الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإرهاب نتاج فكر متطرف بقلم:د.عادل عامر

تاريخ النشر : 2019-05-26
الإرهاب نتاج فكر متطرف بقلم:د.عادل عامر
الإرهاب نتاج فكر متطرف

الدكتور عادل عامر

إن الشباب هم عماد أي دولة وعلينا توعيتهم بخطورة الإرهاب لان ظاهرة الإرهاب هي نتاج الفكر المتطرف والذى يكون نتاج عوامل اقتصادية أو دينية واجتماعية والبعد عن الدين والأنشطة الرياضية والثقافية ومن هنا لابد من تسليط الضوء على الأفكار المتطرفة ومواجهتها للحفاظ على الشباب وهم المستهدف الرئيسي لهذه الأفكار

أن مجتمعاتنا العربية أصبحت تنتشر فيها الأحداث الإرهابية بسبب انتشار المفاهيم الخاطئة بين الشباب والتي تتعارض مع الفهم الصحيح للدين وجنحت إلى التطرف والمبالغة فكرا وسلوكا ضد الدول ومن هنا يأتي دور الثقافة والرياضة والإعلام والأزهر والكنيسة في التوعية بمدى خطورة هذه القضية ومحاولة التصدي لهذه الافكار المتطرفة والحفاظ على الشباب من الوقوع في براثن الجماعات الإرهابية.

أن الإسلام دين الوسطية ومن يبتعد عن هذا الوسطية يبتعد عن جوهر الاسلام وأن التطرف مذموم في كل شيء، أنه لا يوجد تعريف جامع للإرهاب لأنه له تعريفات كثيرة ومتسعة ومنها إنه محاولة فرض فكر معين على الآخر بالقوة والإكراه وإلحاق الأذى به سواء على مستوى الفرد أو المؤسسات، ومن هنا يتحتم علينا أن نواجه الأفكار المتطرفة،

أن من أسباب التطرف الفراغ الفكري الذى يولد التطرف لدى الشباب ويجب أن يملا بالعلم والعمل لأن العالم أشد على الشيطان من العابد والابتعاد عن الله ووجود علاقات اجتماعية غير سوية وتأويل الآيات القرآنية والاحاديث بطريقة خاطئة مصدر للإرهاب، أن دور الدولة وحده غير كافٍ لمواجهة الارهاب ولكن لأبد من العمل وفق قواعد وخطط قومية بمشاركة كافة القطاعات والأفراد.

أهمية دور المؤسسات الدينية متمثلة في الازهر والكنيسة ودورهم الحيوي في توعية الشباب بمخاطر الفكر المتطرف والعمل على نشر القيم المعتدلة بين الشباب، مشيرا إلى أهمية وجود وقفة متأنية لأن مصر بلد الأمن والأمان بلد السلم والسلام.

أن الخطر القائم في التحديات التي تحاك لوطننا الحبيب والتي تمثل المؤامرات والمشكلات المجتمعية والثورة التكنولوجية التي تستهدف الشباب لسرقة وقتهم وطاقاتهم الإيجابية والأزمات الاقتصادية أهمية دور الاسرة في رعاية الابناء وغرس القيم الصحيحة لديهم ومتابعتهم بصفة مستمرة حتى لا يقعوا فريسة للأفكار المضللة.

لان العالم الافتراضي الذى يعيش فيه المتطرف نتاج الفهم الخاطئ للدين الذى يطوعه المتطرف لخدمة أهدافه، مضيفا أن الإرهاب مرفوض حتى ولو كان إرهاب باللفظ وأن تقويم السلوك يأتي من المنزل أولا ودور الأسرة في الحفاظ على الأولاد ثم يأتي دور المدرسة والجامعة.

مع إمكانية التغلب على الأفكار المتطرفة من خلال غرس الوعى لدى الشباب، هم الأمل وهم مبعث الفخر ومدعاة التفاؤل لذا وجب عليهم أن يحرصوا على محاربة الإرهاب في كافة ميادين الحياة، وتوعية الشباب بالدعوة إلى توظيف سعى الإنسان في الخير دائما بما ينفع الناس كما أوصاني القران وألا ينخدع في المظاهر الكاذبة التي لا تمس الدين وترتدى على كل الآمنين. نحارب الإرهاب والتطرف بالفكر، على اعتبار أن الإرهاب سببه الأساسي هو الفكر المتطرف الذى يعتنقه البعض عن طريق الفكر الخاطئ لبعض النصوص القرآنية، خاصة، إذا كان هناك بعض الداعين لهذا الفكر ممن لديهم أجندات خاصة.

أن مواجهة الإرهاب لا تتم إلا بتوضيح الفكر المتطرف والذى يبعد تماما عن دعوة الاسلام إلى الوسطية ونبذ العنف، وتوضيح مخاطر هذا التطرف الذى لا يسئ إلى شخص معتنقه فقط بل يسئ إلى الاسلام وتعاليمه السمحة إنه لا ينبغي أن يغيب عنا المحاولات الآثمة والمخططات التي تحاول إفشال الدولة المصرية كما حدث لدول عديدة عربية وإسلامية وكيف تم استخدام أصحاب الفكر المتطرف والإرهابيين لتنفيذ مخططاتهم التي باءت بالفشل

ويؤكد المحور الثقافي الديني على ضرورة دعم وترويج ثقافة دينية إسلامية صحيحة أصيلة منطلقة من مقاصد الشريعة الإسلامية التي جاءت لحفظ المقاصد الخمس الأساسية وهي ما يسميها الأصوليون المقاصد الكلية التي جاء الدين لتحقيقها، في ضوء الارتفاع المحتمل لتلك العمليات الإرهابية على المستوى المحلى، بجدر بنا إعادة النظر في تلك الاستراتيجية الوطنية وتقيمها، نظرا لان بنية تلك الاستراتيجية قد صيغت بطريقة دينية وعظيه، ومعظم بنودها مرتبطة فقط بتحسين ظروف وبيئة العمل في الوزارات والمؤسسات المشاركة في الاستراتيجية، وليس في كيفية معالجة الإرهاب والتطرف.

لا شك ان التصوف لعب دورا كبيرا في نشر الاسلام وفي فتوحات العالم الإسلامي وانتصاراته ثم لعب دورا آخر في توجيهات العالم الاسلامي الفكرية والعلمية والتعبدية ولا ننسى دوره في محاربة الاستعمار.. ألا تعتقد أن التصوف يقف عاجزا الآن أمام عاصفة الارهاب والتطرف التي تجتاح عالمنا العربي الاسلامي؟

يمثل الصوفية ما يقارب نصف عدد المسلمين في العالم اليوم. ودخل الإسلام بلدانا كثيرة نتيجة الحركة الصوفية عبر الرحلات والتجارة والسياحة العلمية والتأليف والكتابة، وقاوم الصوفية الاستعمار وكانوا في الصفوف الأولى للمقاومة، ولا نستطيع أن نصف الحركة الصوفية بالعجز عن مقاومة الإرهاب والتطرف. ولنتصور أن أتباعها وهم مئات الملايين موجودون خارج حاضنة الزوايا والطرق الصوفية ثم إن عدم انخراط أي منتسب للتصوف في العنف والقتل دليل على أن التربية الصوفية هي على الطريق الصحيح.

إذن، كيف تفسرون أن أغلب البلدان التي يعصف بها الإرهاب والتطرف الآن هي بلدان يعرف فيها التصوف والزوايا رواجا كبيرا.. كالزاويتين القادرية والتيجانية في بعض بلدان المغرب العربي والرفاعية في مصر والسنوسية في شمال افريقيا والسودان والصومال والبكتاشية في العراق وسوريا؟ قلّصت الطرق الصوفية المذكورة وغيرها هامش العنف والغلو والمثال الناصع على ذلك هو الجزائر، فلم يسجل بها طيلة العشرية الحمراء التي حصدت أرواح ربع مليون شخص اسم صوفي واحد تلطخت يداه بقطرة دم واحدة.

في ظل تفشي العنف المذهبي والطائفي الذي تغذيه تيارات متطرفة تروج لأفكار مسمومة وهدامة.. كيف يتصدى الفكر المتصوف للفكر المتطرف وللتعصب والارهاب خاصة إذا ما علمنا ان المدرسة الصوفية لا تفصل بين الإيمان والأمن. وأن الطرق الصوفية مدارس في التزكية والتربية وليست فرقا إسلامية؟

التصوف هو جوهر الدين لأنه مقام الإحسان منه، ورسالته في مقاومة التطرف واضحة المعالم وهذا عبر التربية الصالحة وربط المسلم بالقرآن والسنة المطهرة الشريفة والتركيز على الرسالة الأخلاقية في التأليف بين أفراد المجتمع الواحد وبين الشعوب والأمم ونشر الدعوة إلى مبادئ الحوار والإخاء والسلام وبهذا يعم الأمن حيثما حلت ووصلت رسالة التصوف.

مادام أن الصوفية تدعو الى التسامح والسموّ ونبذ العنف.. لماذا لم تستعن بكم الأنظمة السياسية لتكونوا القوّة الناعمة الحقيقية والدائمة في محاربة التطرف والإرهاب؟

الصوفية حلفاء الحق، ولا يتعاملون بمنطق العداء مع الآخر، وإذا كان للغرب عداء مع مظاهر التطرف فلا نستطيع أن نلومه على ذلك، وإن كان بعض هذا التطرف هو بسبب مواقف بعض ساسته أحياناً.

يقال إن الفكر المتصوف فيه من الشذوذ العقائدي وبعض الأفكار الدينية التي من شأنها أن تساهم في تأجيج التطرف والتعصب من جهة وتعميق الهوة وتغذية الفتنة بين علماء الأمة الاسلامية.. كمسألة تعظيم الأضرحة والقبور والموالد والتضرع للأولياء الصالحين وغيرها من المظاهر وهو ما يفسر الدعم الأميركي لاستعادة الأضرحة الصوفية حول العالم وترجمة مخططاتهم التي ترجع للعصور الوسطى وكذا تشجيع الحكومات لتشجيع نهضة الصوفية التبرك والزيارة وإحياء الموالد مسائل مشروعة عند علماء الإسلام في كل العصور، ولا علم لي بأي لون من الدعم الأميركي لاستعادة الأضرحة! تأملوا معي إن شئتم هدم قبور الأنبياء ساداتنا يونس وجرجيس ودانيال عليهم السلام في مدينة الموصل على يد خوارج العصر، واستخلصوا ما أحببتم من العبر! إن أهل التصوف مدعوون لمزيد من العمل من اجل حياة أفضل لمجتمعاتهم وأوطانهم عبر مدارسهم وزواياهم وملتقياتهم ومصنفاتهم لتكريس المعاني السامية التي جاء بها ديننا الحنيف وعليهم أن يكيفوا أدوات تواصلهم مع ما جاء به العلم المعاصر. أتمنى أن يعم السلام والحب عالمنا وأن تختفي مظاهر الجهل والعنف والظلم،

وهذا كله من واجب المسلم الذي يتحمله في كل عصر عبر رسالة التصوف التي هي جوهر الإسلام. وأحب أن أنقل عبر حواركم هذا أحر سلامي إلى أهل الإمارات وإلى كل ضمير حي في العالم.

إن بعض المتطرفين الغربيين الذين يعودون إلى بلادهم ينبذون التطرف، وهم تركوا قضية المجموعة التي كانوا يقاتلون من أجلها، غير أن هذا لا يعني أنهم صالحون للانضمام مجددا للمجتمع، وأكد أهمية العمل على إعادة إدماجهم في المجتمع. تواجه مصر موجة من العنف والإرهاب لم تشهد مثيلا لها في تاريخها الحديث‏ ,

‏ وقدمت حتي الآن آلاف الضحايا الأبرياء من الشهداء والمصابين الذين يتساقطون كل يوم برصاص الغدر والخيانة‏, لم يفرق الإرهاب بين مواطن مدني أو شرطي أو عسكري كما لم يفرق بين الطفل والشاب والشيخ‏,‏ أو بين المرأة والرجل‏ ,‏ أو بين المسلم والمسيحي‏ ,‏ فكل أبناء الوطن يتعرضون للقنص والقتل والترويع ‏, ولذلك حصلت هذه القضية على اهتمام العديد من المحللين من حيث اسبابها ودوافعها والحلول الزمة لمواجهتها .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف