الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التصعيد الأمريكي الإيراني إلى أين؟ بقلم:أحمد سمير القدرة

تاريخ النشر : 2019-05-23
لغة التصعيد في الخطاب السياسي والتحركات والتحشيد العسكري الأمريكي تجاه إيران، فعلياً بدء منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل سنة في مايو 2018، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات اقتصادية على إيران كمرحلة أولى، وإلغاء الاستثناء الذي تم منحه لثمان دول لاستيراد النفط الإيراني، بهدف تصفير صادرات النفط الإيرانية كمرحلة ثانية. تهدف أمريكا من وراء هذا التصعيد أمرين، أولاً: مضاعفة تأزيم الواقع الاقتصادي الإيراني والذي يسعى من خلاله ترامب وإدارته زيادة حالة التوتر والاحتقان الداخلي ضد النظام الإيراني الذي قد يؤدي إلى تغييره. ثانياً: إجبار إيران في ضوء التصعيد والتحشيد للقبول ببدء مفاوضات مُتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، ورغبة ترامب هي تحسين شروط التفاوض التي تتوافق مع المتطلبات الأمنية الأمريكية وحلفاءها، لمنع إيران من امتلاك سلاحاً نووياً.
من جهة أخرى، على مدار 40 سنة، أي منذ نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية سنة 1979 وحادثة رهائن السفارة الأمريكية في طهران وصولاً لحادثة احتجاز ثمان بحّارة أمريكيون سنة 2016، تشهد العلاقات الأمريكية - الإيرانية توتراً مستمراً لم يتطور إلى درجة المواجهة العسكرية المباشرة، كان أخطرها في سنة 1988 عندما تم تفجير لغم بحري في فرطاقة أمريكية، وأغرقت أمريكا على إثر ذلك ثلاث سفن بحرية إيرانية، ولم ينتج عن هذا التصعيد حرباً. بالتالي، عند إسقاط سجل التوتر بين البلدين سيساهم في استقراء ما قد تؤول إليه الأوضاع، بصرف النظر عن التغيرات التي شهدها ميزان القوة والردع وحتى التطورات التي دخلت على المنظومة العسكرية لكلاهما، وطبيعة التحالفات التي تحظى بها أمريكا وإيران، إلا أن السجل التاريخي يعطينا حقيقة واحدة وهي أنهما لم يدخلا أبداً في مواجهة عسكرية شاملة.
كما أن المُتابع والمُفند لتصريحات ترامب وروحاني وقادة الدولتين، يلحظ أنهما يُحافظان على مستوى محدد غير تصادمي في الخطاب والتهديد، مكتفيان بإظهار وإثبات قدراتهما وإمكانياتهما العسكرية، بمعنى أنها خاضعة لاستعراض قوة الهجوم والردع. أمريكا أرسلت حاملات الطائرات وأخذت الموافقة على إعادة الانتشار في مياه الخليج، وإيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز الممر البحري الدولي، واستنفار لوكلائها في المنطقة.
في نهاية المطاف، منطقة الشرق الأوسط تشهد توتراً متسارعاً وتحديداً منطقة الخليج العربي، والجميع يراقب ما ستؤول إليه الأمور. في ضوء هذا، من الجيد للمتابع أن يلحظ التحركات الأخيرة للعراق وإرسالها وفداً لأمريكا وآخر لإيران لتهدئة هذا التوتر وتهيئة الظروف لعقد جلسة مفاوضات، كما أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي بومبيو للعراق لها دلالات، منها ما هو متعلق بمطالبة الحكومة العراقية السيطرة على العناصر التابعة لإيران، ومنها ما هو متعلق بالسماح للعراق بلعب دور الوسيط، بحكم أن العراق تربطها علاقات مع أمريكا وإيران. كما أن زيارة وزير الخارجية العماني لإيران لها دلالة بإمكانية دخول سلطنة عمان على خط تهدئة التوتر بحكم العلاقة مع إيران وأمريكا، وأن السلطنة كان لها دوراً في مفاوضات لوزان الذي نتج عنها الاتفاق النووي. كما أن الدعوة لعقد اجتماعاً في السعودية لقادة دول الخليج وقمة لقادة الدول العربية في 30 مايو 2019، هي في سياق تدارس الأوضاع للحفاظ على أمن واستقرار منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط من التهديدات الإيرانية.
مما سبق، يمكن القول بأن هذا التوتر التصاعدي، لا يعني بأن المواجهة العسكرية مستبعدة، بل قائمة بحكم التاريخ، لكنها مؤجلة، إلى أن يصدر تحرك وقرار غير عقلاني ومحسوب من قبل أمريكا أو إيران، وما يدعو لاستبعاد حرباً شاملة أو تصعيداً عسكرياً هو أن أمريكا وإيران لا يرغبان في الحرب. صحيح أن فريق ترامب المقرب بولتون وبومبيو من أشد الداعمين والمؤيدين للخيار العسكري مع إيران، وأن قادة الحرس الثوري من دعاة المواجهة مع أمريكا، إلا أن البلدين كما أشرنا لا يرغبان في الحرب. كما أسلفت ذاكراً، هدف أمريكا هو تحسين شروط التفاوض وتغيير النظام والقضاء على التهديد الإيراني للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، وهدف إيران هو الإبقاء على الاتفاق النووي، وزيادة رصيد قوتها الإقليمية وإظهار قدرتها على تأجيج المنطقة والتأثير على سوق النفط العالمي.
أحمد سمير القدرة
باحث في العلاقات الدولية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف