الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أمومة بقلم خولة صبري

تاريخ النشر : 2019-05-18
أمومة

    كنت سعيدة جداً وأنا أنتظر طفلتاي اللتان ما زالتا بين أحشائي، أُعِدُ لهن الثياب الصغرة والجميلة، وأتحدث إليهما يومياً وأنا أنتظر الأيام أن تمر بسرعة أكبر حتى أضمهما بيداي، أنتظر أن أكون أم و أشعر بمشاعر الأمومة التي طالما وددت أن أعيشها، فكم هو جميل أن تكون أم ! و لطفلتين مرة واحدة!

مرت الأيام والشهور التسع ومر معهم الألم والانتظار وجاءتا طفلتاي، سعادتي تخطت الكون حين ضممتهما إلى صدري، شَعرت كأنني أعانق روحي والكون ابتسم إلي حتى أنني شعرت بالجدران تبارك لي.

... مر عامان و طفلتاي لم أشعر بانهما كبرتا كباقي الأطفال بعمرهما، تأخرتا عن الكلام والسير، وتصرفاتهما ونظراتهما غريبة، بدأت ألاحظ تقلب مشاعرهن رغم صغرهن، أسرعت بهما إلى الطبيب وهنا كانت صدمتي الكبرى، و انكساري الذي لم أقوى عليه، إنهما مصابتين بالتوحد ولن تستطيعا التواصل جيداً وتصرفاتهما غريبة،... مرت سنة أخرى و لحقت بها أخرى وأنا لا أستطيع التفاهم معهما أو فهم سبب الضحك المفاجيء أو البكاء المفاجيء، ولا تلك العصبية الغربية، لم أعد أنم والدموع تذرف من عينيني بجنون، فأنا لا أستطيع أن اربيهما أو التعامل معهما بأي طريقة، لم أعد أتحمل كل ما يحيط بي ولا أشعر بهما و أخذت الأفكار تدعوني لأن أبيعهما لأي شخص يعتني بهما أكثر مني ويستطيع التفاهم معهما استغنيت عن أمومتي وعن كوني ام، أردت أن أتركهما و نشرت إعلان لبيعهما، في تلك الفترة أعدت التفكير كيف لي أن أعيش بدونيهما و مَن سيعتني بهما مثل الأم، تلك اللحظات كانت الأصعب في حياتي، عانيت وعانيت ولم أستطع أن أعيش حياتي الطبيعية حتى جاء يوم و رأيت فيديو لأم وابنها على مواقع التواصل الاجتماعي رق قلبي كثيراً، ابنها مريض التوحد لكنه رقيق جداً وهي متعاطفة معه بشكل رهيب، حينها فكرت كثيراً وألغيت فكرة الاستغناء عن طفلتي وبدأت أبحث عن كتب في علم النفس، و أبحث عن كيفية التعامل مع الأطفال المتوحدين، جعلت طفلتي الأقرب إلى قلبي و بعد سنتين بدأت ألاحظ تطور تفاعلهما وتطور حركاتهم، حتى أن هناك مواهب أصبحت تظهر منهما، و قررت أن أدرسهما بنفسي وهكذا فعلت.

...مرت عدة سنين وبلغت صغيرتاي العشر سنوات، أحببتهما أكثر و أكثر ولم أعد أفكر إلا بهما حتى أن أختهما اندمجتا معها كثيراً، حمدت الله كثيراً على إدخال اليقين في قلبي وأنني لم أتركهما، وها نحن نعيش حياة سعيدة  وأثق بأني سأراهما من أفضل الفتيات!

قصة حقيقية ، الكاتبة خولة صبري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف