الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يونس عطاري حارسة المعبد بقلم:رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-04-28
يونس عطاري حارسة المعبد بقلم:رائد الحواري
يونس عطاري
حارسة المعبد
للغربة واقعها على الإنسان، وعلى الشاعر تكون وقعها مضاعفا، إذن هو مأزوم، وعليه أن يذهب/يجد مخففات تجله قادرا على مواصلة العيش في غربته، فتكون المرأة "حارسة المعبد" هي (مخلصة) ومن العنوان يمكننا استنتاج أن هناك (مقدس) وتحرسه المرأة، فالمقدس دونها يضيع، وقيمته ووجوده يعتمد عليها، على وجودها، كما أن للغربة ألفاظ خاصة تشكلها حروف الألم والوجع، يقدم "يونس عطاري" غربته:
"1-


لوزيةُ العينِ
تمهلي
و ادخلي باليمنى ركنَ الوثنِ
كي يرحبَ بكِ ساجداً"
الاستعانة بالمرأة في فاتحة القصيدة يشير إلى حجم الضغط الواقع على الشاعر، ونجد خطابة لها يحمل صيغة الأمر، وكأنه يريد أن (يسقط/يعوض) القسوة الذي يمر بها على "حارسة المعبد"، فجاء خطابه بصيغة الأمر، ليعطي نفسه شيء من الشعور بالسيادة والقوة، وبما أن العنوان يتحدث عن معبد، فلا بد من وجود بعض الألفاظ المتعلقة بالعبادة وطقوسها: "أدخلي باليمنى، يرحب، ساجدا" ونجد عدد من الألفاظ البيضاء "لوزية، العين، تمهلي، أدخلي، باليمنى، ركن، يرحب" وقد جاءت هذا الالفاظ بأثر المرأة وما منحته من سكونة وراحة للشاعر.
"فقد كان من التائهين
اصبري عليهِ
يتها التقية"
يبدو أن هذا ليس صوت الشاعر المأزوم، بل صوت آخر يتحدث من خارج المشهد، ويبدو كأنه الكاهن الأكبر!!، لهذا يوجه ويعطي التعليمات "للحارسة" لتقوم بطقوس العبادة على أفضل ما يكون، لكن هذا الافتراض نجد يتناقض مع كلمة "التائهين" ففيها حرفي ألم "الهمزة والهاء"، وما كانت لتكون دون أن يكون المتحدث هو المتألم، وهذا ما يجعلنا نحتار، هل الشاهر يتداخل صوته مع صوت (سارد) من خارج القصيدة؟، اعتقد أن الألفاظ القاسية "التائهين، أصبري" جاءت لأن الحديث متعلق بالرجل/الشاعر/التائه، وهذا ا يجعلنا نقول أن الصوت صوت الشاعر الذي (تقمص) صوت آخر، لكننا نستطيع أن نجده من خلال الفرق بين خطابه الناعم والهادي عندما يخاطب "حارسة المعبد"، ولغته القاسية عندما يتحدث عن "التائه/الشاعر" .
"الحبُّ محرابكِ
أهّلي به و أهيلي عليه تمورَ الخليجِ
انشدي اسطورةَ المطر"
خطاب موجه "للحارسة" لهذا نجده خطابا أبيض "الحب، محرابك، أهلي، تمور، أنشدي، اسطورة، المطر" أذا أخذنا الألفاظ بشكلها المجرد، نجدها بيضاء وناعمة، لكنها تحمل في داخلها الألم والقسوة، "أهلي، وأهيلي" فالهاء جاءت لتشير إلى حالة الألم الذي يعانيه الشاعر، وإذا ما أخذنا قصيدة السياب "انشودة المطر" والتي جاءت بشكل موارب "انشدي اسطورة المطر" وما فيها من "صراخ" نتأكد أن هناك ألم ووجع داخل هذا البياض، فالبياض شكلي، مخادع، والحقيقة أن وراءه الألم والوجع، كحال الجارية التي تلبس الحرير ، تبدو بهية، لكن في حقيقة الأمر هي عبدة تمتثل لسيدها.
"تُخْرِجُ الارض حشراتها و قثائها كي يستبدلَ المجنونُ الكلامَ فراغاً
فلا يكتبَ علته على الالواح
او يروي للعابدين كيف حامَ الصقرُ
و كيف حادَ عن قتلِ الغزال"
المقطع الأخير يكشف حقيقة الشاعر، حقيقة ما في داخله من ألم ووجع، فهناك "حشرات، الصقر، قتل الغزال" وعندما يأتي ذكر الحيوان أو الحشرات او الزواحف فهذا يشير إلى حجم الضغط والواقع على الشاعر/الأديب، وإذا ما توقفنا عند الألفاظ: "حشراتها، المجنون، فراغا، فلا، علته، حام، القصر، قتل" يتأكد وجود ألم عند الشاعر، والملفت للنظر أن الشاعر عندما يتحدث عن نفسه/التائه، يستخدم ألفاظ قاسية، بينما عندما يتحدث/يخاطب "الحارسة"/المرأة نجده يستخدم ألفاظ بيضاء، وهذا ما يؤكد أن المرأة هي من تمنح الهدوء والسكينة والفرح.

"2-
لا عليكَ لو خرجتَ هذا المساءُ يا حبيبي
فالمعبدُ غابةٌ مستطيلة"
المقطع الثاني جاء مغايرا للأول، فالخطاب تحول من حارسة المعبد إلى الحبيبة مباشر، وهذا التحول ما كان ليحصل دون الهدوء والسكينة التي أخذها الشاعر بعد أن خاطب "الحارسة" التي منحته ما يحتاجه من هدوء وسكينة، فجاء خطابه مغايرا لما كان في المقطع الأول.
"ألا اخرجْ
يتبعنكَ المسافراتُ
و امرأةُ العزيز
نساءُ مصرَ
نخيل الرياض
و قلبي "
البياض حاضر وبقوة "المسافرات، وامرأة، العزيز، نساء، مصر، نخيل، الرياض، وقلبي" ألفاظ مطلقة البياض، وهي نتيجة طبيعية بعد حضور المرأة.
"مروحةٌ و ظلٌّ
في طريقك من نجدٍ الى بلاد الشام"
أيضا هناك بياض مطلق في الألفاظ: "مروحة، وظل، طريقك، نجد، والشام، تستوفنا المكان "مصر، الرياض، نجد، الشام، والتي تحمل في اداخلها (صراع) بين البداوة والتمدن، "الرياض ونجد" للبداوة، ومصر والشام للتمدن، وهذا يشير إلى أن الشاعر لم تصفى نفسه من الداخل، فهو ما زال مشتعل بالبداوة والصحراء، ويحن إلى المدنية والتمدن.
"أخرجْ
فالبيتُ سقفُ المنامِ
ورؤياكَ امرأةْ
تعدُّ لكَ القمردين
سجادةً و غطا
و تملأُ الكوزَ بحليبِ النوقِ البيض"
أذا ما استثنينا فعل الأمر "أخرج" تكون بقية الألفاظ بيضاء، والفاظ تشير إلى حالة الاستقرار "البيت" والحياة السوية "امرأة، تعد لك، وتملأ" والمفلت للنظر أن الشاعر اقرن الاستقرار بالمكان "البيت" بالمرأة، لكن يبدو وكأن هناك عدم انسجام بين "أخرج" والاستقرار، فالخروج يعني الابتعاد، فكيف جاء ما تبعه يعطي فكرة الاستقرار؟.
هذا يأخذنا إلى المقطع السابق وما فيه من حديث عن الصحراء والبداوة، التي إذا ما خرج منها فأنه سيكون مستقر وسوي وشاكر/عابد لله الذي منحه هذه النعمة.
القصيدة منشورة على الفيس، على صفحة الشاعر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف