طيور الشيخ المهاجرة قصة قصيرة
جاسم محمد كاظم
تنهد العجوز بحرقة وغمست قطرات الدمع كلماته الباكية واخذ يسرد هول المأساة المريرة التي يدور في فلكها المحزن لشخص الجنرال الذي انتصب أمامه كسياف أخرجه علية القدر ذلك الصباح .
انتابه شعور الأمل ورغبة أحساس قوية بان هذا المارد سيعيد إلية طيوره المهاجرة بلمسة سحر ومسك مسبحته السوداء الطويلة وتناولت أصابعه الخشنة حباتها واحدة تلو الأخرى مع حديثة المر وكيف فقد ولده الأول في منازلة القائد الأولى .
( حتى امرأته تزوجت برجل غريب آخر )
وأحس بخناجر حادة تقطع قلبه المنهمك ..
جلس الجنرال أمام هذا العجوز الذي تداخلت كلماته مع صوت صرير أسنان الحصان الهزيل المربوط على مقربة منة مقتاتا ببقايا الحشيش والنفايات 0
واستمر الشيخ بنشيجه المؤلم وكيف فقد ولده الثاني في مأثرة القائد الثانية وأبحر الشيخ في تصور لحظة أمل مرجوة وكأنة ينشد ديمومة خلود في عالم الموت هل ستعود إلية طيوره المهاجرة ويحظى بميتة كريمة تحفظ له وقار شيبته عندما تودعه أيدي أبناءة في حفرته الأخيرة.
ولم تدم لحظات تأمله طويلا حين قطعتها أصوات أطلاقات نارية مع ركضات الجنود الفوضوية ووقف الجنرال متحفزا وانجلت هذه المأثرة عن طفل لم يبلغ الثانية عشرة دفعته ركلات أقدام الجنود أمام الجنرال .
وانفجر الشيخ بصرخة قوية ورمى ما تبقى من عظامه الهشة على الصبي المذعور أمامه.
( أنة حفيدي الوحيد 0 ما تبقى لي في هذه الدنيا )
وحار الجنرال ماذا سيفعل بهذا التناقض الذي حل أمامه هل سيقضى على كومة العظام هذه بإرسال طفلة في غياهب السجون بعدما ضبط الجنود بحوزته رمانات يدوية أم يتعرض إلى تقارير رجال المخابرات المحيطين بة لتلفه دوامة الخيانة لتساهله مع الخارجين على دكتاتورة الحاكم .
وتردد طويلا قبل أن يلطم وجه الصبي بقوة قبل أن يتوارى هذا عن الأنظار بين بيوت القصب هاربا 0
ونظر إلى الشيخ نظرة أسى وعاد مرتبا على كتفة الهزيل.
( نعم ستعود 0 ستعود طيورك المهاجرة )
وتزامنت كلماته الخارجة من شفاهة الغليظة كلحم العجل مع حمحمة الحصان الذي انتصبت أذانه وبدا أنة فهم كلام الجنرال وتخيله كفارس من القرون الوسطى ومد ذيله باستقامة ظهره الهزيل وأطلق العنان للغازات المحصورة ببطنه المحتقنة بالأزبال والنفايات .
أحس الجنرال بالأهانة على صوت الضحكات التي تلت هذا المشهد الدرامي من قبل المحيطين بة من الضباط والجنود وأدار وجهة للحصان الهزيل ونسج في مخيلته أن هذا المخلوق وحدة من يستطيع أن يسخر بحرية على مهزلة هذه السلطة الهشة بصوت الاستهجان الذي أطلقته أمعائه المقتاتة بالأزبال 0
ونظر إلى كومة العظام التي ما تزال تنتحب أمامه وأدرك أن صوت أمعاء الحصان كان اصدق شهادة بنقطة لا رجوع أبدية تعيد إلى كومة العظام الباكية طيورها المهاجرة 0
///////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم
جاسم محمد كاظم
تنهد العجوز بحرقة وغمست قطرات الدمع كلماته الباكية واخذ يسرد هول المأساة المريرة التي يدور في فلكها المحزن لشخص الجنرال الذي انتصب أمامه كسياف أخرجه علية القدر ذلك الصباح .
انتابه شعور الأمل ورغبة أحساس قوية بان هذا المارد سيعيد إلية طيوره المهاجرة بلمسة سحر ومسك مسبحته السوداء الطويلة وتناولت أصابعه الخشنة حباتها واحدة تلو الأخرى مع حديثة المر وكيف فقد ولده الأول في منازلة القائد الأولى .
( حتى امرأته تزوجت برجل غريب آخر )
وأحس بخناجر حادة تقطع قلبه المنهمك ..
جلس الجنرال أمام هذا العجوز الذي تداخلت كلماته مع صوت صرير أسنان الحصان الهزيل المربوط على مقربة منة مقتاتا ببقايا الحشيش والنفايات 0
واستمر الشيخ بنشيجه المؤلم وكيف فقد ولده الثاني في مأثرة القائد الثانية وأبحر الشيخ في تصور لحظة أمل مرجوة وكأنة ينشد ديمومة خلود في عالم الموت هل ستعود إلية طيوره المهاجرة ويحظى بميتة كريمة تحفظ له وقار شيبته عندما تودعه أيدي أبناءة في حفرته الأخيرة.
ولم تدم لحظات تأمله طويلا حين قطعتها أصوات أطلاقات نارية مع ركضات الجنود الفوضوية ووقف الجنرال متحفزا وانجلت هذه المأثرة عن طفل لم يبلغ الثانية عشرة دفعته ركلات أقدام الجنود أمام الجنرال .
وانفجر الشيخ بصرخة قوية ورمى ما تبقى من عظامه الهشة على الصبي المذعور أمامه.
( أنة حفيدي الوحيد 0 ما تبقى لي في هذه الدنيا )
وحار الجنرال ماذا سيفعل بهذا التناقض الذي حل أمامه هل سيقضى على كومة العظام هذه بإرسال طفلة في غياهب السجون بعدما ضبط الجنود بحوزته رمانات يدوية أم يتعرض إلى تقارير رجال المخابرات المحيطين بة لتلفه دوامة الخيانة لتساهله مع الخارجين على دكتاتورة الحاكم .
وتردد طويلا قبل أن يلطم وجه الصبي بقوة قبل أن يتوارى هذا عن الأنظار بين بيوت القصب هاربا 0
ونظر إلى الشيخ نظرة أسى وعاد مرتبا على كتفة الهزيل.
( نعم ستعود 0 ستعود طيورك المهاجرة )
وتزامنت كلماته الخارجة من شفاهة الغليظة كلحم العجل مع حمحمة الحصان الذي انتصبت أذانه وبدا أنة فهم كلام الجنرال وتخيله كفارس من القرون الوسطى ومد ذيله باستقامة ظهره الهزيل وأطلق العنان للغازات المحصورة ببطنه المحتقنة بالأزبال والنفايات .
أحس الجنرال بالأهانة على صوت الضحكات التي تلت هذا المشهد الدرامي من قبل المحيطين بة من الضباط والجنود وأدار وجهة للحصان الهزيل ونسج في مخيلته أن هذا المخلوق وحدة من يستطيع أن يسخر بحرية على مهزلة هذه السلطة الهشة بصوت الاستهجان الذي أطلقته أمعائه المقتاتة بالأزبال 0
ونظر إلى كومة العظام التي ما تزال تنتحب أمامه وأدرك أن صوت أمعاء الحصان كان اصدق شهادة بنقطة لا رجوع أبدية تعيد إلى كومة العظام الباكية طيورها المهاجرة 0
///////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم