الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اتساع مجال رؤية القاصة من التجربة الذاتية البحتة إلى رحاب إنسانية أكثر شمولًا واتساعًا

تاريخ النشر : 2019-05-14
اتساع مجال رؤية القاصة من التجربة الذاتية البحتة إلى رحاب إنسانية أكثر شمولًا واتساعًا
بقلم الناقد الأدبي / أيمن دراوشة

اتساع مجال رؤية القاصة من التجربة الذاتية البحتة إلى رحاب إنسانية أكثر شمولًا واتساعًا...

من مجموعتها القصصية " سيزيف الأخير" للكاتبة والشاعرة وداد الحبيب اخترت قصة "الخلاص" وهي القصة العاشرة في ترتيب قصص المجموعة، وقصة "الخلاص" قصة بسيطة جدًّا اعتمدت على تقنية الحوار بالدرجة الأولى وصولا بنا إلى النغمة القوية أو ما يسمى بالأثر الذي يرغب القاص بإظهاره.

ملخص القصة والتي يبدو أن القاصة قد التقطتها أو اشتقتها من واقع الحياة المريرة وكان استخدام ضمير المتكلم "أنا" دليل واضح على واقعية الحدث وحدوثه فعلًا.

تجري أحداث القصة في غرفة انتظار الطبيب حيث الكل ينتظر دوره خلاصًا من الألم والأوجاع، وحين أتى دور عجوز، كان الموعد قد مضى عليه ساعة ونصف حيث لم يأت الطبيب بسبب انشغالاته كما أخبرت السكرتيرة العجوز، لكن المرأة كبيرة السن دخلت بحوار مع السكرتيرة أما مرأى ومسمع راوية القصة، لينتهي الحوار والجدال بتسجيل موعد آخر لكن بنفس الساعة، لتغادر العجوز المكان يائسة محبطة من مصداقية السكرتيرة بمجيء الطبيب على الموعد المسجل بسجل المريضة العجوز.

هذه القصة القصيرة ببساطتها لا تحتاج لغة فخمة، فكانت اللغة بسيطة قريبة من العامية الفصيحة وثقافة الشخوص.

أولًا: البنية الاجتماعية:

لا شك أن القاصة قد استطاعت أن تبرز شخوصها بالعمق المطلوب من حيث الحركة والباطن كالانفعالات النفسية، وما يتولد عنها من سلوك، كما اهتمت القاصة بتحليل الذات الإنسانية والتعمق في باطنها ورصد مراحل تطورها، ومثال ذلك حوار بطلة القصة " العجوز " مع السكرتيرة حيث يظهر أنَّ العجوز لم تعد تحتمل الألم، وعدم حضور الطبيب زادها ألمًا على ألم، فيما السكرتيرة لا تبالي وتعطي موعدا في يوم آخر وكأنها تتعامل مع آلات لا تحس ولا تشعر.

اقتربت منها عجوز سئمت الانتظار

- الساعة الحادية عشرة ونصف... اجلسي حتى أناديك...

- الموعد الساعة العاشرة.

لم يحضر الطيب بعد...

- موعدي الساعة العاشرة.

- نعم لكن الطبيب لم يحضر بعد و...

- قلت لي الموعد الساعة العاشرة.

- ارحلي وعودي يومًا آخر.

عدد الشخوص ثلاثة هم: الراوي والعجوز والسكرتيرة، حيث نتعرف على أبعاد تلك الشخصيات الخارجية والداخلية والسلوكية والاجتماعية، ونلمح التناقضات والاتجاهات الفاعلة في تكوين الشخصية.

تنتهي القصة بترابط أجزاء الخبر المروي بصورة عضوية تشكل في مجموعها معنى كليًا، فكان الحدث متكاملًا ذا مراحل ثلاث معهودة: بداية وهو الانتظار في عيادة الطبيب حتى يحين موعد المريض، ثم وسط ينمو من خلال حوار العجوز مع السكرتيرة حيث تتشابك العناصر، ونهاية تمثلت في نقطة التنوير، وهي مغادرة العجوز المكان وهي ناظرة إلى الأفق البعيد من خلال كوة نافذة راجية أملًا بمصداقية السكرتيرة بعدم تأخر الطبيب أو ربما تمني الموت والخلاص من العذاب والألم.

"صمتت العجوز ... نظرت إلى الأفق من فتحة صغيرة النافذة الزرقاء، أما السكرتيرة فعادت إلى صحفها ترتبها بنفس الحركات"

ثانيًا: البنية الزمانية والمكانية:

يستمر المكان والزمان عند الكاتبة بالتدفق مانحًا النص جمالية خاصة، أمَّا الزمن النفسي فيظهر جليًا من خلال احتكاك المرأة العجوز بالسكرتيرة وذلك عبر مواقف عاشتها العجوز وشخصيات أخرى مع موقف سابق نفسه، وهو عدم حضور الطبيب، وعدم التقيد بالموعد.

معاناة المرضى في عيادات الأطباء حاملين معهم آلامهم النفسية والجسدية والمادية دون اكتراث هو الحدث وهو نقطة التنوير كما أسلفت سابقًا.

ثالثًا: البنية التعبيرية:

كُتبت القصة بضمير المتكلم، فيما غاب صوت القاصة، واللغة المستخدمة كُتبت بمستوى كل شخصية، وقد أبدعت القاصة من خلال تصويرها لواقع الحياة ومعاناتها، ومن خلال التأمل والتداعي والتطور والتنامي، إضافة إلى سلبياته بطريقة سلسة واضحة من خلال طرح معاناة شخوصها الحالمة بالخلاص من الألم...

هذا النضوج الفكري والفني لدى الكاتبة وداد الحبيب لا شك أنه وسع مجال الرؤية أمامها، ليتجاوز إطار التجربة الذاتية البحتة إلى رحاب الاهتمامات الإنسانية العامة، لتشكل إضافة جديدة إلى تراث القصة العربية. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف