الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا مفاجأة في عنصرية إسرائيل بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-05-05
لا مفاجأة في عنصرية إسرائيل بقلم : حماد صبح
من الغرائب في نظرتنا لإسرائيل أن بعضنا يبدو متفاجئا أحيانا مما يسمع من مظاهر عنصريتها ، والصحيح أنه لا مفاجأة في هذا ، فالصهيونية التي أنشأت إسرائيل حركة عنصرية استيطانية ، وهكذا صنفتها الأمم المتحدة ، ثم تراجعت عن هذا التصنيف بعد سنوات . ومسوغ وصف الصهيونية بالعنصرية أنها أنشأت بالقوة والتآمر دولة في أرض ليست لها . وهذه قمة العنصرية ، وأبشع تجلياتها عندما تسرق ما ليس لك ، وتزعم أنك أحق به من صاحبه الأصلي . أنت هنا تستعلي عليه فعليا ، وتسلبه حقه في الملكية والحياة السوية والأمن . والحركة الصهيونية في فعلها في فلسطين اعتمدت ذات المفاهيم والأساليب التي اعتمدها الاستعمار الأوروبي في بلاد الهنود الحمر وفي أفريقيا وآسيا . وأشد هذه المفاهيم عنصرية الزعم أن أهل البلاد التي اجتاحها المستوطنون الأوروبيون همج متخلفون لا يحسنون زراعة أو صناعة أو فنا ، وأنهم أقرب إلى الحيوانات ، وأن المستوطنين الأوروبيين أحق باستغلال ثروات أراضي هؤلاء الهمج المتخلفين ، وأنهم ، لحسن نيتهم وإنسانيتهم ، سيمنحونهم بعض ثمار هذا الاستغلال . والمعروف تاريخيا أن الهنود الحمر والأفريقيين والآسيويين سبقوا هؤلاء المستوطنين الاستعماريين في التحضر بآلاف السنين . الحركة الصهيونية وظفت نفس المفهوم الذي وظفه الاستعمار الأوروبي ، أي التفوق الحضاري في جانبها ، والتخلف الحضاري في جانب العرب . ومثلما وسع الاستعمار الأوروبي هذا المفهوم ، فتحدث مفكروه وساسته عن شعوب مؤهلة فطرة للتقدم والتحضر ولحكم غيرها من الشعوب ، وشعوب عاجزة فطرة عن التقدم والتحضر ، ومؤهلة لأن يحكمها غيرها ؛ وسعت الحركة الصهيونية المفهوم ذاته ، فتحدثت عن صيرورة دولتها المستقبلية واحة إشعاع حضاري في الصحراء العربية والشرق المتخلف .
وقالت في أدبياتها إنها ستستعين "بالقليلين المتخلفين المتوحشين " في فلسطين في القضاء على ما في فلسطين من ذئاب وثعابين ! وفي حرب 1948 انطلق بعض يهود أميركا يهتفون في مكبرات الصوت : " ادفع دولارا تقتل عربيا !" . وبعد احتلال الضفة وغزة في 1967 كان الجنود الإسرائيليون ينادون الفلسطيني : " تعال هون يا حمار ! " وله دلالته أن هذا النداء العنصري الفاجر اختفى تماما بعد حرب 1973 التي قذف فيها الجيش المصري والجيش السوري إسرائيل في أسبوعها الأول إلى حافة الهزيمة . ولا حصر لعنصرية إسرائيل المتجذرة في تكوينها التاريخي وفي هويتها الدينية ذات الجوهر الانعزالي ، وتفوقت هذه العنصرية في تطبيقاتها على عنصرية الاستعمار الأوروبي الذي وظفت بعض مفاهيمه ، ولا يقلل من بشاعتها وفظاظتها أن بعض اليهود يستنكرونها ، فهم قلة صغيرة لا تأثير لها على التيار العنصري الشامل المسيطر على قناعات إسرائيل وتوجهاتها ومسلكياتها . وفي ضوء هذه الخلفية التاريخية العنصرية للحركة الصهيونية ، وتباعا إسرائيل ، لا مفاجأة في ما نشر هذه الأيام من حديث عنصري كريه للحاخام أليعيزر كاشتئيل مدير كلية بني ديفيد في مستوطنة عيلي في الضفة الغربية عن حب العرب للعبودية ، وعبودية اليهود تحديدا . وفي نفس الكلية عبر حاخام آخر هو غيورا ردلر عن إعجابه بفكر هتلر العنصري الذي أعلى الجنس الآري على سواه من الأجناس ، وإذن فنظرية أفضلية جنس على غيره من الأجناس صحيحة علميا أخذ بها غير اليهود ، وفي رأي ردلر ، مثلما فهمنا من جملة كلامه ، أن خطأ هتلر كان فقط في عدم تفضيله لليهود على سواهم أسوة بالجنس الآري ، كأن في العالم الآن سلالة يهودية نقية عرقيا ، لا متهودين من أجناس أخرى رغم اختلاف اليهود عن المسلمين والمسيحيين في أنهم لا يهتمون بنشر اليهودية بين الأجناس الأخرى اعتقادا بأن الله _ سبحانه _ خصهم بها وحدهم لتميزهم على بقية البشر .
ومن يتخذ اليهودية دينا من هذه الأجناس يتخذها ذاتيا دون دعوة من متهودين آخرين . وبما أن عنصرية إسرائيل أصيلة بحكم نشأة الحركة الصهيونية والانغلاق الديني اليهودي فالمنطقي ألا نتفاجأ بأي مظهر من مظاهر هذه العنصرية الشاذة البغيضة ، والمنطقي الفعال أيضا أن نحرك طاقاتنا ، وهي كثيرة متنوعة ، إلى دحضها وصدها ، وتعرية جذورها الفاسدة الباطلة ، والتصرف بعزة وثقة كبيرة في ذاتنا القومية ، فنحن أمة عظيمة بمكونها العربي والإسلامي ، وفي قلبها وفي يدها نور كتاب الله _ سبحانه _ الذي نزل بالنور والرحمة وقيم العدل والمساواة للناس كافة ، ووحد معيار قيمة الإنسان ، أي إنسان ، بالمنافسة في التقوى ، وما أفسح وأعمق مفهوم التقوى المقصود في النص القرآني : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ( الحجرات : 13 ) . ومشكلتنا المعقدة في نوعية الأنظمة التي تتحكم في العالم العربي ، وهي إما قبلية لم تأخذ من الدولة إلا شكلها الخارجي ، وإما عسكرية جامدة ، والنوعان لا ينتجان مجتمعات قوية مفجرة لطاقات مواطنيها ، والنوعان بصورة أو بأخرى من صناعة الغرب الحاضن لإسرائيل التي هي ليست أكثر من موقع أو إمارة صليبية معاصرة لهذا الغرب الذي تهيمن عليه أميركا ، ولو أوقف احتضانه لها ولعنصريتها وعدوانيتها لكان مصيرها أسوأ من مصير النظام الأبيض العنصري السابق في جنوب أفريفيا ، والآخر الذي كان في روديسيا . ليس خطيرا ما يقوله الأعداء عنا أو يفعلونه بنا ، الأخطر الحاسم هو نفعله نحن بأنفسنا .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف