الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عيد بأية حال عدت يا عيد بقلم:د. منصور محمد الهزايمة

تاريخ النشر : 2019-05-23
عيد بأيةِ حالٍ عدتَ يا عيد
5 حزيران عيدنا!
د. منصور محمد الهزايمة
تشير معظم التوقعات الفلكية هذا العام على أن شهر رمضان سيكتمل بصيام الشهر تاما، حيث يصادف عيد الفطر يوم الخامس من حزيران (يونيو)، تقبل الله طاعاتكم، وأعاده عليكم باليمن والبركات، وكل عام والأمة إلى خير.
يوافق العيد هذا العام يوم الخامس من حزيران، وهو يوم له ذكرى مهيبة في حياتنا، ولذا حريٌّ بنا أن نستحضر المعنى الخالد للمتنبي: عيد بأية حال عدت يا عيد بأمر مضى أم فيك تجديد، فمجرد ذكر هذا التاريخ، تتوارد في نفوسنا الكثير من الخواطر، وتقفز في أذهاننا الكثير من الذكريات التي مر عليها نصف قرن بل يزيد، لكن ارتداداتها لا زالت تؤرق أبناء الأمة حتى اللحظة، ونستطيع أن نجزم أن أمتنا بقيت تنحدر في منزلق ليس له قرار، وعصفت بها العديد من الأزمات، دون أن تجد لها حلولا جذرية أو منطقية أو أخلاقية، مما سهّل على أعدائها أن يعبثوا بمقدراتها، بل سلّمت لهم قرارها وقيادها، إذ أن أهم القرارات التي تمسنا بقيت تُصاغ في لندن وواشنطن وموسكو واوسلو ووارسو.
يوم (5) حزيران من عام (67)، ضرب زلزال عظيم المنطقة العربية، عندما تضخمت إسرائيل ثلاث مرات على حساب أمتنا العربية، حين احتلت الضفة الأردنية، وسيناء المصرية، والجولان السورية، خلال وقت قياسي لم يتجاوز ستة أيام، مما ولد اليأس والقنوط في نفس الإنسان والجندي العربي، وبنفس الوقت أثار الإعجاب القهري لديه مما حققه عدوه وجيشه.
ما قبل هذا التاريخ، كان الحديث عن تحرير فلسطين وعودة اللاجئين، ربما خلال أشهر أو أسابيع، وكان النَفَس القومي وقتها ما زال في أوجه، بل أن من يقرأ عن الحراك السياسي وقتذاك عبر اللقاءات الإقليمية والدولية، يلمس مناصرة هامة لقضية العرب، حتى أن المفاوضات التي كانت تدور آنذاك، كان الخلاف فيها حول كيفية الانسحاب، ومدته، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
بعد الزلزال تبدّل الحال، وأصبح الشعار الجديد "الأن" هو العمل على إزالة آثار العدوان، وتنادَى العرب للقاء في الخرطوم لتدارك ارتدادات الزلزال وذيوله، حضره الجميع ما عدا سوريا، وأظهروا فيه تضامنا معتبرا، بل تم فيه تجاوز أهم الخلافات آنذاك، وأبرزها خلاف فيصل- ناصر، وأعلن العرب لاءاتهم الثلاث: لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف، قبل عودة الحق لأهله، لكن حتى في ظل اللاءات، أدرك العرب أن عليهم أن يبقوا الباب مواربا لحاجة قد تطرأ لــ (نعم).
اليوم بلد القمة ذاته-مثالا-انقسم على نفسه، فأنجب دولة جديدة، ويُخشى من ثالثة، وها هو الانقلاب الرابع على التوالي الذي يضع البلاد اليوم في أزمة خانقة، أمّا باقي العرب فليس بأفضل حال، فهم ما بين حروب أهلية وبينية وإقليمية، فعمَّ الخراب والدمار والفوضى بلادنا، بأيدينا قبل أيدي أعداءنا، حتى أن الحرب الباردة اختفت على مستوى العالم، وبات العرب يُحيُونها بتفاصيلها.
استمر مسار الأمة في انحدار، يتقلب بين القومي والديني والأيدلوجي، وبتحالفات بين شتى أقطارها مع القوى العالمية والإقليمية، لكن دون أن تتحقق أي من أهدافها التنموية أو القومية، حتى سقطنا في (5) حزيران جديد، عندما انفجرت الأزمة الخليجية في مثل هذا اليوم قبل سنتين، بأن التقت (4) دول عربية على فرض حصار بحق شعب عربي شقيق، دون التفات لأواصر النسب والقربى بين الأهل والأشقاء، حيث صارت الخلافات السياسية والرسمية تؤذي حياة الناس بصورة ظالمة ومباشرة، ومما يثير العجب أن هذه الدول الأربع تختلف في أزمات كثيرة، لكنها تبدي تضامنا مؤسفا في حصار شعب قطر.
أمّا (5) حزيران المنتظر، الذي قد يهاجمنا من جديد، ويوافق عيدنا هذا العام، ويخشى أن يزيد من تشتتنا، فهو ما تنتظره الأمة بتسليم مثير لصفعة القرن، على أنها قدر محتوم، بل ينظر اليها كما أن كِسفاً من السماء على وشك السقوط، ونبدو كمن يساقون إلى الموت وهم ينظرون ،علما أن المشاريع التصفوية ليست غريبة أو جديدة علينا، لكنني أُدرك تماما لمَ يُستساغ الخنوع هذه المرة أمام إدارة أمريكية، تجيد لغة السوق ومساوماته، وبيدها عصا غليظة، لكن رغم ذلك فإن الرهان على الشعوب والقوى الحيّة في أمتنا، ما زال خط دفاع يرتجى عن حقوقها وثوابتها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف