ذاكرة أيّار… واحد وسبعون خريفا!!!
بسطُّ الخريطة أمامه… لو سمحت انظر يا أبي... هنا البحر وهناك النهر وما بينهما مدن وقرى وذكريات… أين ولدت يا أبي؟!
أشاح بوجهه ومسح السماء بعينيه وحين زمّهما تدحرجت دمعة كبيرة تدحرجت واستقرت في نقطة… لقد عرفت يا أبي…
ثم أمسك عودا جافا وخطّ على الأرض هنا بيت أبي ثم عِدْ تسع خطوات بالضبط جهة الشمال… هنا شجرة ليمون، وثلاث خطوات أخرى قبر جدي… بجانبه حوض نعنع وثلاث شتلات ريحان، كنت أتعطر منها كل صباح… لقد اختنق صوت أبي ثم صمت…
وبقيت أنا داخل الحلم وداخل الحكاية …
ظلّ قلبي يقفز في المسافة بين غزة وعسقلان حيث وُلد أبي…. يحملني أبي كل ليلة على ظهره صغيرا إلى كثبان وكروم وشواطئ وأسوارعسقلان...
أراها أميرة جميلة تحتضن قنديلا صغيرا… وأنني أعرف هذا الوجه وأني أرتبط بها تماما!!!
أمسح دمعها…مازلنا نكبر ونمشي في الحلم الذي رافقنا منذ الطفولة في رحلة طويلة وقاسية في الغابة التي تحاصرنا!!!
تطلُّ في عيني مباشرة… أخبئ وجهي…. نحن الكاذبون أيتها الأميرة… نحن الذين لم نَعُد!!!
بقلم:محمود حسونة (أبو فيصل)
بسطُّ الخريطة أمامه… لو سمحت انظر يا أبي... هنا البحر وهناك النهر وما بينهما مدن وقرى وذكريات… أين ولدت يا أبي؟!
أشاح بوجهه ومسح السماء بعينيه وحين زمّهما تدحرجت دمعة كبيرة تدحرجت واستقرت في نقطة… لقد عرفت يا أبي…
ثم أمسك عودا جافا وخطّ على الأرض هنا بيت أبي ثم عِدْ تسع خطوات بالضبط جهة الشمال… هنا شجرة ليمون، وثلاث خطوات أخرى قبر جدي… بجانبه حوض نعنع وثلاث شتلات ريحان، كنت أتعطر منها كل صباح… لقد اختنق صوت أبي ثم صمت…
وبقيت أنا داخل الحلم وداخل الحكاية …
ظلّ قلبي يقفز في المسافة بين غزة وعسقلان حيث وُلد أبي…. يحملني أبي كل ليلة على ظهره صغيرا إلى كثبان وكروم وشواطئ وأسوارعسقلان...
أراها أميرة جميلة تحتضن قنديلا صغيرا… وأنني أعرف هذا الوجه وأني أرتبط بها تماما!!!
أمسح دمعها…مازلنا نكبر ونمشي في الحلم الذي رافقنا منذ الطفولة في رحلة طويلة وقاسية في الغابة التي تحاصرنا!!!
تطلُّ في عيني مباشرة… أخبئ وجهي…. نحن الكاذبون أيتها الأميرة… نحن الذين لم نَعُد!!!
بقلم:محمود حسونة (أبو فيصل)