الشعر الشعبي ميزان وطن!!
.......................................
مهما تعددت الأراء واختلفت حول دور الشعر الشعبي العربي بكل لهجاته محيطه وخليجه وفق آلياته التي في جوهرها العميق الإيمان بالكلمة الصادقة التي هي ترجمة عفوية للشاعر في معاناته اليومية بل معاناة كل قضايا وطنه بحس هو الأقرب إلي كل مشاعر من يتحدث الضاد ليعانق كل حلم وواقع ويتنبأ يقينا بالمستقبل في فطرته التي ضمنت له البقاء عزيزا بلا حواجز بين عقل وآخر ؟!
والشعر الشعبي يعد قيمة ثقافية في بيئته العربية البدوية بفعل موهبة الشاعر الشعبي الذي غاص في العديد من القضايا التي جاءت من رحم القبيلة والأساطير والعقائد الدينية والمناخ الأجتماعي الذي فرض نفسه وسط عالم الشعر المقفي !
ولشعراءه لغة جديرة بالإحترام والوقوف عندها عبر مضامين نقدية وفلسفية واجتماعية تفصل بين رؤية وأخري مهما كانت التداعيات من زوايا أحيانا لا تري بوعي من قبل بعض النقاد الذين لا يرون في الشعر الشعبي ميزان حقيقي لثقافتنا العربية المتصلة من قرن لآخر !!
ومن بين الأنواع الشعرية الشعبية الشعر البدوي بكل مكوناته الداعمة للإبداع الفطري والعفوي وهو مبني علي قواعد له قافيتين داخلية وخارجية رغم الرؤية الأخري لبعض المدارس النقدية !
وينقسم الشعر الشعبي إلى فروع ، وأقسام تضم مجموعة من الأنواع التي تترجم كل كينونات الوطن وفق النمط الشعر الشعبي الذي خلقت من رحمه تلك الأنواع العديدة والتي فيها كل التساؤلات المفتوحة بل النقد البناء !
ومن تلك الأنواع التي حصرناها في مقالنا المفتوح من أجل الوصول إلي منطق يؤكد جدارة الشعر الشعبي بالبقاء متفردا بين عواصم الشعر العربي المقفي بكل أدواته الملهمة لعصر وزمن وقلوب ووطن !
فالشروقي :هو نمط شعري يمتاز بالغناء في مفرداته العامية والبدوية ، وعرف بهذا النوع ( الشروقي ) نسبة إلى المكان الذي وجد به، وهو الجهة الشرقية من الجزيرة العربيّة ويغلب عليه طابعا موزنا من القافية وأن كانت الحروف الأبجدية لا تستخدم في كثيرا من قصائده بل تحمل طابع الشاعر الفطري !
الجوف وهو لون آخر من الوان الشعر الشعبي المعروف في السعودية
ويعود إلى أهل الجوف في السعودية، وانتقل منها لقاطني الجبال المترامية حول منطقة الجوف السعودية ويستخدم ذلك النمط الشعري في الأفراح والمناسبات السارة !
من خلال الربابة التي صاحبت العديد من شعراء البادية والجبل في المناسبات التي تدعم من سعادة الشاعر والمتلقي في الاعراس والطهور والغناء !
والهجينة وهو نمط آخر من أنواع الشعر الشعبي، ويمتاز بقدرته على التأثير علي المتلقي لأحداث هزة تلحينية تؤكد قدرة تلك النمط الشعري علي اختراق الوجدان !
ويقول النقاد أن الهجينة غالباً ما تكون غير مكتملة الإشباع، مثل قول الشاعر جميل كنعان: يا صحيبي عالهجر ما قواك وأني على الصبر ماقواني ما توب عن عشرتك وهواك مهما المخاليق تنحاني
الحداء هو نوع فلسفي من الشعر الشعبي البدوي الذي يمتاز بقوته وحماسته بل رونقه المنبثق من مشاعر ثرية في محتواها العفوي للشاعر البدوي !
مثل قول الشاعر عيسى عصفور: يا ديرتي وجه البشوش تضحك لنا بسنونها للعين سوريا نهوش حنّا حماة ركونها بالمزرعه خيلٍ تروش وسباع فوق متونها
والنمط الشعري البدوي الآخر هو السحجة وهو فنّ شعبي بدوي يغلب عليه الطابع القصصي مثل قصص أبو زيد الهلالي ويمتاز بوحدة معانية وقوتها ويستخدم في المعارك كتحفيز للنصر في البيئة البدوية !
ويتألف شعر السحجة من عدّة مقاطع، وكل مقطع يتكوّن من بيتين وكلّ بيت يتكوّن من شطرين، ولأول ثلاث أشطر قافية، والشطر الرابع ينفرد بقافية مختلفة، وتؤدّى من خلال سحج الكف بالكف
ومن الأمثلة عليه قول الشاعر صالح عمار: يا خلق علم الوكادي وأنتصب سوق المزادي وأنتصب سوق الحرايب وقام دلاله ينادي أسعرت نار الحرايب ثارت بكل البلادي عاضدوا سلطان باشا عنتر بيوم الطرادي
شعر الموشحات
هو أحد أشكال الفن الشعبي الزجلي، ويشبه لحدّ كبير الموشّحات، ويوجد له العديد من القوافي مثل المخمسات، كما يوجد له العديد من الأشكال ولا تحكمه قاعدة شعرية متعارف عليها في مدارس النقد بل هو فن محبب للأذن لكونه يتضمن نداءات قلوب جاءت من رحم تراثي مثل الموشحات الحجازية والأندلسية !
الهولية نمط شعري غنائي راقص لحني يستخدم في الاعراس وله وقع محبب عن الشاعر والمتلقي معا في معانيه البسيطة !
مثل: لأكتب ورق وأرسلك يلي مفارق خلك بديرتك بعد وجفا بي ديرتي أحسن لك بي ديرتي بترتاحي يا بوالعيون ملاحي عقلي شرد وراحي من شوفتي أمس لك
العتابا
العتابا فن شعري زجلي منظوم بشكل رباعي، وقواعده وأصوله يغلب عليه الشجن والمعاناة والعتاب من المحب والزمن وكل مايؤلم القلب !
ومن الأمثلة المعبرة عن شعر العتابا : سقا الله يا ضنا عيني متى ألفيت يا لولا فراقكم روحي ما تلفيت ما كلل الفرح عيني متى الفيت ماطول علومكم عني غياب
وللشعر الشعبي الحر المعاصر مدارسه التي تركت بصمة لا تمحي من ثقافتنا العربية بعد الحرب العالمية الثانية من القرن العشريني ومن رواده نازك المائكة بدرشاكرالسياب صلاح عبدالصبور الفيتوري والبياتي والذي جاء ردا علي المدارس الشعرية التي كانت سائدة بل كانت سبب لمعارك شعرية بين العقاد وجماعة الشعر الحر المعاصر !
ويقول الناقد الأدبي السعودي بندر الحربي ( ابتدعت قواعد وأسس للشعر الحر المبني وهي مبنية علي علم العروض وتوافق بشكل كبير للشعر الحر الفصيح والشعر الحر المبني هو شعر نبطي مبني علي قواعد وأسس للشعر الحر الفصيح مع مراعاة اللهجة العامية .)
ويقول الناقد الأدبي الأستاذ بندر الحربي أن سبب التسمية أنه مبني علي الشعر الحر الفصيح مع مراعاة جانب اللهجة العامية التي تقوم علي متحرك وساكن ( د ن ) ومتحركين وساكن (د د ن ) وللشعر الحر هو شعر متحرر من القافية مقيد بوزن خاص !
ويقول أيضا الناقد الأدبي بندر الحربي بعد اطلاعه علي الكثير من القصائد وجد إنها كتبت بدون وزن وخاصة أن معظم كتابها يظنون أن الشعر الحر لا وزن له فابتدعت هذا الأسم من أجل الخروج من دائرة الخلاف والمصادمات الناشئة من معتقد خاطئ !
ومن حسن الطالع أن يكون لصوت الناقد الأدبي السعودي بندر الحربي حدسه الألمعي في معالجة معتقد خاطئ عن عالم القصيدة الشعبية في زمن الإنترنت وتويتر والفيس بوك بل حرصه الدائم علي التأكيد علي أهمية الشعر الشعبي الذي يمنح العقل والعاطفة المتعة بكل نبضات البوح الإبداعي والذي يحفظ لعالم الضاد بريقها مهما كانت التحديات السفلية أيضا ملتهبة ومتفجرة في زمن السوشيال ميديا والفضائيات والإنترنت الذي هدم الكثير من ثقافتنا العربية بفعل عوامل كثيرة منها الرغبة في الوصول إلي القارئ والمشاهد والمتلقي جزافا بدون جهد وثقافة حقيقية لا تتفق مع حجم ومعاناة الشاعر الشعبي الأصيل !
عبدالواحد محمد
روائي عربي
[email protected]
.......................................
مهما تعددت الأراء واختلفت حول دور الشعر الشعبي العربي بكل لهجاته محيطه وخليجه وفق آلياته التي في جوهرها العميق الإيمان بالكلمة الصادقة التي هي ترجمة عفوية للشاعر في معاناته اليومية بل معاناة كل قضايا وطنه بحس هو الأقرب إلي كل مشاعر من يتحدث الضاد ليعانق كل حلم وواقع ويتنبأ يقينا بالمستقبل في فطرته التي ضمنت له البقاء عزيزا بلا حواجز بين عقل وآخر ؟!
والشعر الشعبي يعد قيمة ثقافية في بيئته العربية البدوية بفعل موهبة الشاعر الشعبي الذي غاص في العديد من القضايا التي جاءت من رحم القبيلة والأساطير والعقائد الدينية والمناخ الأجتماعي الذي فرض نفسه وسط عالم الشعر المقفي !
ولشعراءه لغة جديرة بالإحترام والوقوف عندها عبر مضامين نقدية وفلسفية واجتماعية تفصل بين رؤية وأخري مهما كانت التداعيات من زوايا أحيانا لا تري بوعي من قبل بعض النقاد الذين لا يرون في الشعر الشعبي ميزان حقيقي لثقافتنا العربية المتصلة من قرن لآخر !!
ومن بين الأنواع الشعرية الشعبية الشعر البدوي بكل مكوناته الداعمة للإبداع الفطري والعفوي وهو مبني علي قواعد له قافيتين داخلية وخارجية رغم الرؤية الأخري لبعض المدارس النقدية !
وينقسم الشعر الشعبي إلى فروع ، وأقسام تضم مجموعة من الأنواع التي تترجم كل كينونات الوطن وفق النمط الشعر الشعبي الذي خلقت من رحمه تلك الأنواع العديدة والتي فيها كل التساؤلات المفتوحة بل النقد البناء !
ومن تلك الأنواع التي حصرناها في مقالنا المفتوح من أجل الوصول إلي منطق يؤكد جدارة الشعر الشعبي بالبقاء متفردا بين عواصم الشعر العربي المقفي بكل أدواته الملهمة لعصر وزمن وقلوب ووطن !
فالشروقي :هو نمط شعري يمتاز بالغناء في مفرداته العامية والبدوية ، وعرف بهذا النوع ( الشروقي ) نسبة إلى المكان الذي وجد به، وهو الجهة الشرقية من الجزيرة العربيّة ويغلب عليه طابعا موزنا من القافية وأن كانت الحروف الأبجدية لا تستخدم في كثيرا من قصائده بل تحمل طابع الشاعر الفطري !
الجوف وهو لون آخر من الوان الشعر الشعبي المعروف في السعودية
ويعود إلى أهل الجوف في السعودية، وانتقل منها لقاطني الجبال المترامية حول منطقة الجوف السعودية ويستخدم ذلك النمط الشعري في الأفراح والمناسبات السارة !
من خلال الربابة التي صاحبت العديد من شعراء البادية والجبل في المناسبات التي تدعم من سعادة الشاعر والمتلقي في الاعراس والطهور والغناء !
والهجينة وهو نمط آخر من أنواع الشعر الشعبي، ويمتاز بقدرته على التأثير علي المتلقي لأحداث هزة تلحينية تؤكد قدرة تلك النمط الشعري علي اختراق الوجدان !
ويقول النقاد أن الهجينة غالباً ما تكون غير مكتملة الإشباع، مثل قول الشاعر جميل كنعان: يا صحيبي عالهجر ما قواك وأني على الصبر ماقواني ما توب عن عشرتك وهواك مهما المخاليق تنحاني
الحداء هو نوع فلسفي من الشعر الشعبي البدوي الذي يمتاز بقوته وحماسته بل رونقه المنبثق من مشاعر ثرية في محتواها العفوي للشاعر البدوي !
مثل قول الشاعر عيسى عصفور: يا ديرتي وجه البشوش تضحك لنا بسنونها للعين سوريا نهوش حنّا حماة ركونها بالمزرعه خيلٍ تروش وسباع فوق متونها
والنمط الشعري البدوي الآخر هو السحجة وهو فنّ شعبي بدوي يغلب عليه الطابع القصصي مثل قصص أبو زيد الهلالي ويمتاز بوحدة معانية وقوتها ويستخدم في المعارك كتحفيز للنصر في البيئة البدوية !
ويتألف شعر السحجة من عدّة مقاطع، وكل مقطع يتكوّن من بيتين وكلّ بيت يتكوّن من شطرين، ولأول ثلاث أشطر قافية، والشطر الرابع ينفرد بقافية مختلفة، وتؤدّى من خلال سحج الكف بالكف
ومن الأمثلة عليه قول الشاعر صالح عمار: يا خلق علم الوكادي وأنتصب سوق المزادي وأنتصب سوق الحرايب وقام دلاله ينادي أسعرت نار الحرايب ثارت بكل البلادي عاضدوا سلطان باشا عنتر بيوم الطرادي
شعر الموشحات
هو أحد أشكال الفن الشعبي الزجلي، ويشبه لحدّ كبير الموشّحات، ويوجد له العديد من القوافي مثل المخمسات، كما يوجد له العديد من الأشكال ولا تحكمه قاعدة شعرية متعارف عليها في مدارس النقد بل هو فن محبب للأذن لكونه يتضمن نداءات قلوب جاءت من رحم تراثي مثل الموشحات الحجازية والأندلسية !
الهولية نمط شعري غنائي راقص لحني يستخدم في الاعراس وله وقع محبب عن الشاعر والمتلقي معا في معانيه البسيطة !
مثل: لأكتب ورق وأرسلك يلي مفارق خلك بديرتك بعد وجفا بي ديرتي أحسن لك بي ديرتي بترتاحي يا بوالعيون ملاحي عقلي شرد وراحي من شوفتي أمس لك
العتابا
العتابا فن شعري زجلي منظوم بشكل رباعي، وقواعده وأصوله يغلب عليه الشجن والمعاناة والعتاب من المحب والزمن وكل مايؤلم القلب !
ومن الأمثلة المعبرة عن شعر العتابا : سقا الله يا ضنا عيني متى ألفيت يا لولا فراقكم روحي ما تلفيت ما كلل الفرح عيني متى الفيت ماطول علومكم عني غياب
وللشعر الشعبي الحر المعاصر مدارسه التي تركت بصمة لا تمحي من ثقافتنا العربية بعد الحرب العالمية الثانية من القرن العشريني ومن رواده نازك المائكة بدرشاكرالسياب صلاح عبدالصبور الفيتوري والبياتي والذي جاء ردا علي المدارس الشعرية التي كانت سائدة بل كانت سبب لمعارك شعرية بين العقاد وجماعة الشعر الحر المعاصر !
ويقول الناقد الأدبي السعودي بندر الحربي ( ابتدعت قواعد وأسس للشعر الحر المبني وهي مبنية علي علم العروض وتوافق بشكل كبير للشعر الحر الفصيح والشعر الحر المبني هو شعر نبطي مبني علي قواعد وأسس للشعر الحر الفصيح مع مراعاة اللهجة العامية .)
ويقول الناقد الأدبي الأستاذ بندر الحربي أن سبب التسمية أنه مبني علي الشعر الحر الفصيح مع مراعاة جانب اللهجة العامية التي تقوم علي متحرك وساكن ( د ن ) ومتحركين وساكن (د د ن ) وللشعر الحر هو شعر متحرر من القافية مقيد بوزن خاص !
ويقول أيضا الناقد الأدبي بندر الحربي بعد اطلاعه علي الكثير من القصائد وجد إنها كتبت بدون وزن وخاصة أن معظم كتابها يظنون أن الشعر الحر لا وزن له فابتدعت هذا الأسم من أجل الخروج من دائرة الخلاف والمصادمات الناشئة من معتقد خاطئ !
ومن حسن الطالع أن يكون لصوت الناقد الأدبي السعودي بندر الحربي حدسه الألمعي في معالجة معتقد خاطئ عن عالم القصيدة الشعبية في زمن الإنترنت وتويتر والفيس بوك بل حرصه الدائم علي التأكيد علي أهمية الشعر الشعبي الذي يمنح العقل والعاطفة المتعة بكل نبضات البوح الإبداعي والذي يحفظ لعالم الضاد بريقها مهما كانت التحديات السفلية أيضا ملتهبة ومتفجرة في زمن السوشيال ميديا والفضائيات والإنترنت الذي هدم الكثير من ثقافتنا العربية بفعل عوامل كثيرة منها الرغبة في الوصول إلي القارئ والمشاهد والمتلقي جزافا بدون جهد وثقافة حقيقية لا تتفق مع حجم ومعاناة الشاعر الشعبي الأصيل !
عبدالواحد محمد
روائي عربي
[email protected]
صور
صور
