الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مئوية لجنة كينغ - كرين 1919 -2019 دروس وعبر (قراءة تاريخية) بقلم:أ. حنان فرج الله

تاريخ النشر : 2019-05-21
مئوية لجنة كينغ - كرين 1919 -2019 دروس وعبر (قراءة تاريخية)

بقلم أ. حنان فرج الله

◄ تسلسل الأحداث والوقائع يبين لنا أن التاريخ مُصر أن يعيد نفسه من جديد ، وكأن الأحداث تلبس ثوبها القديم ولكن بشكل مرتش في 2019م موحين قراءتنا التاريخية لمدخلات ومخرجات لجنة كنج كرين نشعر أننا لازلنا نعيش نفس الواقع ونفس التاريخ قبل مئة عام من اليوم, وما هذه اللجان التي كانت تأتي وتعود إلا بمثابة مسكنات مميتة شيئاً فشيئاً للقضية الفلسطينية حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.

التطور التاريخي الممهد للجنة كينغ كرين : 

11تشرين الثاني / نوفمبر 1918م، اتفق الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى على عقد مؤتمر الصلح في باريس بتاريخ 18 كانون الثاني / يناير 1919م، وكان من أهدافه )رسم خريطة جديدة للعالم بعد الحرب العالمية الأولى ).

 22 تشرين الثاني / نوفمبر 1918م، غادر الأمير فيصل بن الحسين سوريا متوجهاً إلى باريس ليكون ممثلاً لوالده في مؤتمر الصلح بعد انتصار الحلفاء، 

3 كانون الثاني / يناير 1919م، تم توقيع اتفاقية فيصل ووايزمان في لندن والتي وقعت من قبل الأمير فيصل بن الحسين بن علي مع حاييم فايتسمان رئيس المنظمة الصهيونية آنذاك وأول رؤساء إسرائيل لاحقاً، للتعاون بين العرب واليهود في الشرق الأوسط، ومن الملاحظ ان الأبناء لازالوا يحافظوا على تراث أجدادهم في التعاون مع الكيان الصهيوني، والأمر أصبح بالعلن لاستساخ تجارب الماضي الأليم.

مؤتمر الصلح في باريس: 18 كانون الثاني / يناير 1919م، شاركت فيه وفود من 27 دولة قسمت إلى 52 لجنة.

جلساته: عقدت 1646م جلسة لإعداد التقارير، بمساعدة العديد من الخبراء,  وشارك فيه الأمير فيصل بن الحسين رغم معارضة فرنسا لذلك بادئ الأمر. 

الموقف الفلسطيني: يبدو أن الفلسطينين تمرسوا على رفض الخيانة، ولم يستكينوا لكل المؤامرات  ففي كانون الثاني / يناير 1919م، وجهاء وأعيان مدينة نابلس ووجوه وعمداء قُـرَاها بعثوا إلى الأمير فيصل في مؤتمر الصلح مذكرة لاحتجاج على كل اتفاق يعطي اليهود حقوقاً في فلسطين, وتلاها في فبراير1919م وبعثوا إلى المؤتمر مذكرات مماثلة وكذلك المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في 3/2/1919جاء فيها :

1- رفض المطالب الصهيونية بإنشاء وطن لليهود في فلسطين. 

وفي المقابل كان هناك مماحكة صهيونية وقدمت المنظمة الصهيونية العالمية للمجلس الأعلى للمؤتمر مذكرة رسمية ضمنتها مطالب الصهيونية من مؤتمر الصلح وعلى رأسها الاعتراف بما يسمى الحق التاريخي للشعب اليهودي في فلسطين وحق اليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

التباين والصراع الدولي وأثره على اللجنة :

أثناء انعقاد مؤتمر الصلح في باريس 1919م حدث تباين في وجهات النظر بين كل من بريطانيا وفرنسا حول وضع المستطيل العربي الممتد من العراق شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً تحت إشراف الدولتين, لم يوافق الرئيس ويلسون على ذلك ما لم يؤخذ رأي السكان الأصليين, وطلب تأجيل البت في تلك المشكلة ربما تشكل لجنة تحقيق تقوم بعمل استفتاء في المنطقة للوقوف على رغبات أهلها. 

وقبلت انجلترا وفرنسا على مضض الاشتراك في تلك اللجنة.

ولما كانت الدولتان تعلمان مقدماً نتيجة الاستفتاء,  قررتا سحب موافقتها على الاشتراك في اللجنة, مما اضطر ويلسون إلى إرسال لجنة أمريكية صرفة للقيام بهذا العمل, وأطلق عليها اسم لجنة كنج - كرين.

وصول لجنة كنج كرين إلى يافا:

وصلت لجنة كينغ كرين إلى يافا، وباشرت عملها في اليوم التالي وجالت في المناطق الثلاث الغربية والجنوبية والشرقية.

وفي 24 تموز / يوليو 1919م، اختتمت لجنة كينغ كراين عملها بعد أن زارت 40 مدينة وقد بلغ مجموع العرائض التي تلقتها اللجنة 1863م عريضة عكفت على دراستها في الآستانة. 

 التقرير والتوصيات:

لجنة كينغ - كراين تضع تقريرها حول سوريا وفلسطين، المقدم إلى مؤتمر الصلح في باريس، يوصي بـ"التخلي عن مشروع جعل فلسطين وطناً يهودياً"، وقد رحب العرب بقرار اللجنة بينما عارضته بريطانيا وفرنسا والحركة الصهيونية وقابله الدكتور ودرو ويلسون بعد الاكتراث بسبب الضغط الصهيوني وضل التقرير في طي النسيان.

السياق التاريخي... 

لجنة كينغ - كراين. من بين مقررات مؤتمر الصلح الذي عقدته دول الحلفاء في باريس عام 1919م لاقتسام الأراضي التي تمت لها السيطرة عليها في الحرب العالمية الأولى إرسال لجنة ثلاثية لزيارة سوريا وفلسطين والإطلاع على وجهات نظر السكان تمهيداً لتقرير مصير المنطقة, وقد جاء هذا القرار بناء على اقتراح تقدم به الرئيس الأمريكي ويلسون في 20/3/1919م  ووافق عليه المجلس الأعلى للمؤتمر, إلا أن المخاوف البريطانية – الفرنسية من تسلل الولايات المتحدة إلى المنطقة حملت فرنسا على رفض تعيين ممثلها في اللجنة وبريطانيا على سحب ممثلها, ولذا اقتصرت اللجنة على العضوين الأمريكيين، وهما هنري سي كنغ وتشارلس كرين، يصحبهما ثلاثة مستشارين هم الدكتور ليبايرو والمستر مونت كوموري والكابتن وليم ييل، بالإضافة إلى السكرتير بروري ومدير أعمال اللجنة المستر مور, وكانت المنظمة الصهيونية العالمية قد قدمت إلى المجلس الأعلى للمؤتمر في 3/2/1919م مذكرة رسمية ضمنتها مطالب الصهيونية من مؤتمر الصلح وعلى رأسها الاعتراف بما يسمى الحق التاريخي للشعب اليهودي في فلسطين وحق اليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين, وفي الوقت نفسه كان عرب فلسطين قد بعثوا إلى المؤتمر مذكرات مماثلة منها مذكرة الاحتجاج التي بعث بها وجهاء وأعيان مدينة نابلس ووجوه وعمداء قراها في 11/1/1919م، والمذكرة التي بعثها المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في 3/2/1919م، والاحتجاج على كل اتفاق يعطي اليهود حقوقاً في فلسطين الذي بعثه سكان مدينة نابلس إلى الأمير فيصل في مؤتمر الصلح,  وقد ركزت المذكرات العربية على أن فلسطين جزء لا يتجزأ من سوريا، وعلى رفض المطالب الصهيونية بإنشاء وطن لليهود في فلسطين,  في هذه الأثناء نشط عرب فلسطين في تنظيم أنفسهم وتوحيد صفوفهم لمواجهة الخطر الصهيوني فشكلوا الكثير من المنظمات والهيئات الوطنية كان من أبرزها الجمعية الإسلامية – المسيحية التي أعلن عن تأسيسها قبل أيام من وصول لجنة كينغ - كرين إلى فلسطين, وفور إعلان الحاكم العسكري البريطاني الكولونيل جون هارد قرار إرسال لجنة كينغ – كرين كلفت الجمعية الإسلامية – المسيحية تقديم مطالب المؤتمر العربي الفلسطيني إلى هذه اللجنة, وقد تمثلت تلك المطالب بالآتي: 

 1) أن تكون سوريا التي تبتدىء من جبال طوروس شمالاً وتنتهي في العريش جنوباً مستقلة استقلالاً تاماً.

 2) أن تكون فلسطين التي هي جزء لا ينفك عن سوريا مستقلة استقلالاً داخلياً تنتخب جميع حكامها من الوطنيين وتسن قوانينها الداخلية وفقاً لرغبات السكان وحاجات البلاد.

 3) رفض الهجرة الصهيونية رفضاً بتاتاً والاحتجاج على جعل فلسطين وطناً قومياً لليهود ورفض ذلك والاحتجاج على الصهيونية بكل قوة, وأما اليهود المستوطنون في البلاد فهم مثل أبنائها في الحقوق والواجبات.

ثم أوجزت اللجنة التوصيات التالية بالنسبة إلى فلسطين. 

1- وجوب تحديد الهجرة اليهودية إلى فلسطين والعدول نهائياً عن الخطة التي ترمي إلى جعلها دولية يهودية. 

2- ضم فلسطين إلى دولة سوريا المتحدة لتكون قسماً منها شأنها في ذلك شأن الأقسام الأخرى. 

3- وضع الأماكن المقدسة في فلسطين تحت إدارة لجنة دولية دينية تشرف عليها الدولة المنتدبة وعصبة الأمم ويمثل اليهود فيها عضو واحد, قوبل تقرير اللجنة بمعارضة شديدة من فرنسا وبريطانيا والحركة الصهيونية, وأما الرئيس الأمريكي ويلسون الذي كان من أشد المتحمسين في مؤتمر الصلح لإرسال اللجنة فقد قابل هو الآخر التقرير بعدم اكتراث, ويعزو بعض المؤرخين هذا التحول في الموقف الأمريكي إلى الضغوط الصهيونية التي تعرض لها ويلسون، وإلى تدخل المخابرات الأمريكية في القضية الفلسطينية لصالح الصهيونية, ولذلك ظل تقرير اللجنة طي الخفاء أكثر من ثلاث سنوات حتى أذن الرئيس الأمريكي ويلسون في كانون الأول 1922م.

وأعتقد أن أمريكا عندما أرسلت اللجنة تريد أن تثبت نفسها في المنطقة وتخدم المشروع الصهيوني الاستعماري بعدما ينتهي دور بريطانيا فهي ليست لجنة هامشية ومع أن الكلمة كانت في النهاية بيد بريطانيا إلا أن هذه اللجنة كانت في سياق اللجنة الدبلوماسية الاستطلاعية في المنطقة وبداية رسم دور مستقبل للوجود الأمريكي في المنطقة وما يدلل على ذلك موافقة الكونغرس الأمريكي على وعد بلفور، في 6 ديسمبر 1917م، حيث دخل الجيش البريطاني القدس وهذا نفس التاريخ الذي نقل فيه السفارة الأمريكية للقدس6 ديسمبر 2018م وهذا ليس صدفة وإنما مرسوماً ومخططاً له بشكل جيد فهو يحاربنا ضمن فكر وعقيدة قوية. 

فما بين الأمل والنهاية المأساوية لتقرير لجنة كنج كرين 1919م تم إخفاء الوثائق والتقارير بشأن اللجنة على الرغم من أنها كانت تحتوي على تنبؤات هامة حول مستقبل الشرق الوسط  وبالأخص فلسطين وتنبيهاً مبكراً بالكوارث التي كانت ستصيبه في حال لم يتم الاهتمام والإصغاء لآراء ومشاعر شعوب المنطقة.

فيا من تدعون الإنسانية أين إنسانيتكم؟ فهل يحق؟

لنا أن تتساءل بعد قرن من الزمن، أنه في حال كان هذا التقرير قد أعلن وتم تطبيق اقتراحاته وسلمت الولايات المتحدة الأمريكية بالانتداب على فلسطين منذ ذاك الحين بدلاً من بريطانيا  التي كانت متورطة في وعد بلفور والتي كانت ترفع وتنادي شعاراتً رنانة كحق الشعوب في تقرير مصيرها فهل سيكون الحال مختلفة في منطقة الشرق الأوسط اليوم؟ وهل كانت الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الحين قادرة على كبح جماح الحركة الصهيونية المسيطرة على صناع القرار منذ بداية القرن العشرين مثلما هو الحال اليوم؟ وهل سيكون الوضع أسوأ أو أفضل مما هو عليه اليوم؟ هل كان اللوب الصهيوني هو من تورط بإخفاء التقرير؟ 

كل هذه أطروحات وتكهنات في الماضي قد لا تفيذ، لكن ما يفيذنا هو أن نرسم خطوات المستقبل بشكل صحيح ويجب الاستخدام الأمثل لدروس التاريخ وأخذ العبر من  تجاربنا السابقة من أجل أن نحصل على حقوقنا ونلملم شتات بيتنا الفلسطيني كي نستطيع الوقوف أمام المؤامرات التي تحاك ليلاً ونهاراً، خفاءً وجهاراً لإنهاء قضيتنا وتمزيق وحدة شعبنا. 

ويبقى الأمل يراودنا نحو غدٍ أفضل فشعبنا يستحق الحياة.          
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف