قصيدة نهج البردة ..
يلاحظ أن قصائد المدائح النبوية قد جاءت متأخرة نسبياً عن موعدها في الأدب العربي ، حيث ازدهر هذا النوع من الشعر مع بداية القرن السابع الهجري .
وقد جاءت قصيدة نهج البردة للامام البوصيري والتي مطلعها :
أمن تذكرِ جيران ٍ بذي سلمِ
مزجتَ دمعاً جرى من مقلةٍ بدمِ
كاجمل وأكمل ما تكون القصائد ، فقد حوت الكثير من الجواهر ، والكثير من الدرر .
عدا عن المشاعر الصادقة في حب الرسول -صلى ألله عليه وسلم- والألفاظ الجميلة ، والموسيقا المعبرة .
يقال بأن البوصيري قد كتبها وهو يعاني من مرض خطير ألم به ، فجاءه الرسول صلى ألله عليه وسلم في المنام ، ومسح على وجهه ، وألقى عليه بردته .
فأصبح- بفضل الله- صحيحاً معافى ، لا يشكو من شىء .
اشتهرت هذه القصيدة ، وبلغت مشارق الأرض ومغاربها ، وأعجب بها الكثيرون ، ورددها الكبير قبل الصغير ، والعالم قبل الجاهل ، كما أن الكثير من الشعراء حاولوا تقليدها ، والنسج على منوالها ، لعل أشهرهم أمير الشعراء أحمد شوقي.
كما كتبها الخطاطون ، وترنم بها المنشدون على مر التاريخ ، ولم تخل حفلة دينية الا وكان لها النصيب الأكبر فيها .
، وفي العصر الحاضر عندما شهد فن الغناء الديني الحديث موجة جديدة ، كان لها النصيب الأوفى ، حيث ترنم بها عدد من المنشدين والمغنين الجدد ، لعل أشهرهم المغني اللبناني العالمي ماهر زين ، حيث حاز على شهرة عظيمة عندما غنى هذه القصيدة ، خصوصا عندما يكرر هذا البيت الجميل :
مولاي صلّ وسلمّ دائماً أبداً
عل حبيبك خيرِ الخلقِ كلهم.
ولهذا البيت حكاية طريفة ، حيث يقال أن البوصيري قد عجز عن اتمام البيت الذي يقول فيه :
فمبلغ العلم فيه أنه بشر ، ولم يستطع أكماله،
فجاءه الرسول صلى ألله عليه وسلم في المنام وأكمل له البيت قائلاً : وأنه خيرُ خلقِ الله كلهمِ .
بقي علي للأمانة أن أضيف شيئاً مهماً قبل أن أنهي هذا المقال ، فقد أبدع الفنانون المصريون( عبد الوارث عسر وحمدي غيث ومحمد السبع ) في إلقاء هذه القصيدة بطريقة مسرحية رائعة ، بحيث تركوا فينا وفي الأجيال اللاحقة أجمل الأثر ، وأعذب الذكريات .
محمد إدريس
يلاحظ أن قصائد المدائح النبوية قد جاءت متأخرة نسبياً عن موعدها في الأدب العربي ، حيث ازدهر هذا النوع من الشعر مع بداية القرن السابع الهجري .
وقد جاءت قصيدة نهج البردة للامام البوصيري والتي مطلعها :
أمن تذكرِ جيران ٍ بذي سلمِ
مزجتَ دمعاً جرى من مقلةٍ بدمِ
كاجمل وأكمل ما تكون القصائد ، فقد حوت الكثير من الجواهر ، والكثير من الدرر .
عدا عن المشاعر الصادقة في حب الرسول -صلى ألله عليه وسلم- والألفاظ الجميلة ، والموسيقا المعبرة .
يقال بأن البوصيري قد كتبها وهو يعاني من مرض خطير ألم به ، فجاءه الرسول صلى ألله عليه وسلم في المنام ، ومسح على وجهه ، وألقى عليه بردته .
فأصبح- بفضل الله- صحيحاً معافى ، لا يشكو من شىء .
اشتهرت هذه القصيدة ، وبلغت مشارق الأرض ومغاربها ، وأعجب بها الكثيرون ، ورددها الكبير قبل الصغير ، والعالم قبل الجاهل ، كما أن الكثير من الشعراء حاولوا تقليدها ، والنسج على منوالها ، لعل أشهرهم أمير الشعراء أحمد شوقي.
كما كتبها الخطاطون ، وترنم بها المنشدون على مر التاريخ ، ولم تخل حفلة دينية الا وكان لها النصيب الأكبر فيها .
، وفي العصر الحاضر عندما شهد فن الغناء الديني الحديث موجة جديدة ، كان لها النصيب الأوفى ، حيث ترنم بها عدد من المنشدين والمغنين الجدد ، لعل أشهرهم المغني اللبناني العالمي ماهر زين ، حيث حاز على شهرة عظيمة عندما غنى هذه القصيدة ، خصوصا عندما يكرر هذا البيت الجميل :
مولاي صلّ وسلمّ دائماً أبداً
عل حبيبك خيرِ الخلقِ كلهم.
ولهذا البيت حكاية طريفة ، حيث يقال أن البوصيري قد عجز عن اتمام البيت الذي يقول فيه :
فمبلغ العلم فيه أنه بشر ، ولم يستطع أكماله،
فجاءه الرسول صلى ألله عليه وسلم في المنام وأكمل له البيت قائلاً : وأنه خيرُ خلقِ الله كلهمِ .
بقي علي للأمانة أن أضيف شيئاً مهماً قبل أن أنهي هذا المقال ، فقد أبدع الفنانون المصريون( عبد الوارث عسر وحمدي غيث ومحمد السبع ) في إلقاء هذه القصيدة بطريقة مسرحية رائعة ، بحيث تركوا فينا وفي الأجيال اللاحقة أجمل الأثر ، وأعذب الذكريات .
محمد إدريس