الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السيرة.. كما يرويها جدي ..وجدتي بقلم:جاسم محمد كاظم

تاريخ النشر : 2019-05-19
السيرة.. كما يرويها جدي ..وجدتي بقلم:جاسم محمد كاظم
السيرة.. كما يرويها جدي ..وجدتي

جاسم محمد كاظم 

لجدتي تاريخ عريق في سرد القصص وتدوين سيرة رائعة تؤرخ لتاريخ العائلة و ماذهب منها في ذمة الزمن .

ولان تاريخ العائلة يتوقف عند الجد الثامن وما بعدة ندخل في لعبة الاحتمال وشجرة الأسماء الوهمية كما هو معروف في كل تاريخ السير بأسماء لم يشهد لها التاريخ بسلطان .

لكن جدتي تصر بان هذه الأسماء حقيقية مثلما تسرد لنا حكايات رائعة عن ماضي الأجداد وكيف استطاعوا ترويض المخلوقات العجيبة . 

ولان جدتي ذهبت مع الخلود قبل ربع قرن بعدما أكملت قرنا من الزمان امتلأت فيه ذاكرتها بصور السراكيل وأسماء الإقطاعيين ولصوص الدين .

وتتذكر لحظات مقطوعة بلا زمن عن قصف بالطائرات لبعض القرى المنتفضة ضد سياسة الإقطاع ودولة المليك المبجل .

لكن ذاكرة الجدة لا تعرف تفاصيل الحدث وتحليله لأنها لا تعرف ما يعني الوطن .الاحتلال والمقاومة قدر معرفتها بالسعالي والطناطلة .

تصور أحدى قصصها الرائعة الجد السادس بأنة هركليس الجبار لأنة قام بذبح أسد من الوريد إلى الوريد بخنجره ورمى رأسه أمام الشيخ في ديوان يغص بالحاضرين في قصة يطول شرحها وخلاصتها تقول أنة خطب بنتا جميلة لكن أباها رفضه لضئالة حجمه .

وهكذا أصبح جدي قاتلا وصائدا للأسود في تاريخ العائلة . 

يقول الشاعر الفرنسي ، باتريس دولاتور دوبان : بان الشعب الذي لا يمتلك الأساطير يموت من البرد .

وتستمر جدتي بأدفائنا من هذا البرد بحكايتها الساخنة فتعيد صنع التاريخ بصورة الجد السابع وعلاقته الحميمة مع الطنطل وكيف واستطاع هذا الجد بدهائه من ترويضة واستعباده بعد ذلك ليحرث له الأرض ويزرعها مجانا مقابل أطعامه خبزا لا يحتوي على الملح ...1

روايتان جعلتنا نفتخر بها على الغير بهذا السلف الخرافي .

ولان جدتي لم تفاخر بنفسها كما فعل جدي الرابع حين جعل من نفسه بطلا خارقا ورفض طلبا لإحدى الجنيات وتوسلاتها بالزواج منة حين كان يهم بسقاية أرضة البعيدة عن البيت في إحدى الليالي المظلمة .
ويستمر جدي بتضخيم ذاته إلى الحد الذي يدعي فيه بأنة يسمع تصفيق الجن والطناطلة رقصهم وصفيرهم في الليالي السوداء لذلك فأنة يحمل معه خنجره الحديد المعقوف وكومة من الخرز السحري لان الجن والطناطل تخاف هذا الحديد والخرز ...2.

ويقترب جدي وجدتي من عبادة الطبيعة وظواهرها حين تغضب هذه الطبيعة بالمطر على كوخهم المبني من القصب فينذرون النذور من الحنطة والشعير لوقف زخ المطر ويقومون بنثر الملح نحو السماء إيذانا بإيقافه 


أقول جازما بأنة لا احد يصدق ما تقول جدتي وجدي في عالم اليوم ولا حتى أنا.

لكن المرضى والعصابيين وتجار الخرافات وحدهم من يصدقون بهذا الوهم ويقومون بنشرة على شكل قصص معتبرة في عالم التقنية والإنسان من اجل تفسير المجهول للماضي والحاضر والمستقبل عبر الحكايات الرمزية والإبطال الأسطوريين .

جدي وجدتي لا يعرفون ما حولهم من العالم بإسراره الغريبة لذلك ابتدعوا في عالم المخيلة عالما افتراضيا وجعلوا من أنفسهم بلا وعي أشبة بالآلهة لترويض عالمهم الملي بالخوف والرعب والموت والمجهول .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

جاسم محمد كاظم 

1- نضحك كثيرا حين نستذكر الجدة والطنطل ..ونقول هل كان الطنطل مصابا بارتفاع ضغط الدم .

2- تقول الأسطورة بان بعض أنواع الجن تختبئ في بعض أنواع الخرز والأحجار خوفا من الذئاب لأنها تأكلها لذلك فان من يحمل هذه الأحجار يستعبد هذا الجن النائم فيها ويسخره لمصلحته .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف