الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شرطي القرية بقلم:مهدي العامري

تاريخ النشر : 2019-05-30
شرطي القرية  بقلم:مهدي العامري
يبدو ان جميع الاقوياء في هذا العالم يحملون قسطا وافرا من السادية وقسطا آخر من العجرفة ,,,
كان نائب العريف"شلتاغ"الذي يلقبونه بالباشا يقف امام مركز شرطة القرية,,وهو يرتدي بدلته الخاكية المطرزة بخيوط سوداء,,ويحمل بندقيته فوق كتفه,,مستعدا لمواجهة اي حالة طارئة,,حينما مرت "ملكة",,من امامه وهي تحمل فوق رأسها زبيل مملوء بالطماطم والخيار والباذنجان,,ومتجهة الى بيتهاالواقع في الركن الشمالي لمركز شرطة القرية,,,
وقع شلتاغ في حيرة من امره,,هل يبقى متسمرا في مكانه,,يؤدي دور الشرطي الجنتلمان امام المركز,,ليرضى عنه آمر المركز..,ام يترك مكانه,,ليتبع "ملكة",,ويصارحها بشغفه وولهه,,بعشقها,,الذي يكاد يشبه عشق امرأة ثلاثينية لموقد ناري في ليلة شتوية باردة,,,
لقد سمع الكثير عن جمالها,,عن طريق بعض بائعات الهوى اللاتي يقضين الكثير من الليالي في سجن المركز,,كما انه قد رآى سحر هذا الجمال لاكثر من مرة,,حينما تمر من امام المركز,,صباح كل يوم ,,وهي تحمل زبيل الخضار,,,
"لم اعشق امرأة في حياتي سواها",,
اخيرا ,,قفز من مكانه,,وهو يخرج من جيبه الخلفي قارورة عطر,,تركية,,كان قد اهداها اياه لص مشهور بسرقة العطور,,مقابل ان يساعد في هروبه من سجن المركز,,وأخذ يرش رأسه,,ووجهه,,وصدره,,وذراعيه,,وساقيه,,وحتى أخمص قدميه,,بهذا العطر التركي,,حتى اصبح وكأنه زجاجة عطر تمشي في الارض بقدمين,,وتابع السير نحو بيت "ملكة",,
طرق الباب,,وهو يفتل شاربيه,,
::اهلا عريف شلتاغ,,خيرا"
:::لا..ولكن اريد ان اصارحك بموضوع"
::نعم تفضل"
::انا اريد الزواج منك::
""لا بأس تعال الى ابي في المساء::
||انت موافقة""
::اذاوافق ابي"
في ظرف اسبوع كانت "ملكة"في بيت :شلتاغ::...
||ملكتي لقد جلبت لك العطر والمكياج::
||ملكتي جلبت لك اللحم والخضار||
||ملكتي جلبت لك الملابس والاكسسوارات التي طلبتيها |||
كان يلبي جميع طلباتها,,حتى انه يضطر في كثير من الاحيان الى الاستدانة من ضابط المركز,,
لكن ملكة لم تكن سعيدة اطلاقا,,
||كل ما ترغبين به ياملكتي ستجدينه امامك,,حتى روحي ان شئت""
|||لكن بشرط ان لا تخرجي من البيت|||
||فانا اغار عليك حتى من الهواء|||
كانت اذا اشتاقت الى ابيها,,يذهب شلتاغ الى داره,,يستاجر سيارة تاكسي,,وياتي بابيها اليها,,مخافة ان يراها احد|||
||كان دائما ما يهمس في قرارة نفسه ""ملكة مخلوقة لي,,ولا يحق لاحد ان يتمتع بجمالها كما اتمتع انا,,انها مليكتي|||
ذات يوم بارد وممطر ,,كانت القابلة:ام جلال في بيت شلتاغ""
""لم يكن بالامكان ان يخرج الطفل من رحم ملكة,,الا بعملية جراحية قيصرية في المستشفى والا سيموت الطفل""
""اخذ يدخن بشراهة,,لاباس يموت الطفل ,,ولاتخرج ملكة من البيت ::
قالت القابلة..
||ليس الطفل وحده من سيموت,,فملكة تنزف كثيرا,,وربما تموت هي ايضا...""
اسرع الى الشارع,,,وجاء بسيارة تاكسي""
""وضع الخمار فوق وجهها""
""ووضع الجلباب الاسود فوق جسدها""
""اراد ان يطلب منها الخروج الى السيارة""
""لكنها كانت فاقدة الوعي تماما""
""ماذا افعل""
صرخت في وجهه ام جلال ,,ماذا تنتظر ,,اسرع ,,واحضر المساعدة من سائق التاكسي:::
بعد كل هذا الحرص ,,يدخل البيت رجل غريب,,ويحمل جسد "ملكة ""بيديه,,يا للعار,,
كان سائق التاكسي شابا قويا,,ويبدو انه يمارس لعبة كمال الاجسام,,جسم رشيق ,,وعضلات مفتولة,,حمل ملكة بكلتا ذراعيه ,,الى السيارة,,بينما صعد الى جانبه شلتاغ ,,وهو يكاد يموت من الغيظ,,
وصلوا المستشفى,,سارع موظفي الخدمة,,الى وضعها في حمالة المرضى’’
في الطريق,,الى صالة العمليات,,تعثرت الحمالة,,وانقلبت,,على عقبيها,,انكشف المستور,,وجهها,,وشعرها,,ونصف ساقيها,,اضافة الى سقوط بقع دم سوداء على بلاط المستشفى,,
وحينما دخلت صالة العمليات,,كان شلتاغ يبحث عن طبيبة,,لاجراء العملية,,
""ياللحظ الطبيبة مسافرة في ايفاد الى لندن لحضور مؤتمر طبي هناك,,
||يا للهول,,طبيب يجري العملية,,سيرى كل شيء""
||الموت ولا العار::
بعد ساعتين خرج الطبيب,,حاسر الوجه,,
""انا آسف لقد مات الطفل::
صرخ شلتاغ بقوة
""ملكة""
قال الطبيب
""لم استطع انقاذها ,,لقد نزفت الكثير من الدماء""
قال شلتاغ بصوت خافت
""يبدو ان جميع الاقوياء في هذا العالم يحملون قسطا وافرا من السادية وقسطا آخر من العجرفة ,,,::
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف