الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"حياة معلّقة" رواية لعاطف أبو سيف بقلم:مهند طلال الاخرس

تاريخ النشر : 2019-06-11
"حياة معلّقة" رواية لعاطف أبو سيف بقلم:مهند طلال الاخرس
حياة معلّقة رواية لعاطف أبو سيف
حياة معلقة رواية للروائي الفلسطيني والكاتب والسياسي والمثقف الجميل عاطف ابو سيف ابن يافا وابن غزة . والرواية تقع على متن ٤٠٧ صفحات من القطع المتوسط. والرواية من اصدار عام 2015 عن الدار الاهلية للنشر والتوزيع في عَمّان والرواية دخلت في القائمة النهائية "القصيرة" للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015، وهي النسخة العربية لجائزة "بوكر" العالمية للرواية.

تدور احداث الرواية حول حادثة استشهاد نعيم برصاصة قناص من الجيش الاسرائيلي في اثناء قيامه بفتح محله المطبعة التي تصبح محور المكان والاحداث، فتتناول الرواية كيف ان الموت كيف من الممكن ان يخطفك فجأة وبدون سبب وبدون سابق انذار، في اشارة رمزية الى وضع الحياة في غزة تحت ظروف الاحتلال والاستبداد، وكيف تصبح حياة الناس هناك معلقة ، فهي معلقة بالاحلام والطموح ومعلقة بصورة على الجدار او معلقة ببوستر في المحلات والمقاهي او في المعابر، في الرواية ما يشير الى ان كل صنوف وطرق حياة الشعب الفلسطيني معلقة على امل... وعلى...وعلى ان يزول الاحتلال والى ان يحدث ذلك فلا شيء ثابت او محدد او مطلق...

في رواية "حياة معلقة"، يتحدث "عاطف أبو سيف" عن موت "نعيم" ، صاحب المطبعة الوحيدة في المخيّم. ونعيم الذي اعتاد أن يقوم بطباعة ملصقات الشهداء الفلسطينيين في المخيّم، يرفض ابنه أن يتم طباعة ملصق له، وتدخل شخصيات الرواية في نقاش عميق حول مفهوم البطولة والجدل حول الاشتراك مع الحياة أو نفيها ويدور حوار معمق حول مفهوم البطولة واصنافها ومن يطلبها ومن تأتيه صدفة.

لكن هذا الموت يغير الكثير من تفاصيل الحياة الهادئة الواقعة على تخوم المخيّم، حيث التلة التي بنى نعيم عليها بيتًا، فالحكومة تريد أن تستغل التلة وتبني عليها مسجدًا ومخفرًا للشرطة. ولأنّ التلة تحظى بمكانة خاصة في وعي الناس الجمعي، عارض سكان المخيّم المشروع وقاوموه حتى وصل الأمر إلى الصدام مع الشرطة.

الرواية تكشف عن قدرة سردية مشوقة وغاية في الجمال بحيث سريعا تدخل في اجوائها وما تلبث ان تصبح جزء من تفاصيلها وازقتها الضيقة وحواريها وحتى انك تبدا تتعرف على المشاة في الطريق وحتى رواد المقاهي ورواد التلة منذ كان الجيش يحتلها الى ان كانت امنية المدير ان يصبح ملعبا لكرة القدم الى ان بني فيها اول بيت لغريب عن المخيم هنا تبدأ تتفاعل احداث جديدة غنية بالتشويق واستدعاء الماضي.

تكشف الرواية الكثير من تفاصيل الحياة في غزة، كما يتم استدعاء يافا موطن لاجئي المخيّم، عبر استرجاعات زمنية ومفارقات سردية وحكايات متداخلة ترسم بصورة مفصلة عالمًا مدهشًا تتفاعل شخوصه وتتجادل وتصارع لإعادة تعريف وتركيب مفهوم الهوية والبطولة والحياة.

في هذه الرواية تزدحم تفاصيل الحياة اليومية في غزة وكأن حال هذه التفاصيل المزدحمة من حال غزة نفسها وحال اهلها المزدحمين اصلا في اكبر بقعة تحوي اكبر كثافة سكانية في العالم.

في هذه الرواية تجد كثيرا من السيرة الذاتية للراوي(الكاتب عاطف ابوسيف) فهذه الرواية سيرة خاصة ضمن المفهوم الجمعي العام للشعب الفلسطيني ، وتتداخل شخصية عاطف وسيرته مع شخصيات الرواية ولا تقف السيرة الشخصية لعاطف عند هذه الحدود، حيث تجد تفصيلات الحياة اليومية في غزة مصورة بمشاهد متداخلة ومتوالدة من بعضها البعض بطريقة سلسة وغزيرة ورغم كثرة هذا التوالد والذي ينجم عنه تعدد الالسن والشخصيات إلا ان هذا التعدد يضفي مزيدا من الالفة على المكان وينم عن سعة افق الكاتب ورحابة صدره ورغبة منه في ايصال الصورة والمشهد كاملا عن احوال قطاع غزة، وعن رغبة الناس في الخلاص من واقع صعب ومرير وازدادت مراراته بعد سيطرة اصحاب اللحى واتباع الدين الجديد على مقاليد الحكم في القطاع.

في هذه الرواية قلم نبيل لفتى نبيل انجبته غزة بكل تفاصيلها وبكل الوان الوجع، في هذه الرواية صفحات كثيرة من الالم والامل، في هذه الرواية استحضار لروح غزة التي يجب ان تبقى وتعيش، في هذه الرواية ترى بؤس غزة وبأسها ، في هذه الرواية يحدث ان تتوقف كثيرا وانت تقرأها كي تلتقط انفاسك وفي احيانا اخرى لتأخذ حصتك من البكاء، في هذه الرواية ورغم ذلك الكم الهائل من الوجع الفائض والغزير والمختبىء تحت كل الوجوه إلا انها رغم كل ذلك لا تخلوا من لحظات الفرح والذي اجتهد عاطف كثيرا لينثره في حقول الآخرين، وليرسم البسمة على وجوه من غابت تفاصيل الوطن عن وجوههم ولم تظهر إلا في جيوبهم.

في هذه الرواية تجد كيف ان الاحتلال ظالم لكنه واضح المعالم فتسهل مقاومته ومجابهته حتى لو هزمت او انكسرت الى حين، لكنك تجد ايضا ان الاستبداد أظلم وابشع ، ذلك لان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة وقهرا على النفس من وقع الحسام المهند ، وهذا المستبد مجابهته اشد ايلاما لانه من لونك ومن طينتك ومن رحم الارض التي انجبتك لكنه فضل ان يلبس اللحى ويعتنق الدين الجديد ويرفع علما غير ذلك العلم ذي الاربعة الوان الذي تعرف، ويعزف على الدف لحنا دمويا لا يحيى ولا يعيش إلا على انقاضك، وهذا الوضع الذي اسس واسهم به الاحتلال اصلا هو ما جعل كل تفاصيل الحياة في غزة معلقة.


بقلم مهند طلال الاخرس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف