الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رنيم أبو خضير "الاشتياق إلى الحنين" بقلم:رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-04-25
رنيم أبو خضير  "الاشتياق إلى الحنين" بقلم:رائد الحواري
رنيم أبو خضير
"الاشتياق إلى الحنين"
قراءة الومضات ممتعة ومدهشة، فالطريقة التي تقدم بها تبين قدرة الكاتب/ة على الأبداع وتجاوز ما هو عادي، كما أن الفكرة التي تحملها تأتي بسرعة ومختزلة، لكنه قوبة وموجعة في ذات الوقت، لهذا ليس كل أديب يستطيع كتابة الومضة، وإذا ما أضفنا إلى ما سبق أن هذه الومضات لامرأة، نحصل على عامل جذب اضافي، فصوت المرأة أو الحديث عنها أو لها يحفز القارئ على التقدم مما يقدم من أدب.
في الومضة الأولى نجد أن المرأة عطي كل شيء ولكنها لا تحصل على شيء:
"حبني
نعم
ونلعب الغميضة في الاختباء
قلبي موطئك الاول
ومهربك الأبدي
انا الى أين اهرب
وقلبك المكتض لا يحملني!"
حالة الظلم الواقع على (الساردة) لا تكمن في الفكرة فحسب، بل نجدها في عدد الكلمات المتعلقة بذلك الحبيب أيضا، والملفت للنظر أننا أمام ثلاثة حالة، حالة اخبارية ماضية "حبي/نعم" وحالة حاضرة، متعلقة بالرجل "ونلعب/ ومهربك، وحالة ثالثة متعلقة (بالساردة) "لا يحملني" وهذا ما يضيف جمالية أخرى على هذه الموضة.

3"
على المرآة أتأمل الخسارات مكدسة في جسدي
امرر اصابعي فوقها بشهوة
تتبلل من زيارة مباغتة
وارقص.."
جمالية الومضة تكمن في الصورة الأدبية التي حملت الفكرة، نجد في كلمات "الخسارات، مكدسة، جسدي" حالة الألم/الوجع/الحسرة، لكن ورغم هذا الألم نجد (السادرة) تستمتع في ألألم، ولا يأتي هذا الاستمتاع من خلال "أمرر بشهوة" بل من خلال لفظ "تتبلل" الذي جاء بأحرفي التاء واللام متلاصقين، وهذا يشير إلى حالة الحب والرغبة في "امرر"، وإذا ما توقفنا عند فعل "تتبلل" والذي يحمل صورة وصول الماء إلى الجسد، ومن ثم ستكون هناك عملية تحول وتغيير إلى ما هو أكثر إنسانية، هكذا كان "أنكيدو" بعد أن اغتسل بالماء والزيت، وهذا يجب أن يعمد الطفل ليحصل على بركات "المخلص" ويجب أن يغتسل المسلم ليدخل إلى الدين/الصلاة، والمرأة والرجل بعد تدفق ماءهما يدخلان في حالة اجتماعية جديدة، أعلى من حالتهما قبل تدفق الماء، ومها هنا نجد "الخسارات، مكدسة" تتحمل إلى "وأرقص" وهذا التحول جاء بفعل "البلل/الاغتسال.
"4.
تحت اللحاف
اتفقد جسدي العاري
يتعفن هجرا
من أين تشترى الارواح"" !

قلنا أن صوت المرأة يحفز المتلقي ويستثيره، وإذا ما أخذنا الفكرة الجريئة التي تطرحها (الساردة) يتأكد لنا أهمية وجمالية هذه الصرخة، فهو جاءت في حالة (خنوع/وتسليم) بما هو كائن، ورغم حالة القنوط ووجود القمع والرقيب، إلا أنها أصرت على التمرد وأطلق هذه الصرخة لتدوي في مجتمع الذكور، وإذا ما توقفنا عند الفعل المضارع "أتفقد، يتعفن" نجد فيه أصرار على مواصلة واستمرارية التمرد، فهي لم تقل " تفقدت، تعفن" وهذا ما يضيف جمالية على فكرة الومضة.

"الم
وحنين
المومس المتعبة
بعد الفجر
تعبد طريق العودة لروحها
المنهكة
وحدة"..
حالة التمرد لا تقتصر على الحديث عن النفس، عن الذات فحسب، بل تتعدى إلى (أحقر النساء) المومس، (فالساردة) تواجه مجتمع الذكور بالمومس، التي قدمها كضحية: "المتعبة، تعبد، المنهكة، وحدة" وكأنها تريد أنها يرى نفسه فيها، أليست المومس انتاج مجتمع الذكور؟، فعليه أن يرى نتيجة افعاله.
7".
اعبدني
كأنك مؤمن
الحد بربك
قلبي الهك
جسدي معبدك الازلي
قل لا اله الا هو"

المحرمات في مجتمع الذكور "الجنس، الدين، السياسة، وها هي (السادرة) تنقلنا إلى المحرم الثاني، الدين، وكأنها بعد "تتبلل" تطهر جسدها وانفتح عقلها/ادراكها، فها هي تتقدم خطوة جديدة نحو تابو الدين، جاعلة من قلبها معبد، ومن جسدها معبود، وإذا ما أخذنا هذه جرأة وتمرد من (أنثى) تعيش في مجتمع ذكوري، يتبين لنا حجم وأهمية وعظمة هذه الثورة/التمرد.
10. "
شرقي :
رجل يحب العابرين ،
يكره الوصول ،
ولغريزته هدف ،
لن تثيره قمم نجاحاتك ،
وإنما خطوات نساء عابرات ،
ومفاتنهن"
(عقدة الساردة) هي الذكور في المجتمع، فما قدمته من تمرد كان من المفترض أن يؤثر ايجابا على الآخرين (الذكور) لكنهم في سبات، وهذا ما استفز (السارد) وجعلها توجه كلامه لهم مباشرة، فهم لا يبحثون عن الفكرة/الغالية، بل يترصدون ويجترون الجسد/الشهوة، لهذا لن يصلوا إلى ما وصلت إليه من رقي فكري وفعل ثورة.
15"
اسمع نداء قلبي يا حبيبي
ويل للقاسية قلوبهم"
جمالية الومضة تكمن في بساطتها وصراحتها، وأيضا في تناصها مع القرآن الكريم، وإذا ما اخذنا عدد كلمات الترغيب "اسمع" نجدها أكثر من كلمات الترهيب "ويل" وكأنها لا تريد أن (تزعج) الحبيب.

19"
هذا الحب
ليس سبات عميق
انا لست الكهف يا حبيبي
ولا انت السبعة النيام
ولا وفي ككلبهم"

"
جمالية الفكرة والتناص مع أهل الكهف، كل هذا يجعلنا نستمتع ونتشوق لتقدم أكثر مما يقدم لنا من ومضات.
23"
في الوحدة
اشعر انني في الشتاء
ولا غطاء يحمي ارتحافي"

مذهلة التورية التي جاءت وراء الكلمات، كما ان عدد الكلمات الومضة قليل، وكأنه الخجل والتعب/البرد يؤثر على حديثها، فاختصرت وكثفت فجاءت بهذا الشكل الجميل.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف