الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرجل الشرقي في مدى يتسع للبوح شريف سمحان بقلم:رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-04-30
الرجل الشرقي في مدى يتسع للبوح شريف سمحان  بقلم:رائد الحواري
الرجل الشرقي في
مدى يتسع للبوح
شريف سمحان
من الجميل أن نكتشف حقيقتنا، طبيعتنا التي تربينا عليها، فنحن في الشرق، تكون علاقتنا مع المرأة، أما متهورة، متخلفة، ننظر إليها على أنها سلعة رخيصة، يمكننا الحصول عليها أينما نريد، وأما نكون خائفين من اقتحام عالمها المجهول والمحرم، في القصة "هلوسات مسائية!!!" يقدم لنا "شريف سمحان" الصرة الثانية، صورة الرجل الشرقي، الذي لا يجرؤ على أن يتقدم خطوة نحو المرأة، رغم أنه مدرس في الجامعة.
القاص "شريف سمحان" يقدم بطل قصته، مجهول الاسم، لكن افكاره، مشاعره، اعماله، طريقة تفكيره، يضعها أمامنا، فنجده يندهش عند مشاهدة امرأة متحررة: "تروي قصتها بشجاعة واقتدار منقطع النظير" ص 52، فهو المجبول على فكرة أن المرأة عورة، لم يتقبل هذا الموقف منها، وأصابه الاندهاش من حديثها وجرأتها.
وأيضا نجده ضعيف لا يجرؤ على الإقدام على أية فعل، أو حتى إبداء مشاعره والتعبير عنها بطريقة سوية وصحيحة، سألها: "هل كنت تلبين طلبات من تعرفت إليهم؟" وسألها بصوت ممزوج بالحياء"52، حاول ألا ينظر في عينيها كي لا ينفضح سره ويصبح ضعيفا أمامها" ص52،
"وراح يدير القرص وهو مبتسم، لكنه توقف عن ادارة القرص قبل أن يكتمل الرقم" ص53،
"رن جرس الهاتف .. تكررت العملية ثلاث مرات، بينما كان هو على الطرف الآخر يستجمع قواه كي يتحدث معها" ص54،
"تفاجأ من جرأتها لكنه لم يستطع الاجابة" ص57،
"بقى على حاله صامتا دون حراك" ص57، كل هذا المواقف تجعلنا نتأكد أننا أمام (رجل) ضعيف وهش، ولا يقدر أن يتصرف أو يعمل أو يفكر بطريقة سوية، فالمرأة بالنسبة له "التابو" الذي لا يمكن أن يقترب منه أو يمسه، أو يفكر به بطريقة غير التي تربى عليها.
ونجده مرتبك، مهزوز،، لا قدر على أن يسيطر على نفسه وعلى حركته:
"وكاد يجرح نفسه وهو يحلق لحيته" ص53
"كان يقرأ في رواية "ماركيز" الحب في زمن الكوليرا، وضع الرواية جانبا، بعد أن أحس بالملل، ... كان مصرا على إلا يتصل بها دون أن يجد مبررا لذلك الرفض" ص54، مثل هذا (الرجل) بالتأكيد هو مريض ويعاني من حالة نفسية تجعل عاجزا عن التفاعل الايجابي مع الحداث، مع الموقف، مع المرأة.
ومن هنا نجده يعيش في حالة من التيه والضياع:
"جلس على الأريكة وأشعل سيجارته وراح في تفكير عميق متسائلا: ماذا صار لك؟ ولماذا هذا التعلق الغريب بهذه المخلوقة" ص53، إذن من خلال هذا التساؤل كان يمكنه أن يتحرر ضعفه وارتباكه ويتخذ خطوة إلى الأمام، لكن التراكمات الفكرية والتربوية عنده حالت دون أن يصارح نفسه، ويتوافق/يتصالح مع احساسه ومشاعره مع فعل وعمل على أرض الواقع.
وهذا ما جعله يصاب بالأرق: "أصابه الأرق طيلة ليلته" ص54، ورغم هذه الحالة المرضية والمزعجة له، إلا أنه يستمر في كبت وقمع حريته ومشاعره والخوف من اظهارها أمام الناس: "أنا لا أحبها، فهي مجرد صديقة لا أكثر ولا أقل" ص55، من خلال ما سبق نجد الرجل الشرقي ضعيف، مرتبك، مشوش، مقيد، قلق، أمام المرأة.
المرأة المتحررة
بينما نجد المرأة المحررة تمتاز بالسمات ايجابية منها، القوة:
"كانت تروي قصتها بشجاعة واقتدار" ص52، وكأنها بهذا الحديث تريد أن تؤكد على أهمية البوح بما يحصل مع الإنسان، دون وجل او خوف.
ونجدها واثقة من نفسها، وتعمل على إظهار جمالها الذي منحه الله لها:
"سحبت شعرها للخلف بالمشبك، وهذا ترك مساحة واسعة ليزداد وجهها
تألقا" ص52، إصرارها على إظهار وجهها وهي تتحدث، تأكيد على ثقتها بنفسها وبقدرتها على مواجهة الآخرين.
لهذا نجدها تمتاز بالجرأة والقوة:
"يا صديقي واسمح لي أن اناديك بذلك" ص53، بهذا الخطاب نجدها تعبر عما تشعر به تجاه الرجل، حتى لو كان هذا التعبير متواضع، لكنه يوصل المشاعر للطرف الآخر، الطرف المقصود.
ونجدها صريحة وواضحة في التعبير عن ذاتها عن مشاعرها، لهذا نجدها تخاطب (الرجل) قائلة:
"وهل أنا مخيفة ومرعبة لهذه الدرجة؟، .. وهل تحبني؟ أم تريدني خليلة لفراشك فقط؟ أم تحسبني بائعة هوى؟" ص57، طرح هذه الأسئلة يؤكد على ثقتها بنفسها، وعلى التربية الصحيحة التي تربت عليها، فهي لا تخفي شيئا مما تشعر به، مما تفكر فيه، وكأنها بهذا الوضوح تكشف عن حقيقة ما تحمل المرأة داخلها، لكن المرأة المتحررة ، وليست المرأة الشرقية.
ولأنها صادقة مع مشاعرها، وينسجم قولها مع فعلها، مع مشاعرها واحساسها، نجد هذا الأمر في الحلم، الذي يمثل حالة الا شعور:
"... وهي تراه يفتح باب منزلها دون استئذان" ص54، بهذا يكون هناك توافق كامل بين حالة والوعي والا وعي عندها.
لهذا عندما تجد (رجلها) غير سليم التنشئة والسلوك، تعبر عن سخطها وغضبها بهذا الشكل:
"بينما راحت تنقر على الطاولة بصوت أعلى حتى أن بعض الزبائن لفت نظره ذلك" ص57، فهي لا تهتم بالمحيطين بها، بقدر اهتمامها بالتعبير عما تشعر به، وقدرتها على إيصال الفكرة للطرف المعني بأنه غير أهل ليكون لها أو معها.
وتستطيع المرأة المتحررة أن تتخذ موقف حاسم وواضح، دون أي ارتباك: "بينما نهضت عن مقعدها متوترة دون أن تكلمه، ... وغادرت المكان" ص57، بهذا تكون المرأة المتحررة قادرة على التعبير عن مشاعرها ـ وهذا يريحها نفسيا، ويجعلها مستقرة، وأيضا، نجدها صريحة وواضحة، بحيث تحسم أمرها تجاه أية قضية، حتى لو كانت عاطفية، فنضوجها العقلي والفكري والسلوكي والنفسي يجعلها صحيحة الفعل وسليمة العمل.
القصة ضمن كتاب "مدى يتسع للبوح" الصادر عن الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل، رام اله، فلسطين الطبعة الأولى 2018
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف