الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غربتين بقلم:محمود حسونة

تاريخ النشر : 2019-04-30
غربتين بقلم:محمود حسونة
غربتين!!!
كلما رأت عرسا استوقفتني، تخشخش بأساورها وتنثر الزغاريد والأهازيج على رؤوسهم وتلوّح بشالها… تغني الدلعونا وظريف الطول...أحب الأفراح للناس… أمنيتي قبل ان أموت أن أفرح بخالد!!!
أنا لا أعرف شقيقي خالد!!! لم أقابله يوما، لم أضع يدي في يده مرة واحدة!!!
أرى صورته معلقة على جدار بارد متصدع، بعينين زائغتين، وشارب أسود... في عمق عينيه أراني صغيرا أستغيث به، لقد هاجر وترك خلفه ذكريات وحكايات!!!
حزينة كلماتي، وأنا أرى خالد طيفا يلامس بيده شعري، ويمسح على خدي… خذ قطعة الحلوى... يخرجها من جيبه ملفوفة بورق رقيق شفاف كقلبه!!!
تتنهد أمي…. تَعلّمنا الرحيل، كالطيور المسافرة، تبحث عن أعشاشها في آخر الدنيا، وهي تعرف أنها قد تسقط في منتصف الطريق!!!
بالأمس كان ينام هنا في هذا المكان بالضبط!!! ما زالت تحتفظ بملابسه وأغراضه مرتبة نظيفة، تحفظ بها ذكرياته... تمسحها كلما مسها غبار، كأنها تمسح قلبها… ألا يكفي عشر سنوات غربة يا ابني؟؟!!
هل تعرفيه يا أمي؟؟!! لقد ضعف بصري، لكن والله لو عصّبوا عيوني ودسوه بين مئة شاب لشممت رائحته وغسلته بدمعي...
قالت أمي وشقيقتي الكبرى أنه يعمل مهندسا في شركة للتنقيب عن الغاز في الجزائر...
قرأتُ الرسالة: بعد البسملة… أمي العزيزة، أهنئك وأهنئ نفسي، لقد تزوجت!!! شهقت أمي وضربت كف بكف… فعلتها يا خالد،
وحرمتني من فرحة عرسك!!!
لقد تزوجت يا أمي فتاة أصيلة أمازيغية جزائرية!!!
لم أفهم!!! أعد القراءة...
أقامت حفلا ودعت أقاربها وكل الجيران وفرقة الدبكة، وزغردت ووزعت الحلوى، وأحرقت البخور...
يسألوها: أين العريس والعروس؟؟!! تشير للصورة!!! تضحك، وتبكي، وتزغرد وتغني!!! وأنا أنظر إلى أمي أبحث في صوتها المرتجف عن الفرحة، عن العريس والعروس!!!
في زيارتها الوحيدة لخالد، جمعت صُررا كثيرة: صرة تين مجفف، وصرة زبيب، وقطفة حناء، وعنب مجفف، كيس زعتر…. زجاجة بها حفنة تراب وقطعة حجر صغيرة من حي باب المغاربة في القدس، تقول زوجة خالد أن أحد أجدادها عاش هناك ودفن هناك...
ما أحسنهم يمة!!! ما أحسنهم!!! ما أكرمهم!!! بلادهم حلوة وواسعة!!! وأهلها طيبين أولاد أصل وفصل!!! قال: لم أراني بينهم غريبا!!!
والعروس يا أمي كيف؟؟!! كثير حبيتها قلبها كبير، حطتنا على رأسها من فوق!!! هذي منّا، أم أولادنا، وأهلها أخوال أولادنا…
تصلي... تخرج صورة خالد، تمسحها، تمسح عليها بشوقها…. تدعو له ولزوجته… وتفرُّ الدمعات من عينيها… ثقيل عليك يا خالد ألّا تراني فأودعك!!!
ماتت أمي، ولم يودعها خالد!!! لم ترَ أولاد خالد!!!
أمي من ماتت غريبة مرتين، غربة خالد، وغربة الوطن!!!
بقلم:محمود حسونة(أبو فيصل)
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف