الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العرب والمسلمون والعلوم الحديثة بقلم م . نواف الحاج علي

تاريخ النشر : 2019-04-24
العرب والمسلمون والعلوم الحديثة بقلم م . نواف الحاج علي
شهد العالم في المائة سنة الماضيه طفرة علميه لم يسبق لها مثيل كما حدث امتزاج بين الحضارات والثقافات بفضل التكتنولوجيا التي أتاحت الاتصال ما بين سكان الكرة الارضيه حتى أصبح العالم قرية كبيره - ونتج عن ذلك ما سمي بالعولمه ---
والسؤال الذي يمكن طرحه - ما دور العرب والمسلمين عموما فيما وصلت اليه هذه الثورة العلميه ؟؟؟
بادئ ذي بدء لا بد من الاعتراف بأن الحضارة العربيه الاسلاميه برزت بعد بزوغ فجر الاسلام وصاحبها بروز النهضة العلمية ابتداء من القرن الثامن الميلادي واخذت تتسع وتنتشر وتفوقت على الغرب حتى القرنين الثالث عشر و القرن الرابع عشر --
ولا بد من الاعتراف بأن العلم الحديث ما هو الا حصيلة الصلات المتعدده والمستمره ما بين الحضارات المختلفه وليس مقصورا على جهة معينه - ان بداية القواعد العلميه المعتبره جاءت نتيجة التفاعل الذي جرى ما بين المسلمين ومسيحي اوروبا في الأندلس فقد كان العلماء المسلمون متفوقون على الأوروبيين وعلماء الصين في كل حقول العلم انذاك من الطب الى الكيمياء والفلك والبصريات والرياضيات والهندسة والحساب والصيدله -- وما اليها – فقد اتيح للعلماء المسلمين الاطلاع على العلوم اليونانيه فبنوا عليها وأضافوا اليها بدئا من القرن الثامن – وقد كان الغرب يعيش في جهالة تامه في الفترة التي اعقبت سقوط الامبراطورية الرومانيه في القرن الخامس الميلادي -- يقول المؤرخ البريطاني ارنولد توينبي في كتابه تاريخ البشريه – ان تدفق الترجمه من السريانيه واليونانيه الى العربيه في القرن التاسع يدل على أنه كان هناك قراء مثقفون نشطون – وتركزت هذه الحركة في بغداد التي انشئت عام 762 عاصمة للخلافة العباسيه وقد اصبحت مدينة عالميه – وتطورت اللغة العربيه في المنظر الفكري في بغداد في القرن التاسع مما جعل منها اللغة الحضارية الشائعه في العالم الاسلامي بكامله من حوض سيحون وجيحون الى المحيط الاطلسي -
لقد برزعدد كبير من العلماء العرب والمسلمين فنهضوا بالعلوم الى مراحل متقدمه فقد اخترع العرب علم المثلثات وبرزوا في البصريات والفلك والرياضيات والطب --- ومن العلماء والفلاسفة والمفكرين والذين لا نستطيع حصرهم في هذا المقال الضيق – الحسن بن الهيثم وجابر بن حيان وقطب الدين الشيرازي والطوسي وابن رشد وابن ماجه وابن الطفيل والرازي والخوارزمي وابن الشاطر والبيروني وابن خلدون وابو الوفا وابن يونس وابن زهر وابن بطلان -- وغيرهم الكثير ---
في تلك الفتره من القرن الثامن وحتى نهاية القرن الرابع عشر وصل العرب الى حافة أعظم ثورة فكرية وعلميه حصلت حتى ذلك التاريخ – لقد أسهم العلم العربي بقدر عظيم في المعرفة الرياضية والمنهجية العلميه التي أدت آنذاك الى نظام لانتاج المعرفه التي شاركت فيها واستخدمتها شعوب الأرض كلها --
ان تدفق المعرفة العظيم من خلال ترجمة الأعمال العربيه في القرنين الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر أدت الى نقلة نوعية لا مثيل لها لدراسة العلم في البلدان الاوروبيه والتي كانت تعيش في ظلام العصور الوسطى وتسلط الكنيسه - ومن ثم أدت الى بداية ما عرف بعصر النهضه – ورافق ذلك انشاء المدن الجديده والكليات العلميه

فقد أخذت البلدان الاوروبيه في انشاء الجامعات ومراكز الأبحاث منذ بداية عهد النهضه بينما توقف العرب لاسباب سياسية واجتماعية في الدرجة الاولى وقد كان للغزو المغولى والحروب الصليبيه والانظمة الفردية والتشرذم والمنافسة على السلطه والانشغال بالحروب والفتن والصراعات الداخليه كل ذلك شغل العرب عن انشاء الجامعات والمعاهد ومراكز الابحاث العلميه وادى ذلك الى ايقاف الدعم اللازم لتقدم العلم وبروز العلماء – ان فردية القرار السياسي وفردية البحث العلمي ادت الى عدم وجود المؤسسات العلميه وتوقف الابحاث التي ترتكز على الدعم المادي والتعاون ما بين العلماء وتبادل المعلومات والخبرات ---
اننا نرى حتى وقتنا هذا ان ميزانيات الدعم العلمي متواضعة الى حد كبير وما زلنا نفتقر الى المؤسسات العلميه المستقله التي توجد الفضاء المحايد والحرية الضروريه للبحث العلمي - وان علماءنا الشباب يتجهون الى الغرب وخاصة الى الولايات المتحده ليجدوا ضالتهم في اثراء البحث العلمي – اننا نسمع عن الابداعات التي يقوم بها شبابنا في الغرب في مجالات العلوم المختلفه بينما نجد ان جامعاتنا ومعاهدنا متخلفة لدرجة كبيره بسبب نقص الدعم المادي وعدم احترام العلماء وتوفير احياجاتهم سواء المعيشية او العلميه مما أدى الى عدم وجود قواعد علميه حديثه يرتكز عليها اجيال الشباب المبدعين لابراز مواهبهم وايجاد الفرص المناسبه لاظهار تلك المواهب والبناء على الموجود ----
لدينا العقول المبدعه ولدينا الامكانيات الماديه ولكن تنقصنا الادارات الحكيمه لادارة مواردنا واستغلالها الاستغلال الامثل لايجاد قواعد علميه ذاتيه تنمو نموا ذاتيا وديمقراطيا ومستقلا - وتتحرك للامام وتقضي على الجمود الذي تعاني منه --- ان ردم الهوة التي تفصلنا عن العالم المتقدم في مجال العلوم تحتاج الى قرارات سياسية قويه تخلق القواعد العلمية على اسس سليمه وتعطي المجال لاجيال الشباب للابداع وخلق أجيال من العلماء العرب والذين بفضل العلم والتكنولوجيا يرفعون القدرات العربيه الاقتصادية والسياسيه والاجتماعيه - ويضعون الامه في مكانها الطبيعي بين الامم المتحضره --
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف