قلوب سوداء
بقلم / أحمد محمد أحمد – مصر
قراءة / أيمن دراوشة – الأردن
-------------------------
قصة قصيرة بسيطة بلغة سلسة، لكنها ذات أثر عميق وبالغ الأثر، كتبت بيد فتى حاذق بارع يفيض إحساسًا وعاطفة، وتُعد هذه القصَّة قصيرة ًمن ناحيةِ الحجم والكم، ولكنها عريضة ٌ جدًّا من ناحيةِ المغزى والهدف، فالكاتب يتعرض لقضية هامة جدًّا وهي قضية انعدام الرحمة من قلوب البشر، فأصبح دهس القطط في الشوارع أمرًا مسًليا ومألوفًا لدى هؤلاء الذين تجردوا من كل إحساس، وقد جرت الأحداث بشكل تلقائيٍّ وانسيابيٍّ وبعفويَّة،
كتبت هذه القصَّة ُ بلغةٍ فصيحة جزلةٍ وسلسةٍ وبأسلوبٍ أدبيٍّ جميل.
وأهمُّ ما يُمَيِّزُ هذه القصَّة هو: السَّلاسة وعنصر التشويق حيث يستطيع أن يقرأها الكبير والصغير على حد سواء بكل شغف ومحبة حتى النهاية. فالقصَّة ُغيرُ متعبة لقارئها أبدا. فهي إنسانية تهذيبية للسلوك والأعمال بالدرجة الأولى، والحث على الرحمة والرفق بالحيوان.
----------------------------------------------------------
الحادية عشرة ليلا. كنت أمشي وحيدا كما اعتدت أفكر في أمر من الأمور التي تشغل بالى عادة بالصدفة مررت أمام متجر للعصائر والمرطبات (عصارة) يأتي المارة من هنا وهناك بشكل معتاد؛ لشرب عصير القصب الشهير في صعيد مصر في مدينة أسيوط تحديدا. وقبل العصَّارة بعدة خطوات يوجد مطب لتهدئة سرعة السيارات المجنونة حتى يستطيع المشاة عبور الطريق إلى الجهة الأخرى.
أقترب شيئًا فشيئًا حتى صرت بجانب المطب وأفزعني ما رأيت! قطة صغيرة يتراوح عمرها ما بين الستة أشهر إلى السنة كانت تحاول عبور نهر الطريق إلى الجهة الأخرى بحثا عن طعام او ربما أرادت الوصول إلى أمها أو ما إلى ذلك، رأيتها وقد التصقت بالأرض التصاقًا اختلطت دماؤها بأحشائها بعظامها الهشة بفروها الأسود الذي كان يخالطه القليل من البياض.
كان المارة ينظرون إليها فمنهم من تجاهل الموقف، وكأن شيئا لم يكن، ومنهم من أفزعه المنظر وآثر الابتعاد عن مسرح الجريمة.
تقدمت قليلا منبِّها ذلك السائق الذي كان يستقل سيارته الخاصة والتي كان يغلق زجاجها، فلم يفهم سوى لغة الإشارة كي يتوقف، وتوقف مستجيبا ليرى ما الأمر.
نظر إلى القطة فأدرك الموقف عاد مرة أخرى إلى سيارته ونظرت امرأته من النافذة فبدأ على وجهها ما يجب أن يبدو على وجه أي إنسان له قلب يشعر.
بدت على وجهها نظرات الإشفاق والأسى لحال تلك القطة المسكينة.
غادر الرجل وذهبت إلى العصارة محضرًا بعض الأكياس البلاستيكية للتدخل فى ذلك الأمر الذي لا يجب تركه هكذا يتقزز منه من يتقزز، ويصدم منه من يصدم.
ودارت فى رأسي عدة أسئلة أليست هذه جريمة، ولكنني عدت والتمست العذر لسائق السيارة فلربما لم يرها، وحتى وإن رآها ماذا سيجدي التفكير ومن سيحاسبه على فعلته الشنعاء طالما ماتت الرحمة وسكت فيه صوت الضمير.
بقلم / أحمد محمد أحمد – مصر
قراءة / أيمن دراوشة – الأردن
-------------------------
قصة قصيرة بسيطة بلغة سلسة، لكنها ذات أثر عميق وبالغ الأثر، كتبت بيد فتى حاذق بارع يفيض إحساسًا وعاطفة، وتُعد هذه القصَّة قصيرة ًمن ناحيةِ الحجم والكم، ولكنها عريضة ٌ جدًّا من ناحيةِ المغزى والهدف، فالكاتب يتعرض لقضية هامة جدًّا وهي قضية انعدام الرحمة من قلوب البشر، فأصبح دهس القطط في الشوارع أمرًا مسًليا ومألوفًا لدى هؤلاء الذين تجردوا من كل إحساس، وقد جرت الأحداث بشكل تلقائيٍّ وانسيابيٍّ وبعفويَّة،
كتبت هذه القصَّة ُ بلغةٍ فصيحة جزلةٍ وسلسةٍ وبأسلوبٍ أدبيٍّ جميل.
وأهمُّ ما يُمَيِّزُ هذه القصَّة هو: السَّلاسة وعنصر التشويق حيث يستطيع أن يقرأها الكبير والصغير على حد سواء بكل شغف ومحبة حتى النهاية. فالقصَّة ُغيرُ متعبة لقارئها أبدا. فهي إنسانية تهذيبية للسلوك والأعمال بالدرجة الأولى، والحث على الرحمة والرفق بالحيوان.
----------------------------------------------------------
الحادية عشرة ليلا. كنت أمشي وحيدا كما اعتدت أفكر في أمر من الأمور التي تشغل بالى عادة بالصدفة مررت أمام متجر للعصائر والمرطبات (عصارة) يأتي المارة من هنا وهناك بشكل معتاد؛ لشرب عصير القصب الشهير في صعيد مصر في مدينة أسيوط تحديدا. وقبل العصَّارة بعدة خطوات يوجد مطب لتهدئة سرعة السيارات المجنونة حتى يستطيع المشاة عبور الطريق إلى الجهة الأخرى.
أقترب شيئًا فشيئًا حتى صرت بجانب المطب وأفزعني ما رأيت! قطة صغيرة يتراوح عمرها ما بين الستة أشهر إلى السنة كانت تحاول عبور نهر الطريق إلى الجهة الأخرى بحثا عن طعام او ربما أرادت الوصول إلى أمها أو ما إلى ذلك، رأيتها وقد التصقت بالأرض التصاقًا اختلطت دماؤها بأحشائها بعظامها الهشة بفروها الأسود الذي كان يخالطه القليل من البياض.
كان المارة ينظرون إليها فمنهم من تجاهل الموقف، وكأن شيئا لم يكن، ومنهم من أفزعه المنظر وآثر الابتعاد عن مسرح الجريمة.
تقدمت قليلا منبِّها ذلك السائق الذي كان يستقل سيارته الخاصة والتي كان يغلق زجاجها، فلم يفهم سوى لغة الإشارة كي يتوقف، وتوقف مستجيبا ليرى ما الأمر.
نظر إلى القطة فأدرك الموقف عاد مرة أخرى إلى سيارته ونظرت امرأته من النافذة فبدأ على وجهها ما يجب أن يبدو على وجه أي إنسان له قلب يشعر.
بدت على وجهها نظرات الإشفاق والأسى لحال تلك القطة المسكينة.
غادر الرجل وذهبت إلى العصارة محضرًا بعض الأكياس البلاستيكية للتدخل فى ذلك الأمر الذي لا يجب تركه هكذا يتقزز منه من يتقزز، ويصدم منه من يصدم.
ودارت فى رأسي عدة أسئلة أليست هذه جريمة، ولكنني عدت والتمست العذر لسائق السيارة فلربما لم يرها، وحتى وإن رآها ماذا سيجدي التفكير ومن سيحاسبه على فعلته الشنعاء طالما ماتت الرحمة وسكت فيه صوت الضمير.