هل أقوم بتغيير جلدة الحنفية أم أستبدل النّجفة ؟ هل أحطم الأواني وأدهن الحائط
هل أهدم البيت وأخوض حرباً على جبهات عدة ؟
طرأت على ذهني فكرة شديدة الغرابة , بإمكاني أن أدق الأبواب بالمسامير ,
استعمال الشاكوش عند القيلولة سيصدر صوتاً في غاية الرخامة , وبالفعل بدأت أدق الأبواب بقسوة ,تخيلت ُ أن المصابين في الحرب سيحملونني فوق الأعناق وربما أكون بطلاً قومياً ولكن ليس من الحكمة أن يدخل في الفكرة مسمار دون أن يخرج حطاماً ,
هكذا قالت أمي بغضب _ كسّرت الأبواب يمّا والله ما انت لاقي شغلة .
_ والله يمّا في مرة اشتغلت سواق عا الخط .
تقول بإزدراء_ آه وركبّت الولد في السيارة ونسيت أمه .

بعد فترة صرت أتلذذ بحب الكسل لأنني مهما فعلت سيكون الحكم جاهزاً
, أن أثبت لأمي بأنني نشيط يحتاج إلى منظمات حقوقية وإلى الإستعانة
بوثائق وأدلة أمام عدسات المصوّرين وشاشات التلفزة .

في عيد الأضحى , لم أتصالح إلا مع الذبح , ساعدتني أمي على ذلك وهي تقول
_ شايف أخوك , بعث لأمه فخذة الخروف , قديش بيحب أمه سمير .
أردد قائلاً بإبتسامة حزينة _ بس أنا ذبحت الخروف في رفح وسبته كله هان يمّا ..
في هذه اللحظة كان البائع المتجول ينادي
_ عا السكين يا بطيخ ..
وأنا اردد خلفه صائحا ً _ عا السكين يا قلبي .

أعرف أنها تفعل ذلك لكي نتنافس على حبّها , إنها تحيك الغيرة والحب ببكرة
صوف ٍ واحدة , هي تعتقد أنني أقوى من بوابات السجون ولديّ قدرة على استيعاب
كل الأشياء المؤلمة لكنني دائما ً ما أحاول اخفاء المُقاتل المُصاب في المعركة
حتى عندما أذهب لزيارتها , تنتظرني أمام عتبة الباب و تحت قرص الشمس , تمرر كفها الحزين على كل الوجوه , يساورها الشك للحظات , تتأمل كل سيارة تمر ,تحتجب بحيرتين من الضباب خلف نظارتها الطبية ووسط هالة من النور تلمحني من بعيد وكأن في عينيها بندقية صيد , تقتنص رائحتي قبل أن تشم الأرض خطاي ,تشق طريقها نحوي وتحضنني , قهقهه من الدموع تجعلني منهكاً ,
أقاوم الغصّة ويزمجر ضعفي مثل قاطع طريق مردداً _
متى أزورك يا أمي ومعي ثلاثة أطفال بدلاً من ثلاث حقائب ..؟
__________________________
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف