تصعيد الأواخر من رمضان
خالد صادق
المشاهد حاضرة أمام الجميع, قطعان المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك في العشر الأواخر من رمضان بهدف الاحتكاك بالمصلين المعتكفين في الأقصى وإشعال فتيل المواجهة, الاحتلال الصهيوني ينشر عناصر الحراسة بكثافة داخل باحات الأقصى ويغلق الأبواب على المصلين حتى لا يضايقوا على قطعان المستوطنين الذين يمارسون طقوسهم الدينية داخل باحات الأقصى المبارك على مرأى ومسمع من الجميع دون ان يحرك احد ساكنا, أصوات التكبير تعلو والمواطنين الفلسطينيين يتعرضون للضرب بالهروات والاعتقال, والنساء يمنعن من التجمع للدفاع عن حرمات الأقصى ويتم تفريقهن بالقوة, وحراس وسدنة المسجد الأقصى ممنوعون بقوة السلاح الصهيوني من الدفاع عن الأقصى وحمايته من قطعان المستوطنين, المشهد في باحات الأقصى محتدم وقابل للانفجار, وحالة الغضب والقهر وصلت ذروتها, ومعركة الأقصى على الأبواب.
لم نعتد من قبل عمليات اقتحام صهيونية للمسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان نظرا لكثافة تواجد الفلسطينيين المصلين والمعتكفين في باحاته, لكنها السياسة التي ترمي لفرض الأمر الواقع, وتقريب المسافات أمام اليمين الصهيوني المتطرف لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى, تمهيدا لإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, فما الذي تغير لكي يتجرأ اليهود على تحدي مشاعر المسلمين واقتحام المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان, ما هي دوافعهم الحقيقية لذلك, ولماذا لا يخشون ردات الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية على هذه الاستفزازات, التي من الممكن ان تؤدي إلى انتفاضة جديدة على غرار انتفاضة الأقصى عام 2000م عندما اقتحم المجرم ارئيل شارون المسجد الأقصى المبارك, لتنفجر في وجهه انتفاضة عارمة زلزلت هذا الكيان وكبدته خسائر كبيرة على كل المستويات, والسؤال لماذا يتكرر المشهد الآن.
أولا: لأن اليمين الصهيوني المتطرف يتمدد وحقق مكاسب عديدة في انتخابات الكنيست الماضية, والمجتمع الصهيوني يميل نحو التطرف بشكل اكبر, وهناك توجه لأي حكومة قادمة لمحاولة كسب اليمين والظفر بتأييده.
ثانيا: المشهد الرسمي العربي والإسلامي اللاهث وراء "إسرائيل" ي محاولة لخطب ودها, شجع اليهود على الإسراع بتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى, فالوقت مناسب تماما لتحقيق هذه الغاية الآن.
ثالثا: يجب إلا نغفل "صفقة القرن" اعتبار الأمريكان للقدس عاصمة موحدة للكيان المجرم, دون ردات فعل من العالمين العربي والإسلامي على هذا القرار الخطير, الذي مر على امتنا مرور الكرام وكأن شيئا لم يكن.
رابعا: حالة الضعف التي تعيشها السلطة الفلسطينية في مواجهة سياسات الاحتلال وقطعان مستوطنية, وعدم استخدام خيارات قوية بيد السلطة للضغط على الاحتلال, حتى الخيارات السلمية أسقطوها من يدهم المرتعشة.
خامسا: التطبيع العربي مع الاحتلال وتياشيره التي تلوح في الأفق, سواء بتبني صفقة القرن, أو الدعوة لورشة عمل اقتصادية في الدوحة, للبحث عن حلول اقتصادية للقضية الفلسطينية على حساب حقنا السياسي في أرضنا المغتصبة والتي تخلى عنها الجميع, واعتبروها خطرا على عروشهم, فتفاقمت نكبتنا في أعرابنا.
انتفاضة الاقصى ستندلع, وزيادة أطماع اليهود في الاقصى تعجل بها, وشعبنا قادر على الدفاع عن أقصاه, ولن يتخلى عن واجبه, ان كل هذا الانحناء العربي للاحتلال لن يكسر شوكتنا, وسيدفعنا للمزيد من العطاء والتضحيات.
خالد صادق
المشاهد حاضرة أمام الجميع, قطعان المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك في العشر الأواخر من رمضان بهدف الاحتكاك بالمصلين المعتكفين في الأقصى وإشعال فتيل المواجهة, الاحتلال الصهيوني ينشر عناصر الحراسة بكثافة داخل باحات الأقصى ويغلق الأبواب على المصلين حتى لا يضايقوا على قطعان المستوطنين الذين يمارسون طقوسهم الدينية داخل باحات الأقصى المبارك على مرأى ومسمع من الجميع دون ان يحرك احد ساكنا, أصوات التكبير تعلو والمواطنين الفلسطينيين يتعرضون للضرب بالهروات والاعتقال, والنساء يمنعن من التجمع للدفاع عن حرمات الأقصى ويتم تفريقهن بالقوة, وحراس وسدنة المسجد الأقصى ممنوعون بقوة السلاح الصهيوني من الدفاع عن الأقصى وحمايته من قطعان المستوطنين, المشهد في باحات الأقصى محتدم وقابل للانفجار, وحالة الغضب والقهر وصلت ذروتها, ومعركة الأقصى على الأبواب.
لم نعتد من قبل عمليات اقتحام صهيونية للمسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان نظرا لكثافة تواجد الفلسطينيين المصلين والمعتكفين في باحاته, لكنها السياسة التي ترمي لفرض الأمر الواقع, وتقريب المسافات أمام اليمين الصهيوني المتطرف لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى, تمهيدا لإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, فما الذي تغير لكي يتجرأ اليهود على تحدي مشاعر المسلمين واقتحام المسجد الأقصى في العشر الأواخر من رمضان, ما هي دوافعهم الحقيقية لذلك, ولماذا لا يخشون ردات الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية على هذه الاستفزازات, التي من الممكن ان تؤدي إلى انتفاضة جديدة على غرار انتفاضة الأقصى عام 2000م عندما اقتحم المجرم ارئيل شارون المسجد الأقصى المبارك, لتنفجر في وجهه انتفاضة عارمة زلزلت هذا الكيان وكبدته خسائر كبيرة على كل المستويات, والسؤال لماذا يتكرر المشهد الآن.
أولا: لأن اليمين الصهيوني المتطرف يتمدد وحقق مكاسب عديدة في انتخابات الكنيست الماضية, والمجتمع الصهيوني يميل نحو التطرف بشكل اكبر, وهناك توجه لأي حكومة قادمة لمحاولة كسب اليمين والظفر بتأييده.
ثانيا: المشهد الرسمي العربي والإسلامي اللاهث وراء "إسرائيل" ي محاولة لخطب ودها, شجع اليهود على الإسراع بتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني في الأقصى, فالوقت مناسب تماما لتحقيق هذه الغاية الآن.
ثالثا: يجب إلا نغفل "صفقة القرن" اعتبار الأمريكان للقدس عاصمة موحدة للكيان المجرم, دون ردات فعل من العالمين العربي والإسلامي على هذا القرار الخطير, الذي مر على امتنا مرور الكرام وكأن شيئا لم يكن.
رابعا: حالة الضعف التي تعيشها السلطة الفلسطينية في مواجهة سياسات الاحتلال وقطعان مستوطنية, وعدم استخدام خيارات قوية بيد السلطة للضغط على الاحتلال, حتى الخيارات السلمية أسقطوها من يدهم المرتعشة.
خامسا: التطبيع العربي مع الاحتلال وتياشيره التي تلوح في الأفق, سواء بتبني صفقة القرن, أو الدعوة لورشة عمل اقتصادية في الدوحة, للبحث عن حلول اقتصادية للقضية الفلسطينية على حساب حقنا السياسي في أرضنا المغتصبة والتي تخلى عنها الجميع, واعتبروها خطرا على عروشهم, فتفاقمت نكبتنا في أعرابنا.
انتفاضة الاقصى ستندلع, وزيادة أطماع اليهود في الاقصى تعجل بها, وشعبنا قادر على الدفاع عن أقصاه, ولن يتخلى عن واجبه, ان كل هذا الانحناء العربي للاحتلال لن يكسر شوكتنا, وسيدفعنا للمزيد من العطاء والتضحيات.