كّلَمْحِ الّبصَر طّاَرْ شّهُر رمضان
ونحن نعيشُ في أواخر الأيام العشر من شهر الصيام، شهرُ رمضان الذي أُنزل فيه القرآن، هُديً للناس وبيناتٍ من الهُدي والفرقان، فلا أّوُحّشْ اللهُ منك يا رمضان، يا شهر الرحمة والخير والغفران، وهكذا الدُنيا ينقضي الخيرُ، كما ينتهي الشرُ، فلا شيء في هذهِ الدُنيا يدومُ، وداعًا يا شهر الكرامات، وداعًا يا شهر القرآن، وداعًا يا شهر زيارة الأرحام، يا شهر الصدقات، يا شهر القيام، والصيام، وصلاةِ التراويح، يا شهرًا كان في السابع عشر منهُ انتصار المسلمين مؤيدين بمدد من الملائكة في معركة بدر الكبرى، وفي العشرين من رمضان كان الفتح العظيم، فتح مكة، وفي ذلك يقول الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وحول البيت ثلاثُمائة وستون صنما، فجعل يطعنها ويقول ( جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا )"؛ وفي هذا الشهر فُتحت فيه أبواب الجنان، وأغلقت فيهِ أبواب النيران، وصفُدت فيه مردةّ الشياطين؛ لا أوحش الله منك يا شهر الرحمة والعطف على الأيتام والفقراء والمساكين والمحتاجين، شهر في كل يومٍ فيهِ عُتقاء لله من النيران، شهرُ السلام من الله السلام، فيهِ ليلةٍ القدر فيها سلامٌ من الله لعباده الموحدين حتي مطلع الفجر، والتي هي خيرٌ من ألف شهر، أي أكثر من 83 سنة، تتنزل فيها الملائكة بأعداد تفوق التصور والخيال؛ حيث تملأ ملائكة الرحمان ما بين السماء والأرض، لو لامس نور هذه الملائكة أحدًا من عبادهِ لن يشقي أبدًا، وتتجلي في ليلة القدر أنوار، وبركات من السماء إلى الأرض، حتي إن كان لآخر يوم من رمضان كان لله عتقاء من النار بأعداد كبيرة لا يعلم مداها وعددها إلا الله عز وجل؛ إنها نفحات هذا الشهر العظيم وهو كضيفٍ كريم عزيز ما أن حطّ رحاله، وإذ بهِ كالبرق الخاطف، وكلمح البصر يرحل ويمضي من بين أيدينا؛ وفي هذا الشهر الفضيل تشمل رحمة الله عز وجل عبادهِ الصائمون وتتجلي بركات رب العالمين على الموحدين المؤمنين؛ وبسرعة تمضي، وتنقضي الأيام وخاصةً في شهر الصيام، وكأن قطار العمر يمضي بنا ليتوقف يومًا ما في محطتهِ الأخيرة؛ محطة الرحيل من دار الدنيا الفانية إلى دار الأخرة الباقية، فاليوم عملٌ ولا حساب وغدًا حسابٌ ولا عمل؛ فهنيئًا لم صام هذا الشهر إيمانًا واحتسابًا، فمن فعل ذلك غُفر له ما تقدم من ذنبهِ؛ تحزن قلوبنا على فراقك يا شهر الاحسان والايمان، لا أوحش الله منك يا رمضان، ولسان حالك في الليالي الأخيرة تقول ما قاله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في الحديث الشريف:" عِشّ ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقهُ"، تقبل الله منا ومنكم الصيام، والطاعات وسلامٌ لشهرِ كريم، لو تعلمون ما في رمضان لتمنيتم السنه كلها رمضان، وكل عام وأنتم بألف خير.
الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والاسلامي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
[email protected]
ونحن نعيشُ في أواخر الأيام العشر من شهر الصيام، شهرُ رمضان الذي أُنزل فيه القرآن، هُديً للناس وبيناتٍ من الهُدي والفرقان، فلا أّوُحّشْ اللهُ منك يا رمضان، يا شهر الرحمة والخير والغفران، وهكذا الدُنيا ينقضي الخيرُ، كما ينتهي الشرُ، فلا شيء في هذهِ الدُنيا يدومُ، وداعًا يا شهر الكرامات، وداعًا يا شهر القرآن، وداعًا يا شهر زيارة الأرحام، يا شهر الصدقات، يا شهر القيام، والصيام، وصلاةِ التراويح، يا شهرًا كان في السابع عشر منهُ انتصار المسلمين مؤيدين بمدد من الملائكة في معركة بدر الكبرى، وفي العشرين من رمضان كان الفتح العظيم، فتح مكة، وفي ذلك يقول الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وحول البيت ثلاثُمائة وستون صنما، فجعل يطعنها ويقول ( جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا )"؛ وفي هذا الشهر فُتحت فيه أبواب الجنان، وأغلقت فيهِ أبواب النيران، وصفُدت فيه مردةّ الشياطين؛ لا أوحش الله منك يا شهر الرحمة والعطف على الأيتام والفقراء والمساكين والمحتاجين، شهر في كل يومٍ فيهِ عُتقاء لله من النيران، شهرُ السلام من الله السلام، فيهِ ليلةٍ القدر فيها سلامٌ من الله لعباده الموحدين حتي مطلع الفجر، والتي هي خيرٌ من ألف شهر، أي أكثر من 83 سنة، تتنزل فيها الملائكة بأعداد تفوق التصور والخيال؛ حيث تملأ ملائكة الرحمان ما بين السماء والأرض، لو لامس نور هذه الملائكة أحدًا من عبادهِ لن يشقي أبدًا، وتتجلي في ليلة القدر أنوار، وبركات من السماء إلى الأرض، حتي إن كان لآخر يوم من رمضان كان لله عتقاء من النار بأعداد كبيرة لا يعلم مداها وعددها إلا الله عز وجل؛ إنها نفحات هذا الشهر العظيم وهو كضيفٍ كريم عزيز ما أن حطّ رحاله، وإذ بهِ كالبرق الخاطف، وكلمح البصر يرحل ويمضي من بين أيدينا؛ وفي هذا الشهر الفضيل تشمل رحمة الله عز وجل عبادهِ الصائمون وتتجلي بركات رب العالمين على الموحدين المؤمنين؛ وبسرعة تمضي، وتنقضي الأيام وخاصةً في شهر الصيام، وكأن قطار العمر يمضي بنا ليتوقف يومًا ما في محطتهِ الأخيرة؛ محطة الرحيل من دار الدنيا الفانية إلى دار الأخرة الباقية، فاليوم عملٌ ولا حساب وغدًا حسابٌ ولا عمل؛ فهنيئًا لم صام هذا الشهر إيمانًا واحتسابًا، فمن فعل ذلك غُفر له ما تقدم من ذنبهِ؛ تحزن قلوبنا على فراقك يا شهر الاحسان والايمان، لا أوحش الله منك يا رمضان، ولسان حالك في الليالي الأخيرة تقول ما قاله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في الحديث الشريف:" عِشّ ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقهُ"، تقبل الله منا ومنكم الصيام، والطاعات وسلامٌ لشهرِ كريم، لو تعلمون ما في رمضان لتمنيتم السنه كلها رمضان، وكل عام وأنتم بألف خير.
الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والاسلامي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
[email protected]
- رتب حسب
- الأحدث
- الأقدم
التعليقات: 1