الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عن تجربة السورية جدعة أبو فخر والوطن في قصيدتها بقلم: شاكر فريد حسن

تاريخ النشر : 2019-05-14
عن تجربة السورية جدعة أبو فخر والوطن في قصيدتها بقلم: شاكر فريد حسن
عن تجربة السورية جدعة أبو فخر والوطن في قصيدتها
بقلم : شاكر فريد حسن

يعج المشهد الثقافي والأدبي السوري المعاصر بالأسماء الشعرية النسوية الجديدة ، منها الشاعرة جدعة أبو فخر القادمة من عاصمة جبل العرب السويداء ، وتنتمي لعائلة معروفيه متعلمة ومثقفة ، ولها تاريخ نضالي ماجد ، وتعمل مدرسة للغة العربية .

تهوى جدعة أبو فخر كتابة الشعر منذ الصغر ، ولها الكثير من الخواطر والنصوص النثرية ، نشرت البعض منها في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية ، وعلى صفحتها في الفيسبوك ، وساهمت في ديوان " ملوك الياسمين " مع مجموعة من شعراء وشاعرات سوريا الحبيبة ، وديوانها الشعري البكر لم يرَ النور بعد .

جدعة أبو فخر شاعرة متبتلة في محراب العشق للوطن السوري ، وانسانة عاشقة حد النخاع للوطن ، ملتزمة بقضاياه وهمومه وأوجاعه اليومية وأحزانه ومآسيه ، ومنحازة لسوريا وشعبها ، قلبًا وقالبًا .

إنها تعيش الحدث ، وتكتب قصيدتها من الأعماق بإحساسها الشاعري المرهف ، فتاتي عفوية صادقة . قصائدها ناعمة شفافة ، تحمل أبعادًا وايحاءات ودلالات واشارات عميقة متعددة ، وتغلف الرمز الشفاف بشعرية الاداء ، ولغتها الشعرية واضحة سلسة ممتنعة ، بعيدة عن الافتعال والإبهام ، نابضة بالحب والحياة والجمال ، وتتجلى في نصوصها الروح الوطنية العالية وكل معاني الوفاء والالتصاق بالثرى السوري ، وتتدفق صياغتها الشعرية كلحن سمفوني عذب يحمل طابع الشجن .

ونلمس في كتابتها طاقة إبداعية وقوة تعبير وتوصيف جميلة ، وهي لون من الكتابة النثرية المتوهجة التي أحسنت صنعها وأجادت فيها .

جدعة أبو فخر تتميز بأصالة وصدق الانتماء الوطني والقدرة على اجتراح الرؤى والأفكار والمعاني التي تنسجم مع نبضها وإيمانها ، فهي سورية الجذور والهوى والهوية ، وكتاباتها وطنية بامتياز .

تتناول جدعة أبو فخر موضوعات من قلب الحدث على أسس فكرية ومواقف سياسية وقومية عروبية ترتئيها وتؤمن بها وتجاهد في الذود عنها ، وتكافح لأجل تحقيقها . وهي تلفت الأنظار لصدقها في الاداء والتعبير عن مشاعرها واحاسيسها الوطنية ، وللعفوية والبساطة الآسرة التي تعلف بها نصوصها ، ولطاقتها الشعرية التي تتنفس من خلالها .

وفي جل كتاباتها نجدها شاعرة تتفاعل مع الحدث ، تعايشه بدقة ، تعانق الجرح وتسكن الألم ، وتجعل منه شعرًا ذا ملامح ومزايا إنسانية ، فتؤنسن الأشياء بلغة سلسة ، وبأسلوب بسيط سهل ممتنع ، وتبرز شاعرة الوطن والشمس المكافحة والمقاتلة بالكلمة والقصيدة في سبيل وطنها الجريح وغده الجميل .

فلنسمعها في قصيدة " في دمشق " ، التي ترسم فيها حلمها المشتهى باللقاء ، ونراها مسكونة بالهم الوطني العام ، منحازة لسوريا ودمشق ولشعبها وشهدائها وتاريخها ، ونحس فيها بروح وطنية وثابة ، دفاعًا عن الأرض السورية المجبولة بالحنين والدم والأفئدة التي تنتظر الخلاص والفرح القادم من بين ركام الحزن :

يمرّ السنونو حالماً بأطواق الياسمين

في دمشق

ينام الياسمين على صدر عاشق

لا يستكين

في دمشقَ

يأتي الخريف بلون الربيع

وخير الشتاء

بنكهة صيف جميل


***

وحدها دمشق

تزين الخريف

وحدها تجمع حبيبين حالمين

غارقين بين بردى و قاسيون

تعنيهم التفاصيل الصغيرة

وحدها

تربت على كتف عاشق أن أستفيق

ويبقى حالماً بالتفاصيل الصغيرة

بنكهة نبيذ عتيق


***

في دمشقَ وحدها

يرسم العاشق حلمه المشتهى بحبر اللقاء

فتولد القصيدة

نعم هذا يحدث في دمشقَ

وحدها

جدعة أبو فخر في تجدد دائم بين قصيدة وقصيدة ، في المبنى والمعنى ، في الحرف والمفردة ، ونلمس أن لها تجرتها وخصوصيتها في التعبير والتصوير والبوح ، وفي رؤيتها الممهورة بالصدق والحميمية والانتماء .

وفي الإجمال ، جدعة ابو فخر فارسة في محراب العشق الوطني والكلمة الوطنية الملتزمة الصادقة الهادفة ، ومقاتلة على درب الحرية لإنجاز المشروع الوطني القومي السوري ، متفانية في حمل الرسالة الوطنية دفاعًا عن بلدها ووطنها وسوريتها العزيزة على قلبها ، بوجه مؤامرة التفتيت والتفكيك الاستعمارية ، وهي كاسمها جدعة في التعبير والذود عن قضايا الوطن وهمومه .

تحية من القلب للصديقة الشاعرة ابنة جبل العرب جدعة ابو فخر ، وتمنياتي لها بالمزيد من الانتاج والعطاء والتجدد الشعري واغناء تجربتها وانضاجها أكثر ، وإلى الأمام .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف