الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يا دافئة العينين!بقلم:د. محجوب احمد قاهري

تاريخ النشر : 2019-05-13
الاهداء: الى توأم الروح


يا دافئة العينين، كيف أكتب!
وعيناك تعادي الشعر.. تعادي النثر
تعادي الابجدية..
وعيناك مذهب جديد في طقوس البشرية
ما من عيون مثل عينيك تكره الشعر
وهل هناك من يكره الشعر في البلاد العربية!!

لو كانت حبيبتي في بيروت
لزرعتني نجما في عينيها،
لجعلت من شعري سنابل قمح وبندقية..

لو كانت حبيبتي في دمشق
لهربت من النار.. من البراميل الغبية
واختبأت بين ضلوع شعري لسنوات ضوئية
في دمشق، تحب النساء الشعر
والرجولة... والوطنية..

لو كانت حبيبتي في عمان،
لجعلت شعري خيمة كبيرة
تجمع كل اللاجئين في الفصول الشتوية
يكتبون احلام العودة فوق أعينهم
منذ ان ضاعت فلسطين
وبدأت تضيع بلدان عربية..

لو كانت حبيبتي في غزة
لجعلت من شعري ماء.. ودواء
وخبزا..
لعلمتني كيف أكسر ظهر الحدود الوهمية
لمدت يدها للضفة المحاصرة بالحقد
الى أعماق أعماق سبسطية..

لو كانت حبيبتي في بغداد
لحررتني من لعنة الطوائف.. والمذاهب
والخطابات الدموية
لجعلت من شعري نشيد سلام
وأهدتني قربانا للحرية..

لو كانت حبيبتي في القاهرة
لجعلت من شعري درعا ضدّ الظلم
ضدّ البربرية
لانتشلت بقايا الناس من مخالب العنصرية..

لو كانت حبيبتي في الدوحة
لأرسلت شعري رسول حب
الى كل عاصمة عربية
لأيقضت الناس من جوعهم
وخلصتهم من كل عصبية..

لو كانت حبيبتي في صنعاء
لجعلت من شعري حليبا للأطفال
وقطرة ماء
لأحرجت القنابل قبل انفجارها..
وقالت: لا للقتل.. وألف لا..

لو كانت حبيبتي في مسقط
لقرأت شعري للناس
كما يقرؤون الكتب المدرسية
لفسرت لهم بان لا فرق بينهم
ان دين الناس يكتمل بالإنسانية..

لو كانت حبيبتي في المنامة
لأدركتْ منذ الفجر
وهي تقرأ الشعر
بان الوطن واحد
والشعب واحد
لولا حروب العرب ضد العرب
لولا هذي الهمجية...

لو كانت حبيبتي في أبو ظبي
لفسخت خطوبتها من القمر
وتزوجت من شعري..
وأقامت حفلا شعبيا.. في كل الاحياء الشعبية

لو كانت حبيبتي في الرياض
لقالت لشعري كم أحبّك
ونامت في عيون السلام..
لمشت كطاووس في شوارع المدينة
وحيدة.. وفي الزحام
لمنعت كل مارد من الكلام
ثم اقامت على الحدود مأدبة سلام..

لو كانت حبيبتي في الكويت
لفسرت للعالم
باننا اخوة.. ولا زلنا
وأننا منذ عصور الجاهلية
نحلم بخيمة شعر واحدة
تجمعنا
وتنهي ما بيننا من بغضاء.. وبربرية

لو كانت حبيبتي في الجزائر
لجعلت من بيوت شعري
مساكن لكل ثائر
وفوق قبر كل شهيد
لزرعت غيما ومطرا
ثم خلصت من وهمه وطني المحاصر..


لو كانت حبيبتي في الرباط
لقرأت شعري لطارق بن زياد
لفسرت شعري لطارق بن زياد
لعل طارق إذا أيقن بالمحنة
من غربته عاد ..


لو كانت حبيبتي في نواكشوط
لافترشت قصائدي في الميدان
وغسلت القلوب التي تحمل القرآن
وأضاءت كنجمة
ثم فتحت بابها للإنسان
في نواكشوط يكبر الانسان...


لو كانت حبيبتي في مقديشو
لآمنت بأن الشعر والحب
قدر
وان اللون والقبيلة
قدر
وان الجوع غوغائية
وعنصرية
وجريمة إنسانية...


لو كانت حبيبتي في موروني
لأدركت بأن المسافة لا تلغي الحب
وان النهار لا يلغي القمر
وان الشعر قارب شوق

لو كانت حبيبتي في دجيبوتي
لأمطرت فوق الأرض
ككل غيمة
لاختضنت الرمل ككل بذرة
للبست فساتين الشعر يوم الحصاد..
وأطعمت الجياع ككل أم..

لو كانت حبيبتي في الخرطوم
لتماسكت قبل الانقسام
للملت اشلائها قبل الانقسام
لأنهت داحس والغبراء قبل الانقسام
لقرأت الشعر قبل أن تنام
وظلت عاصمة واحدة.. قبل ان تنام

لو كانت حبيبتي في طرابلس
لاجتمعت مع كل القبائل
وأنهت جميع الحروب الاهلية
ثم اقامت عرسا للشعر
يوطد الصلح ما بين الأرض والارض
ما بين الروح والروح
ما بين العرب والعرب
وأنهت كل القناعات الوهمية...

يا دافئة العينين
سأظل أكتب.. وماعندي خيار
ما لي غيرك والشعر
والحب
ولعينيك القرار...


د. محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف