أوجاع حمار مرهف ق. ق
دخل فزعا.. هلعا، كما لو أصابه مس، أو طاله شيء من جنون .. أوصاله مرتجفة .. أسنانه تصطك بقوة .. نظراته تائهة.. شاردة، كمن يطالع الروح، أو يوشك على ذلك.
جحظت فيه بصدمة وذهول، ثم اجترت ريقها بصعوبة بالغة وقالت بارتباك شديد: ما بك يا رجل ؟
- الحمار.. الحمار يا امرأة.
- ما به ؟ .. هل مات أو أصابه مكروه؟
- الحمار يتحدث يا امرأة.
- ماذا !
- أقسم بالله أنه يتحدث.. سمعته بأذني هذه يُحدث الكلب .
- بما تهذي يا رجل؟، لعلك أصبت بضربة شمس أو طالك مس,
- يا امرأة لقد سمعته يشكو للكلب سوء حاله معنا.. يذكره بالأيام الخوالي، حين كنت أصحبه إلى السوق فجرا وقبل الظهر يعود متخما بما لذ وطاب من خضاره وبواقي الفاكهة، يصف له جمال برادعه وعجيب زينتها، حين كنت أمتطيه لزيارة الأهل والأصحاب، يستعيد ذكريات الحظر، الذي كانت أيامه أعيادا بالنسبة له، لا شيء فيها سوى الأكل والتسكع في الحواري والساحات، حيث لا بشر فيها ولا يسمح لهم، يحدثه عن أمه التي كانت تصحبه جحشا صغيرا، يجوبان الأمكنة والحارات بلا منغصات، يقارن بين ما كان وما هو حاصل الآن، واصفا له رحلة عذابه، التي تبدأ معي منذ ساعات الفجر وحتى ما بعد المغيب وأنا أنادي على بضاعة مزجاة، لا يسومها الناس وإن فعلوا فبأقل القليل.
ثم يشرح له بلوعة وأسى، كيف أُفرغ جام غضبي عليه آخر النهار وكأنه المسؤول عن النحس الذي أصابنا، حتى بات يفكر جديا في الرحيل .. في الهروب من هذا الجحيم المستعر، بينما الكلب يحاول جاهدا ثنيه عن ذلك، لكنه ظل متمسكا بعناده، لدرجة أن عزمت على ربطه خشية تنفيذ وعيده، لكني لم أجرأ على الاقتراب منه.
- بما تخرف يا رجل؟، قالت وهي تنظر إليه بصدمة وذهول، ثم مدت يدها تتحسس جبينه المرتعد، لكنه أزاحها بقوة وصاح قائلا: تعالي واسمعي بنفسك.
نظرت إليه بخوف وحذر وقد باتت على يقين، من أنه قد فقد صوابه، أو جن، فابتسمت في وجهه مخافة أن يؤذيها وقالت بصوت هامس: دعك من هذا الآن ولنرى إن كان الحمار سينفذ وعيده في الصباح أم لا.
دخل فزعا.. هلعا، كما لو أصابه مس، أو طاله شيء من جنون .. أوصاله مرتجفة .. أسنانه تصطك بقوة .. نظراته تائهة.. شاردة، كمن يطالع الروح، أو يوشك على ذلك.
جحظت فيه بصدمة وذهول، ثم اجترت ريقها بصعوبة بالغة وقالت بارتباك شديد: ما بك يا رجل ؟
- الحمار.. الحمار يا امرأة.
- ما به ؟ .. هل مات أو أصابه مكروه؟
- الحمار يتحدث يا امرأة.
- ماذا !
- أقسم بالله أنه يتحدث.. سمعته بأذني هذه يُحدث الكلب .
- بما تهذي يا رجل؟، لعلك أصبت بضربة شمس أو طالك مس,
- يا امرأة لقد سمعته يشكو للكلب سوء حاله معنا.. يذكره بالأيام الخوالي، حين كنت أصحبه إلى السوق فجرا وقبل الظهر يعود متخما بما لذ وطاب من خضاره وبواقي الفاكهة، يصف له جمال برادعه وعجيب زينتها، حين كنت أمتطيه لزيارة الأهل والأصحاب، يستعيد ذكريات الحظر، الذي كانت أيامه أعيادا بالنسبة له، لا شيء فيها سوى الأكل والتسكع في الحواري والساحات، حيث لا بشر فيها ولا يسمح لهم، يحدثه عن أمه التي كانت تصحبه جحشا صغيرا، يجوبان الأمكنة والحارات بلا منغصات، يقارن بين ما كان وما هو حاصل الآن، واصفا له رحلة عذابه، التي تبدأ معي منذ ساعات الفجر وحتى ما بعد المغيب وأنا أنادي على بضاعة مزجاة، لا يسومها الناس وإن فعلوا فبأقل القليل.
ثم يشرح له بلوعة وأسى، كيف أُفرغ جام غضبي عليه آخر النهار وكأنه المسؤول عن النحس الذي أصابنا، حتى بات يفكر جديا في الرحيل .. في الهروب من هذا الجحيم المستعر، بينما الكلب يحاول جاهدا ثنيه عن ذلك، لكنه ظل متمسكا بعناده، لدرجة أن عزمت على ربطه خشية تنفيذ وعيده، لكني لم أجرأ على الاقتراب منه.
- بما تخرف يا رجل؟، قالت وهي تنظر إليه بصدمة وذهول، ثم مدت يدها تتحسس جبينه المرتعد، لكنه أزاحها بقوة وصاح قائلا: تعالي واسمعي بنفسك.
نظرت إليه بخوف وحذر وقد باتت على يقين، من أنه قد فقد صوابه، أو جن، فابتسمت في وجهه مخافة أن يؤذيها وقالت بصوت هامس: دعك من هذا الآن ولنرى إن كان الحمار سينفذ وعيده في الصباح أم لا.