الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دعونا نعود إلى المنطق حتى لا تصبح نقاشاتنا عقيمة!بقلم:د.إبراهيم فؤاد عباس

تاريخ النشر : 2019-04-24
دعونا نعود إلى المنطق حتى لا تصبح نقاشاتنا عقيمة!..
د.إبراهيم فؤاد عباس

أثيرت في السنوات القليلة الماضية قضيتين تاريخيتين احتدمت النقاشات حولهما – وما زالت- بشكل كبير، إحداهما تتعلق بما يعرف بمدرسة "جغرافيا التوراة" والأخرى تمحورت حول مسألة "فرعون" هل هو لقب؟.. أم اسم الملك الذي اضطهد اليهود زمن موسى عليه السلام؟..

قد يبدو لأول وهلة أن القضيتين منفصلتين عن بعضهما البعض، لكنني أرى غير ذلك، فهناك صلة وثيقة بينهما انطلاقًا من إدعاءات الصهاينة بأن اليهود هم بناة الأهرامات زمن فرعون الذي يؤكد بعض الباحثين – ومنهم عرب- بأنه اسم الملك الذي كان يحكم مصر في تلك الفترة. ومصر في نظر بعض الباحثين الذين ينتمون إلى مدرسة جغرافيا التوراة ليست مصر التي نعرفها بنيلها وآثارها القديمة بما في ذلك أهراماتها ومعابدها وتماثيلها العملاقة، وإنما هي – بلا علامة تعجب أو علامة استفهام- (مصرايم) الواقعة بين أبها وخميس مشيط، وقس على ذلك العديد من الأسماء الأخرى المأخوذة من التوراة، فقط لإثبات أن التوراة لم تتنزل على سيدنا موسى في فلسطين. لكن من قال إن التوراة تنزلت على سيدنا موسى في فلسطين؟.. التوراة نفسها لم تذكر ذلك، وإنما ذكرت – كما ذكر في القرآن الكريم - انها تنزلت عليه في سيناء عند جبل الطورالتي يعود ويذكر أنصار مدرسة جغرافيا التوراة (مدرسة الصليبي) أن المقصود بسيناء ليست سيناء التي نعرفها بجبلها (الطور)، وإنما بالقرب من الطائف والجبل المعني عندهم هو جبل اللوز Laws)).

ومن المؤسف أن النقاش مع بعض الباحثين العرب في هكذا قضايا لا يسفر عن أي نتيجة، بالرغم من أنه لا توجد أدلة تثبت فرضياتهم، أما الادعاءات اليهودية فلا تحتاج إلى نقاش أو جدل، وهم – على سبيل المثال- يرفضون الاعتراف بأن بناء الأهرامات يسبق ظهورهم في التاريخ بآلاف السنين، ويصرون على أنهم الذين بنوها، بالرغم من إثبات العمر الحقيقي للأهرامات من خلال طريقة الكربون المشع والذي ثبت انه يعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل ظهور اليهود.

الجدلية حول اليهود ولماذا اضطهدوا من قبل فرعون زمن موسى، ورغم ما يبدو على انه خارج إطار موضوعنا هذا، إلا انه يبدو مهمًا في فهم هذه الجدلية، فقد دأب اليهود على المجادلة – حتى مع الله كما في سورة البقرة، لذا فليس من المستغرب أن يجادلوا في أمر تاريخ بناء الأهرامات وفي أحقية العرب بفلسطين التي استقروا فيها قبل أن يصلها يوشع بن نون بألفي عام- على سبيل المراوغة والتدليس،  كما دأبوا على التعالي على بقية البشر بالزعم أنهم شعب الله المختار، وذلك إلى جانب ما عرف عنهم من الخيانة  والتنكر للوعود والعهود والمواثيق، كما فعلوا مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ومع السيد المسيح عليه السلام (عندما باعه يهوذا الأسخريوطي بثلاثين من الفضة ثمن خيانة يسوع). ولذا سنجد أن اضطهادهم زمن فرعون موسى سيتكرر زمن الملك هيرود الثاني الذي كان يقتل كل طفل يهودي يولد في بيت لحم، وهكذا تكرر الأمر أيضًا في العصور الوسطى والحديثة، خاصة بعد أن أصبحوا أرباب مهنة الصرافة والربا على مستوى العالم، وهو ما صوره أدباء أوروبيون كشكسبير (مسرحيته تاجر البندقية) وديستويفسكي (رواية الجريمة والعقاب).

إن تاريخ اليهود في المنطقة بدءًا من ظهورهم زمن سيدنا موسى (حوالى عام 1450 ق.م) إلى الآن، لا يمكن وصفه بالتاريخ القديم بالمقارنة مع تاريخ مصر والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان. والفترة التي قضوها في فلسطين تكاد تكون نفسها التي قضوها في مصر والعراق واليمن والجزيرة العربية (400- 500)عام، لم تعرف لهم خلالها دولة بمعنى الكلمة. والدولة اليهودية الحقيقية التي عرفها العالم كانت مملكة الخزر التي تهودت مع ملكها بولان في القرن الثامن الميلادي. لا أحد بوسعه القول إن اليهود عاشوا في مصر وفلسطين وبابل واليمن وخيبر والمدينة مئات السنين منفتحين على أهالي هذه الأقطار الأصلاء، فقد عاشوا في عزلة. في مصر عاشوا في محافظة الشرقية زمن موسى عليه السلام، وكذا كان الأمر في الجزيرة العربية واليمن، في الجزيرة العربية تمركزوا في المدينة وخيبر ، وأقاموا في حصون مشيدة ومنعزلات منغلقين على أنفسهم، وكانت تلك المراكز نواة الجيتوات التي اشتهروا بها في أوروبا و(حارات اليهود) التي كانوا يستوطنوها في البلدان العربية. وبصرف النظر عن جدلية نزوا التوراة على سيدنا موسى في مصر أم الجزيرة العربية أم اليمن، فإنها لم تنزل عليه في فلسطين، وهو – عليه السلام – لم يولد ولم يعش ولم يتوفى في فلسطين.

نأتي الآن إلى جدلية اسم فرعون هل هو لقب أم اسم الملك الذي كان يحكم مصر زمن سيدنا موسى؟.. في رأي انه لقب لملوك مصر، وأخالف أراء بعض الباحثين الذين يقولون أن ملوك مصر القدامى كانوا يحكمون بالعدل ولم يكونوا مستبدين. وفي سبيلي لإثبات ذلك أسأل: هل كان فرعون موسى ملكا أجنبيًا ( من الهكسوس مثلا ؟) لذا وصف بأنه طاغية ومستبدًا فيما بقية ملوك مصر القدامى كانوا ملوكًا يحكمون بالعدل؟ .. وإذا كان الأمر كذلك فكيف بنى الملك خوفو وابنه خفرع وابن ابنه منقرع أهراماتهم التي استغرقت عشرات السنين ؟ الجواب حسب التاريخ:  بنوها بالسخرة، أي بالعبودية، وليس كما يروج البعض بالاستعانة بالجن وغيره.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف