الطفل المرحوم أمير زيدان!
بداية أقدم لعائلة الطفل أمير زيدان التعازي الحارة بعد قصة طويلة من المعاناة، وإعلان وفاة ابنهم وطفلهم أمير ويلهمهم الصبر. ولعل المنطق يقول أن علينا الإنصاف في الحكم والصدق في القول؛ فما من إنسان على وجه هذه الأرض لا يخطئ والطبيب أيضاً إنسان! والخطأ وارد ويمكن أن يقع هذا أولاً؛ أما ثانياً فما أجمل من أن يعترف الإنسان بالخطأ؛ والأجمل أن يعتذر ؛ ألم نتعلم أن الاعتراف بالخطأ فضيلة؟
قصة الطفل أمير زيدان، ومنذ حدوثها أثارت الرأي العام لأسباب عديدة؛ منها ما أعلن عنه والد أمير من الإهمال الطبي الذي أدى في النهاية إلى وفاة ابنه دون التعامل بجدية مع هذا الادعاء وإهماله! ومنها أن العملية التي قرر الطبيب إجراءها للطفل كانت عملية عادية جداً وبسيطة، لكن ما حدث للطفل في غرفة العمليات و خروجه منها في حالة أخرى من الشلل الدماغي يضع علامات استفهام حول التعامل الطبي مع الطفل والعملية علماً أن حالة الشلل الدماغي في نفس هذه الظروف تكون أسبابها شبه معلومة ومحسومة!
هنا سأتوقف عن ذكر تبعات الحدث والحالة التي وصلت إليها عائلة الطفل، والغضب الجامح الذي أصاب والده في محاولة لتسليط الضوء على ما تعرض له ابنه وما أصابه! ولن أتحدث كيف تغيرت الأمور فجأة أثناء الحدث؛ وتحويل والد أمير إلى متهم! ولن أتحدث عن سوء التعامل مع القضية التي كان يمكن أن لا تصل إلى هذا الحد من التشهير والمعرفة! ما اثارني حقاً هو رؤية المواطن العادي من زاوية أخرى؛ من حيث المكانة والأهمية وعدم إعطاء القضية أهمية إنسانية وأخلاقية في أسلوب التعاطي معها وكأن الأمر لا يعني أصحاب الحكم والاختصاص وهذا هو الأمر المحير يا أمير زيدان.
كاتم الصوت: يعني اللي ما له ظهر يروح ينتحر.
كلام في سرك: الطبيب إنسان، والمواطن إنسان، والوزير إنسان والحاكم إنسان، والمعاملة التي تقرر.