الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المرأة الفلسطينية في رواية "حرمتان ومحرم" بقلم:د. مريم عفانة

تاريخ النشر : 2019-05-06
المرأة الفلسطينية في رواية "حرمتان ومحرم" بقلم:د. مريم عفانة
المرأة الفلسطينية في رواية "حرمتان ومحرم" 

د. مريم عفانة

يصور لنا الكاتب صبحي فحماوي في رواية حرمتان ومحرم أن المعطيات البيولوجية هي التي تقرر مصير المرأة؛ بدءا من اختيار عنوان الرواية إلى قصة اغتراب كل من ماجدة وتغريد. غير أن المفارقة التي يحملها العنوان، وقصة كفاح كل من الفتاتين لإعالة عائلتيهما المحاصرتين " في القطاع الفلسطيني المحاصر للمرّة التاسعة والتسعين" حسب الرواية، يعطيهما تميزا من حيث أن نطاق تمكنهما أصبح أكثر اتساعا من الرجل الفلسطيني، لكنها في الوقت نفسه تكون أكثر خضوعا لمستلزمات المواصفات والتعليمات، لهذا كان على تغريد وماجدة القبول بواقع المحرم بمرافقة أبو مهيوب. 

 ومن هنا نجد أن قضية تحقيق الذات لم تكن إلا من خلال وجود عنصر الاغتراب والذي يتطلب كسر مفهوم الحرمة، لتبرير الاغتراب، والذي يعني تمكين المرأة من العمل من أجل تحمل مسؤولية إعالة العائلة، والتي هي من مهام الرجل التقليدي بالدرجة الأولى في المجتمعات العربية. 

رسم الكاتب صورة للمرأة الفلسطينية تتضح ملامحها أكثر في الغربة. إذ لعبت الغربة دورا في إظهار هذه الصورة؟ 

إن الهوية الأنثوية مبتدعة ومصطنعة في المجتمع الذكوري يكرسها المجتمع من خلال مفاهيم عدة، كيف صورها الكاتب في الوطن وكيف حاربها في الغربة؟

كيف استطاعت المرأة الفلسطينية أن تكسر قيود المجتمع بحالتيه الوطن والغربة؟

كيف استطاع الكاتب أن يعبر عن تلك المفارقة بين العنوان وبين مسؤولية كل من تغريد وماجدة؟ وما أهمية رسم الكاتب لصورة أبو مهيوب بهذه التفاصيل؟

لا ريب أن الروائي صبحي فحماوي يمتلك موهبة في اختيار عناوين رواياته، فكل رواية تحمل عنوانا يخبئ بين ثنايا الرواية تأويلات ترتبط بفكر الكاتب ورؤيته النقدية. وفي الدراسات النقدية الحديثة غدا العنوان عتبة مهمة من ملامح الرواية نفسها، حيث يُعَدُّ الملمح الأول الذي يوجه القارئ ويحدد علاقته بالنص الروائي. وتكمن أهمية هذه الدراسة في الصبغة الثقافية والمعلومات القيمة التي يوظفها الكاتب بطريقة ذكية لتكون حجر الأساس في تشكيل البناء السردي عنده. فنرى فحماوي يرسم بقلمه أحداث روايته من خلال شخصيتين من نساء فلسطين، ليستعرض لنا عالما عربيا حقيقيا وفكرا متأصلا كنسق ثقافي. 

العتبات النصية للرواية:

 

تصدرت رواية صبحي فحماوي بعنوان (حرمتان ومحرم)، والعنوان دالٌ يرتبط بمدلولٍ هو "الحكاية" التي يعرضها لنا الكاتب في ثنايا الفصول . وأهمية العنوان من خلال الوظيفة التي يرسلها كشيفرات للقارئ "  ويتداخل عنوان الغلاف مع العناوين الداخلية، عدد العناوين الداخلية عشرون عنوانا، تصدرت كل منها بعنوان: ( النجم الساطع، غبار، حرمتان ومحرم، درب التبانة، الرجل الآمر الناهي، قوة الفيتو، الرسم كان أولا، أعراس فوق المقابر، أفلام جنسية، الحدود، الغول، حرارة الصيف، خيانة زوجية، سيوف يعلوها الصدأ، الجرافة المجنونة، أنوثة ساحرة، هياج النحل، انفجار، أطعم الفم تستحي العين، انتهت الرواية" متعة الرعب"). أما الفصل الأخير فأخذ عنوان(انتهت الرواية) ثم عنوان آخر أسفله( متعة الرعب). وكأن الكاتب يريد التأكيد على انتهاء فصول الرواية، ليخرج القارئ من تأثير روايته من خلال "متعة الرعب"، فكيف يكون الرعب ممتعا من وجة نظر فحماوي؟(ولماذا يحضر الشباب افلام الرعب؟ أليس لمتعة الرعب). 

تغريد. . النجم الساطع:

اختار الكاتب عنوانا للفصل الأول النجم الساطع ليرمز لتغريد التي كبرت أمام جهاد وهي تلعب مع أخته ماجدة، لكن المسؤوليات الملقاة على عاتق جهاد لم تسمح له باللعب معهما (وهنا يأتي دور الرجل في تحمل المسؤولية عند الشدائد).. فقد كان منشغلا بأعمال الحدادة التي أصبح الطلب عليها خفيفا بسبب الانتفاضة فتحولت المحددة إلى تلبية طلبات معينة مثل أبواب الأمان وتحديد حمايات للشبابيك وأبواب حديدية متينة للمحلات التجارية..يصور لنا فحماوي مشهدا من مشاهد مختلفة من الجو العام التي أصبحت عليه المعسكرات والمخيمات الفلسطينية بعد قيام الانتفاضة، فبعد أن أخذت النساء قسطا من الراحة، وذلك  بعدم العجن في المنازل وشراء خبز الأفران رجعن للاعتماد على خبز الفرن البيتي. وارتفعت نسبة العاطلين عن العمل بحوالي 75% ليتجه معظم هؤلاء إلى العمل بالحدادة، مما يفتح باب التنافس، فتقل الأسعار، ليظهر لنا الكاتب أن جهاد كان من ضمن المتأثرين بهذه العوامل فقلت إيراداته المالية. 

يظهر لنا فحماوي مشهدا آخر من مشاهد حصار المحتل الغاصب لسائر بقاع الإقليم الفلسطيني إذ تكون طلقة المغتصب في صدر فتاة تدرس هو أقل ما يمكن أن يحدث آنذاك.  (أنا معلمتي، أنا معلمتي. . دوت طلقة من الشباك مخترقة جسدها الطري، وسكنت قلبها الرضيع، طلقة نفذت إليها من النافذة، اغتصبت روحها حيث سكنت، فسكنت على درج كتبها، وانكسرت الزنبقة على حضن أوراقها التي تعلمها القراءة والكتابة. . !)

يمهد الراوي لرحلة تغريد وماجدة من خلال هذه المشاهد السلبية التي يعرضها لنا بطريقة القصة، فيستعرض لنا قصة جهاد وعمله وتغير الوضع معه وتأزمه المادي، وحال المعسكرات الفلسطينية التي تعاني الأمرّين بسبب عنف قوات الاحتلال والتغير الحاصل على القرى الفلسطينية بعد الانتفاضة ومقاومة الأطفال للدبابات بحجارة من سجيل. تلك الدبابات لا ترى شيئا يتحرك إلا وترميه، حتى الأشجار والحارات لم تسلم منها ولم يسلم منها نضال ولا رفيقه جعفر فكلاهما قتل وهو يحلم برغيف الخبز الساخن...ويبدو أن صبحي فحماوي لا ينفك يستخدم المفارقة في العناوين، فاستخدم النجم الساطع ليتحدث عن تغريد لكنه في الحقيقة كان حديثه عن معاناة المخيمات الفلسطينية وصبغة الدماء التي لونت مواقعها. 

(غبار)

يمهد الكاتب لشخصية أبو مهيوب وقصته من خلال الرجوع للزمن الغابر، ليروي لنا من هو أبو مهيوب، وما هي حكايته مع العدو الصهيوني، ومن خلال الحكايات، يكشف لنا جانبا إنسانيا في شخصيته، فهو يفضل التعامل مع النباتات والأشجار لأنها وفية لأرضها( فكل شيء يا أبو غازي تزرعه، تخلعه، إلا ابن آدم، تزرعه فيخلعك. . !). 

تمثل الزراعة عند أبو مهيوب تغـيـيـباً للعدو الصهوني ومواجهة للعدو الذي يقطع ويجرف ويقلع.( لهذا السبب أنا أحب النباتات، وزراعة النباتات، وقطف ثمارها، وأعشق الأشجار وتحت ظلالها أتوارى عن الأعين، فلا أعود أرى المحتلين! ولكنه كان إذا تم تجريف مزرعة مجاورة للمعسكر فإنه يبكي الأشجار قائلا: "يا ويلي لقد خسرت ما قد يأتيني من هذه الأشجار، فكم طعّمت، وكم أطعمت منها!) 

أن الاشجار حياة وتجريف الأشجار هو قتل للحياة وهكذا هو العدو أصابعه تمتد لكل عنصر من عناصر الحياة، يقول أبو مهيوب: (الآن فهمت أن قتل الأشجار هو قتل للحياة، أو قتل السعادة لدى أصحابها؟ وأن تجريف الأشجار هو المقدمة الحربية لتجريف الناس المتعايشين معها النصف الآخر). 

مشاهد القتل والدمار متلاحقة وراء بعضها البعض، وكأن الكاتب أمام عرض تصويري لا ينقطع، فذاكرته زاخمة بتلك الصور؛ مثل (عاد أبو مهيوب وأبو خليل من تشييع جنازتي الشهيدتين؛ الطفلة منى الشويني وأمها فبينما كانت أمها ترضعها في فناء البيت، اخترقت رأس الطفلة مرورا بفمها وثدي أمها رصاصة واحدة موحدة. . . انطفأ الثدي، وبردت الأم وسقطت زهرتها قبل أن تعقد ثمرتها. . !) 

مشاهد يرسمها الكاتب بقلمه بعناية فائقة ليبين حجم الحدث وقوة الكارثة ووقع المصيبة التي مرت على الشعب الفلسطيني بكل فئاته العمرية، فاليد القاتلة مدت آلة القتل للبراءة والطفولة. - أية جريمة اقترفتها رضيعة ثدي أمها-

 (حرمتان ومحرم):

اتخذوا قرار السفر بعد أن ضغطت الأوضاع السياسية المتردية وأكدت استحالة الحصول على وظيفة. وظل الأمر كذلك قرابة الثلاث سنوات، حتى تعاقدت تغريد وماجدة مع الوفد التربوي في ولاية الرمال العربية... يُظهر لنا الكاتب أن قرار السفر والخطة التي تم تدبير فيها أمر المَحرم لكلا البنتين كان من قبل امرأتين هما والدة تغريد ووالدة ماجدة. (لم يعرف به أحد، إنه مجرد اقتراح، تتناقش به النساء أولا، ثم ينفذه الرجال أخيرا.. هذه هي سنة الكون فمعظم الرجال هم الناطقون الرسميون بأفواههم ولكن النساء هن اللواتي يحددن توجه البوصلة). 

وتم بالفعل ما دبرته المرأتان لكن العمل مشروطٌ بمدة زمنية هي السنتان ترجع بعدها كل من تغريد وماجدة من أجل الزواج كل من خطيبها، لممارسة حياتهما الطبيعية مثل باقي الفتيات... لم يكن صعبا الحصول على موافقة أبو مهيوب بالقيام بدور المحرم مع وقف التنفيذ لمهمة المحرم الحقيقية...إن البساطة التي رسم بها الكاتب شخصية أبو مهيوب جعلت منه الشخصية الأهم في صفحات رواية محرمتان ومحرم. 

لم يكن غريبا أن تكون هناك المبررات لزواج أبو مهيوب الرسمي مع وقف التنفيذ من الفتاتين مبررا لخروجه معهما. فأي حق يعطي الشرعية لمثل هذا الزواج من أجل وضع الأمر أمام المجتمع أن الأمر قانوني وضمن الحق وتبدأ المبررات " أبو مهيوب رجل محترم، ومعروف في كل المعسكر بأخلاقه وعمله الزراعي، وهو رجل فاعل ومنتج، وليس عالة على أحد". 

أبو مهيوب هو رجل فاعل ومنتج أي أن لن يكون عائلا على الفتاتين، فتحقيق الفائدة الاقتصادية لن تكون إذا استغل وضعه الرسمي كمحرم للفتاتين، لذلك البحث عن محرم يتوافق وأهواءهم الاقتصادية ويتطلب منهم الحذر والحيطة على من سيقع عليه الاختيار لممارسة دور المحرم دون الاستفادة الاقتصادية. تركيز الكاتب على تسيير وتسهيل وضع أبو مهيوب كمحرم لتجويز سفره مع الفتاتين دون الاهتمام لأمر الرجلين اللذَين ارتبط اسم الفتاتين بهما منذ زمن. 

التركيز هنا كان على عدم استغلال أبو مهيوب للفتاتين استغلالا اقتصاديا أكثر من اهتمامهم على الوضع الرسمي لمسمى المحرم؛ الزوج...إن تقبل الفتاتين لواقعهما أدخلهما في دائرة الرضوخ وقبول الواقع المفروض، فالظروف المحيطة وانعدام فرص العمل وتردي الحالة الاقتصادية هي التي سيرت تغريد وماجدة. و تغيرت تبعا لذلك المفاهيم التي عرفت في المجتمع على انها مسلمات، فلم يعد مفهوم العيب مسيطرا في خروجهما للعمل وبالوقت نفسه بوجود محرم غريب وتزوير أوراق رسمية، فأي عالم رجل هذا الذي يغير وجهه تبعا للظرف المحيط به؟

   (بل هو عالم الاحتلال الغاشم الذي يجعل الأم والأب يتنازل عن ثقافته ومبادئه ولو بصعوبة) أي مفارقة يحملها النص للقارئ التي يوضحها الكاتب أن الظرف الاقتصادي يعطل الكثير الكثير من المخططات، وكما يقال في الأمثال الشعبية (الجوع يدخل من الباب والحب يطير من الشباك. ) وهكذا طار الحب الذي كانت تحلم به تغريد وماجدة وتقادم مع تقادم الزمن وسنين الغربة التي غسلت ذلك الحب فلم يعد منه حتى الملامح تغيرت. الزمن له سلطة على كل شيء فكيف اذا كان زمن الغربة؟ وآه وأوااااه من الغربة !

ومع مرور الزمن ومرور سنين الغربة تصبح المرأة مستلبة الوعي وهي تحاول الخروج من الدائرة، فكلما رجعت تغريد وماجدة لوطنهما اتسعت الهوة بينهما وبين الوطن الذي استنزفهما لآخر رمق، وتحولت الغربة وطناً لهم جميعا، فبدأت تغريد وماجدة وابو مهيوب بمحاربة فكرة الغربة بتقبلهم لحماية الذات للتعايش مع واقع الوطن المأزوم. 

جاءت حكايا الغربة متوافقة مع وضع المرأة العربية التي تعاني القهر بأشكال مختلفة وإن تلونت الحكاية لكنها هي حكاية قهر شخصيتها المرأة. 

إن رضوخ تغريد وماجدة للوضع السابق بوجود المحرم أبو مهيوب ليس من باب القبول بل من باب الاستلاب الذي تقع الأنثى تحت وطأته فأُجبرت على قبول الزواج برجل لا ترغب به فقط من باب تحمل عبء فقر العائلة والوضع الاقتصادي السيء للعائلة.  ومن هنا يتبين لنا واقع تغريد وماجدة الذي فرض عليهما عبء التحسين و توفير كل شيء ممكن، فسقط النموذج الذكوري ليكون تابعا وهكذا كان أبو مهيوب. 

لكن سريان القرش بيد أبو مهيوب عزز وضعه الاقتصادي والاجتماعي في كلا الغربتين لذلك تبدلت نظرة الحرمتين لمحرمهن " ما رأيك بأبو مهيوب؟ ألا تشعرين أنه رجل وسيم؟" "فقالت تغريد بدهشة: وسيم لنفسه، ولمن يتعامل معهن!". 

وهذا ما برر لأبو مهيوب الذي تحمّل تبعات كل شيء بعد أن تغيرت أحواله الاقتصادية فانجذبت ماجدة وتغريد له بعد أن تكسرت أغصان الزيتون كلها أمامهم، وسقط النموذج الذي عقدت كلاهما العزم عليه، فتحولت بسببه إلى عاملة تعمل وتبحث عن استقرارها ظنا منها أنها انتصرت لعقلها لكن مع وحشة الغربة والألم والحكايات التي سمعتها تغريد وماجدة في مجتمع الرمال لم تحرك فيهما سوى ردة الفعل بأن تحولت تلك الفتاة إلى الأنثى التي تقاوم النسق الذي يستهلكها ولا ينصفها فكان قرار الزواج ثورة على كل تلك القيود المفروضة التي لا ترى فيهما إلا آلات تعمل....

     أظن أن النهاية التي رسمها فحماوي هي رضوخ في ظاهرها، لكنها في الحقيقة انتصارٌ لهما، مما يتبعه انتصار لرجولة أبو مهيوب الذي أبدع بتميزه وتحمله لحس المسؤولية، فكان أهلا أن يكون الزوج الباقي لهما. في حين تراجع دور كل من جهاد ليتناسب اسمه مع دوره في الحياة الذي عرفه بعد استشهاد أخيه بجرافات العدو الصهيوني، أما غازي الذي أراد أن يتحرر من عهده وارتباطه بماجدة، فقد تحرر من قيود مجتمعه وانصهر بحياة الغرب وعاش ضمن قوانينهم وكان من المستحيل أن يرضى بارتباطه بماجدة الذي كان من مخططات الأهل.

د. مريم عفانة-جامعة طيبة/ ينبع/السعودية/ كلية الآداب / قسم اللغة العربية– 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف