الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مهرج الموت بقلم:عبد الجبار الحمدي

تاريخ النشر : 2019-05-25
مهرج الموت

ما أن إلتفت حتى تيبست قسمات وجهه عن الحركة.. لم يشعر بمن حوله إلتصقت علامات إستغراب على كل من راودته نفسه بالإستمناء في خلوة بعيدا عن عيون ترقبه دون أن يشعر بها... يا إلهي!!! هل يمكن ان يكون هو؟ أم أني اتوهم صورته!؟ كيف يكون وقد ألبسته الموت كفنا أبديا!!؟ 

سار مع نفسه حتي دلف الى البعيد عمن يصحبه مرحبين بالشخص القادم فهذا العرض الأول لمسرحية أقامتها ثلة من الطلبة في الجامعة كان هو صاحب الدور الرئيس فيها لقد كتب فصلها مع صديق له بعنوان مهرج الموت، تسارعت أوجاع ومعانات أيام مضغها كبده وزفرها قلبه صراخ عاجز فقد النطق وخنق عن التنفس... يا ربي إنه هو!! تلك هي يده التي قطعت له أصبعين منها لا يمكن ان اكون متوهما.. تلك اليد التي كسرت عنفوان رجولتي عندما دوهم بيتنا وسيق والدي جررت معه الى حيث المجهول.. رأيت والدي وهو يتوسل يقبل أحذية قذرة مثل وجوه ولحى من يرتديها كي يخلصني فلا ذنب لي بما حصل.. لكني لم أفهم ما الذي يحدث؟ كنت السوط الذي استخدموه كي ينزعوا جلد والدي عن جسده بل كنت الطلقة التي بسببها توقف قلب والدي عن الحياة ما ان شاهدهم يتناوبون على إغتصابي، كنت لا حول لي ولا قوة، لم ابلغ الحادية عشر بعد... كان هذا الخنزير أحدهم، منظر الدماء التي اختلطت مع دماء والدي وهو يزفرها من فمه محاولا ابعادهم عني جعلتني اقرم أصابع هذا الحيوان.... كيف له أن يعيش وقد قتلته؟ لقد أطلقت النار عليه في مرة بعد ان خرجت بسنين... ذلك بعد ان صدر العفو عن جميع المساجين وكنت أحدهم رغم أني لم ابلغ الرجولة بعد... لم أقص على أحد ماذا جرى لي او ما تعرضت له من أعتداء جنسي؟ فذلك لا يجلب لي ولا لعائلتي سوى الخراب... سنين اعد ثوانيها كمن يمسك بجمرة من جهنم... شاءت الاقدار ان أنهي دراسي بعد ان تخلصت من الحيوان بقتله.. هكذا ظننت حتى اللحظة.. لكن يبدو ان للخنازير اعمار تفوق أعمار البشر والعدالة.. فطالما تسوقت العدالة بضاعتها من المومسات والقوادين حيث تميل بميزانها وتكيل الباطل بمكاييل من الرذيلة والحق مكاييله بقايا اوراق شرف محترقة..  

هاني ما الذي جرى لك؟ لقد جاء احد المسئولين لحضور العرض المسرحي... هيا جهز نفسك، لقد أكتمل تقريبا عدد من لبوا الدعوات الى الحضور...

حسنا.. حسنا رامي سأكون جاهزا..

رامي: لكن ما الذي جرى؟ اراك بسحنة غير التي كنت، انت تتعرق واشعر أنك تغليّ يا إلهي إنك ساخن جدا ارجوك لا تمرض الآن فهذه فرصتنا معا كما تعلم.. أصمد وابتلع وجعك حتى ننتهي إنها ساعة من زمن ارجوك هاني..

هاني: قلت لك حسنا.. لا عليك مجرد هيبة من المسرح والجمهور سأكون على ما يرام هيا لنتخذ والاخوة أدوارنا لكني سأضيف في الحوار وعليك أن تجاريني يا رامي وإلا لن اقوم بالعرض.. لا تخف سيكون ضمن السياق العام للنص... أسمعت؟

رامي: حسنا.. حسنا ليكن هاني.. ليكن فقد أعطني الإشارة وسأهم أنا بالباقي

بدء العرض الجميع ينصت الى الحوار.. بعد ان دخل المهرج على من تربع على العرش وحوله حاشية تبيع وتشتري بحلاوة المدح هز رأس الوالي مبهورا بما يطلقوه عليه من أوصاف... في تلك اللحظة تداخل المهرج بدورة فقال: 

منافقون تبصرون الحقيقة وتخافون مولاي.. إنهم لكاذبون يبيعونك معسول الكلام كي تعطيهم ما يأملون.. ثم قفز في الهواء وهي يقول: 

إني أنا البهلوان يا مولاي لا يمكن ان تغيرني بهم فأكثرهم بهلوانات الزمن الجديد كل ما تغير هو الثياب وقتل ضمير، فلا يغرنك قولهم بأنك الأعلى والامثل والحاكم العادل الذي لا يجار ويجير... يا مولاي فما انت وانا إلا نتاج عالم شره مستطير.. حتى جهورنا به من به فهناك الخائن وهناك القاتل وهناك البريء وهناك من عاش على جثث الموتي فلا يعجبك حديث المادحين، فنحن يا مولاي عبيد الدنانير، إني قد خبرت في ذات يوم في أحد مواخير السلطة.. عذرا ليس سلطتكم يا مولاي إنما سلطة كان زبانيتها يلحسون مؤخرة من يطعمهم برازه ويعمدون الى لعق اصابعهم بعد ذلك بغية نيل رضاه .. وفي ذات ليلة دخلت جوقة من الجبناء على دار جار لي سرق من بين أهل البيت الاب وإبنه.. ساعات كانوا فريسة حيونتهم، ساعات نزع الله إنسانيتهم حولهم الى قردة وخنازير شرعوا بقتل وإغتصاب الأب وأبنه هتكوا قانون الله الذي حرم... اشتروا الزنا والكفر بطاقة دخول الى عالمهم الحديث... يمهرون بأصابعهم شهادات وفاة من دماء الابرياء.. يا مولاي إنا نعيش في عالم الغاب والنفاق، عالم بع حياة غيرك حتى تشتري حياتك..

رد عليه الوالي.. مابك يا مهرج الشؤم اراك تعيب بي وبالسلطة وهي التي أوتك وسيست حياتك وحياة هذا الشعب...

المهرج: لا أقصد يا مولاي التجريح غير أن وجودك مجرد إنعكاس لهيبة دولة او وطن، والوطن منخور وقد بيع واغتصب من قِبل من نصبوك حاكما.. اما حاشيتك فجميعهم من مخلفات العهر والمطبلين السابقين ولائهم ليس لك ولا للوطن بل لمن مكنهم أن ينالوا من مناصبهم أليس كذلك يا هذا؟؟  مشيرا بيده الى ذلك المسئول الذي كان يغير من جلسته كل لحظة متسائلا أين الضحك والتهريج في هذا العرض!؟؟ إن ما يقوله هو شكوى حال وضرب للسلطة إن النقد لاذع.. أخرج منديله ليمسح العرق فأنتهز المهرج ذلك فقال: 

لنسأل صاحب السلطة هذا وقد أشار إليه ثم دار بأصبعه الى احد رجالات الحاشية.. هلا اأخبرتني ما سبب قطع اصابع يدك؟؟

استغرب رامي وهو من الحاشية بعد أن أشار له سؤاله!! فاستطرد.. إنها كانت بسبب حادثة كنت اساعد أحد الفقراء في معضلة له مع آلة حرث لكنها أكلت أصابعي.. الاهم أنا قدمنا المساعدة

المهرج أي مساعدة؟ سأطلعك على سبب قطعها وهو ينظر الى المسئول المتصدر في اول صف.. كان قد خبيء يده وضمها تحت الأخرى..

تلك كانت بسبب خنزير بعنوان رجل رايته يهتك عرض طفل لا يتجاوز الحادية عشرر من عمره في سجن بعد ان أقتيد و والده بتهمة ملفقة.. أغتصب و والده عدة مرات كي يجبروه على الاعتراف بفعلة خنازيز مثلهم.. ما كان من الطفل بعد أن رأى والده يُعدم على أيديهم إلا ان يقرم ويقطع أصابع ذاك الحيوان البشري إنتقاما لنفسه و لوالده.. كانت اعوام السجن التي قضاها عاهرة زانية بعيدة عن يد الله ان ينال منهم... لكن الطفل ما ان خرج بعدها بسنين عجاف خطط وقام بإغتيال من هتك بكارته.. لكن يبدو ان الموت عزف عن أخذ روحه لنتانتها وقذارتها كونه من الخنازير.. فتركه يلوط بعالم لوط الذي غادره النبي منتظرا ان يخسف الله بهم تلك القرية الفاسدة ومن فيها... أليس كذلك يا أنت مشيرا الى المسئول وقد بدأ الغضب عليه فقام مكفهرا صارخا عليك اللعنة أيها المهرج إنه أنت... أنت من اطلقت النار علي سأنتقم منك الآن يا كلب..

كلب...!! إن الكلب أوفى أن تقول أسمه على لسانك القذرأيها الحقير.. هجم الجميع على المهرج من الحاشية ورامي يصيح اخرس يا هاني أنه مسئول في الدولة... لكنه دفع بهم وهو يصرخ..

إني أنا ذلك الطفل وانا من قتل هذا المتحيون والده واغتصبه واغتصبني.. ستموت الأن أيها الحقير بسرعة هجم على المسئول وقد غزر نصلا كان يخبأه كي يراه يموت بين يديه ويسلمه لعزرائيل يدا بيد رغم نتانته.

القاص والكاتب/ عبد الجبار الحمدي     
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف