لوحة من صوفيا .....قصة قصيرة
جاسم محمد كاظم
آخر المساء كما هو على كرسيه الخشبي المكان نفسه مسهدا عينية مبتعدا في خيال نائي عن أنة الم إلفها فتحت له كلمات التحية باب أعاد جزئا منة إلى واقع المرض لا تزال ابتسامة وجهة تشع نفس طفولة حتى في عمق حسرة تنهد حين تأخذ الإبرة الحادة النهاية كحربة تنغرس في لحمة الرطب تنقل له سوائل حياة مفقودة في نهاية موعد رحلة شفاء على مرضه المزمن .
ومن دواخل ألهبتها حرارة طقس تشبع برغوة تراب انفجرت فتحات تسربت منها آهات مساعدة تنفس شيئا من صدى هم تكدس تتشابك مع كلماتي بالشفاء يا أستاذ أضفت طعما هارمونزيا لأيام متلاحقة من لقاء شارف نهايته .
مازحته ضاحكا مع غرز الإبرة ....تذكر صيف صوفيا البارد يا أستاذ ... سمعت من الآخرين أن صوفيا كانت نقطة من محطات أمسه .
وأجاب بتثاقل لضغط لحظة استطالت بطول مدى عمر ولده الواقف بجانبي ..
كان هذا حلم بعيد .
وزاد انفراج فمه وهو يمسح قطرات العرق الطيني المبلل لإنحاء جسده .
قطرات الماء هناك تنساب بخفة ..تتراقص أشبة بشبح من رذاذ ابيض يزيد ابتسامة اللوحات المنقوشة على ارض تطؤها أحذية المارة .
وأشار بأصبعه إلى صناديق مرتبة بعناية.... كهذه ..
نظرت مستغربا أين ؟
وتتدخل ولده هذه المرة .. هذه ... لوحة أبي المخفية ...سره الدفين .. قالوا أنة احضرها قبل أن اوجد في هذا العالم .
ضحكنا كثيرا ..نحن الاثنين ..كثيرا ما سمعت من الآخرين أنة يمتلك صناديق ملونة زادتها نغمة من عرفوه سحرا لأنة حملها معه في كل بيوت الإيجار كأبناء قطة وزاد من فضولي إني اقتربت منها بلا إذن لأكمل دهشة أنها تحمل ختم جمهورية تلاشت بكلمات هائلة :-
"رئاسي ..مسموح ."
وانفتحت أسرار الدهشة قبل أن تطبق أجفانها .
تفاجئ السفير بمحتويات الطلب المرفق أمامه ..أمروني بالمثول .
واسترسل في كلماته ..الحمولة ثقيلة جدا ..عشرون صندوقا ...ألفي طابوقة مرمر ملونة ...ماذا تفعل بها بحق السماء ....ألا تعلم أن إدارة الطيران رفضت حملها على متن طائرات المسافرين .
نعم يا حضرة السفير ..لكنهم اشترطوا موافقة السفارة .
هز السفير رأسه مستغربا بعد لحظة صمت ذيل الطلب بأمر رسمي.
وتمدد لساني ليكشف سر حبيس توقف مع حركة الكرسي الذي صر بصوت مزعج.
تجاوزت بصلف حدود المهنة ودست على جراحة الموجعة ..تكلمت دواخلي
دمدم بسخط واستبقت لحظة فراق مودعة لقطع سائل حياة بدا ينفذ مع أشعة شمس باهتة تسير بترهل أمام الشرفة المطلة على برك مياه سوداء تمددت فيها كلاب أنهكتها حرارة جو حارق .
مسك يدي وتحسست برود ة أصابعه ..أين تريدها أن تتشكل ؟
هنا وأشار بيده .. ..أم هناك ...أتسمح الصناديق أن تطأ دواخلها أقدام صعاليك اتشحوا بالسواد تتحول أطياف الألوان في عيونهم إلى مومسات يتوجب نحرها بحراب بنادق صدئة .
واستمر يتكلم بحماس :-
أم تصبح ضحكات المرمر أهداف لشظايا بارود العبوات .
لم اجب بكلمة ربما أهيج له جراح الموت مع حمرة توشحت بسواد حار أوقف لهبة أرادة الطاقة أن تسير في أسلاك الأعمدة المنتصبة بخواء أشبة بأجساد مصلوبة في طريق موحش .
وأكمل آخر حسراته .
الضوء رفيق دائم في صوفيا .. أربع رحلات بطول فصل دراسي لا يتسنى لعيني غريب أن تمييز حزم الضوء الآتي بلا وقت ينساب بخفة مع حركة أجساد تزحف بحرية نحو مناطق مخضرة ينكمش الجلد بنسمة برد. تتمرد أعضاء الجسم على أثوابه.. تثير سخونة جذب أجساد دبقة تسدل ستائر من غفوة في عيون تلتهب بلحظات الشوق .
سرت مع غروب ميت غادرة وهج الضوء الراحل بلا عودة .
انزل يدا ملوحة اسهد عينية كما هو أمام صناديق لن تتشكل بلوحة تتمازج فيها الألوان يتراقص عليها الضوء أشبة بشبح من بلور ابيض ... ..
///////////////////////////////////////////////م
جاسم محمد كاظم
جاسم محمد كاظم
آخر المساء كما هو على كرسيه الخشبي المكان نفسه مسهدا عينية مبتعدا في خيال نائي عن أنة الم إلفها فتحت له كلمات التحية باب أعاد جزئا منة إلى واقع المرض لا تزال ابتسامة وجهة تشع نفس طفولة حتى في عمق حسرة تنهد حين تأخذ الإبرة الحادة النهاية كحربة تنغرس في لحمة الرطب تنقل له سوائل حياة مفقودة في نهاية موعد رحلة شفاء على مرضه المزمن .
ومن دواخل ألهبتها حرارة طقس تشبع برغوة تراب انفجرت فتحات تسربت منها آهات مساعدة تنفس شيئا من صدى هم تكدس تتشابك مع كلماتي بالشفاء يا أستاذ أضفت طعما هارمونزيا لأيام متلاحقة من لقاء شارف نهايته .
مازحته ضاحكا مع غرز الإبرة ....تذكر صيف صوفيا البارد يا أستاذ ... سمعت من الآخرين أن صوفيا كانت نقطة من محطات أمسه .
وأجاب بتثاقل لضغط لحظة استطالت بطول مدى عمر ولده الواقف بجانبي ..
كان هذا حلم بعيد .
وزاد انفراج فمه وهو يمسح قطرات العرق الطيني المبلل لإنحاء جسده .
قطرات الماء هناك تنساب بخفة ..تتراقص أشبة بشبح من رذاذ ابيض يزيد ابتسامة اللوحات المنقوشة على ارض تطؤها أحذية المارة .
وأشار بأصبعه إلى صناديق مرتبة بعناية.... كهذه ..
نظرت مستغربا أين ؟
وتتدخل ولده هذه المرة .. هذه ... لوحة أبي المخفية ...سره الدفين .. قالوا أنة احضرها قبل أن اوجد في هذا العالم .
ضحكنا كثيرا ..نحن الاثنين ..كثيرا ما سمعت من الآخرين أنة يمتلك صناديق ملونة زادتها نغمة من عرفوه سحرا لأنة حملها معه في كل بيوت الإيجار كأبناء قطة وزاد من فضولي إني اقتربت منها بلا إذن لأكمل دهشة أنها تحمل ختم جمهورية تلاشت بكلمات هائلة :-
"رئاسي ..مسموح ."
وانفتحت أسرار الدهشة قبل أن تطبق أجفانها .
تفاجئ السفير بمحتويات الطلب المرفق أمامه ..أمروني بالمثول .
واسترسل في كلماته ..الحمولة ثقيلة جدا ..عشرون صندوقا ...ألفي طابوقة مرمر ملونة ...ماذا تفعل بها بحق السماء ....ألا تعلم أن إدارة الطيران رفضت حملها على متن طائرات المسافرين .
نعم يا حضرة السفير ..لكنهم اشترطوا موافقة السفارة .
هز السفير رأسه مستغربا بعد لحظة صمت ذيل الطلب بأمر رسمي.
وتمدد لساني ليكشف سر حبيس توقف مع حركة الكرسي الذي صر بصوت مزعج.
تجاوزت بصلف حدود المهنة ودست على جراحة الموجعة ..تكلمت دواخلي
دمدم بسخط واستبقت لحظة فراق مودعة لقطع سائل حياة بدا ينفذ مع أشعة شمس باهتة تسير بترهل أمام الشرفة المطلة على برك مياه سوداء تمددت فيها كلاب أنهكتها حرارة جو حارق .
مسك يدي وتحسست برود ة أصابعه ..أين تريدها أن تتشكل ؟
هنا وأشار بيده .. ..أم هناك ...أتسمح الصناديق أن تطأ دواخلها أقدام صعاليك اتشحوا بالسواد تتحول أطياف الألوان في عيونهم إلى مومسات يتوجب نحرها بحراب بنادق صدئة .
واستمر يتكلم بحماس :-
أم تصبح ضحكات المرمر أهداف لشظايا بارود العبوات .
لم اجب بكلمة ربما أهيج له جراح الموت مع حمرة توشحت بسواد حار أوقف لهبة أرادة الطاقة أن تسير في أسلاك الأعمدة المنتصبة بخواء أشبة بأجساد مصلوبة في طريق موحش .
وأكمل آخر حسراته .
الضوء رفيق دائم في صوفيا .. أربع رحلات بطول فصل دراسي لا يتسنى لعيني غريب أن تمييز حزم الضوء الآتي بلا وقت ينساب بخفة مع حركة أجساد تزحف بحرية نحو مناطق مخضرة ينكمش الجلد بنسمة برد. تتمرد أعضاء الجسم على أثوابه.. تثير سخونة جذب أجساد دبقة تسدل ستائر من غفوة في عيون تلتهب بلحظات الشوق .
سرت مع غروب ميت غادرة وهج الضوء الراحل بلا عودة .
انزل يدا ملوحة اسهد عينية كما هو أمام صناديق لن تتشكل بلوحة تتمازج فيها الألوان يتراقص عليها الضوء أشبة بشبح من بلور ابيض ... ..
///////////////////////////////////////////////م
جاسم محمد كاظم