محمد العموش
والماء
علاقة الإنسان بالماء علاقة حيوية، ليس لأنه سبب الحياة فحسب، بل لما يمنحه من جمال في حياتنا، ولما يثيره من رغبات/حاجات مستمرة ومتواصلة، فبعد الخريف ينتظر الناس المطر بلهفة، لكي ينعموا به وليفرحوا بمشاهدة الأرض وهي تتلقف هذا النازل بقوة إليها وفيها، الشاعر "محمد العموش" في هذه القصيدة يعطينا حقيقة الماء:
"لا ماءَ كالحُبِّ ، يروينا فَنَنتَعِشُ
فلْتكسِري الغَيمَ ، إنّي مُدنَفٌ عَطِشُ"
صدر البيت جاء أبيض وناعم: "ما، الحب، يروينا، فننتعش، وعجزه قاسي ومؤلم: "فلتكسري، مندف، عطش" وكأن البيت فصلي الخريف والشتاء، فهناك تناقض/صراع بين صدر وعجز البيت، فالماء يقابله عطش، ننتعش يقابله مندف عطش، والحب يقابله فلتكسري، وإذا ما توقفنا عند هذه المتناقضات نجدها متعلقة بالإنسان.
"ما زالَ يُصْعِدُني نُوراً لِسِدْرَتِهِ
والأرضُ كالقُنفُذِ المَرعوبِ تَنكَمِشُ"
أيضا نجد حالة التناقض بين الصدر والعجز، "يصعدني يقابلها الأرض، ونور يقابله المرعوب، وسدر يقابله تنكمش، وهذه المتناقضات متعلقة بالطبيعة، بالأرض والسماء، وهنا يستخدم الشاعر أحد عناصر الفرح، الطبيعة.
"ألفيتُ في لَوْحِها المحفوظِ قافيتي
وقَلبيَ الطِّفلُ - كالمَقرورِ - يَرتعِشُ"
وأداة الفرح الثانية الكتابة/القراءة، وها هو الشاعر يستحضرها أيضا، وهنا أيضا يستخدم الشاعر المتناقضات "الفيت يقابلها ترتعش، لكن الشاعر يحافظ على وحدة موضوع "الماء" في القصيدة من خلال أثر الماء "المقرور يرتعش، البيت متعلق بالشاعر/الناس.
"لا شيءَ كالَّنظرةِ العَجْلی على دَهَشٍ
مِنَ الجُموعِ ، لِيَحيَا الهالِكُ الدّهِشُ"
يبدو أن البيت يبعد عن موضوع الماء، لكن هناك ألفاظ متعلقة الماء، "ليحيا" وأخرى بفقدان الماء، "الهالك" وهذا ما يجعلنا نأخذه على أنه جزء من القصيدة، ونجد المتناقضات بين "يحيا الهالك، وهذا يشير إلى استمرار مسارة القصيدة على ما بدأت به، والبيت متعلق بالناس.
"أدري بأنّكِ بالخيراتِ عامِرةٌ
قلبٌ خَميرتُهُ الأشواقُ مُنتَفِشٌ"
يعطينا الشاعر أثر الماء في "الخيرات، عامرة"، والبيت متعلق بالناس.
"وَحَوْلَ رُوحكِ سُورٌ في مَهابتهِ
يُخفي الينابيعَ عنْ إغواءِ مَنْ عَطِشوا"
الماء حاضر من خلال "الينابيع، وحضر بفقدانه "عطشوا، وبها تستمر وحدة القصيدة، البيت متعلق بالناس وبالطبيعة.
"عَيناكِ قالتْ ولم تُفهَمْ حِكايتُها
أنا الخبيرُ بما في الوجهِ يُنتَقَشُ"
البيت متعلق بالشاعر، وإذا ما توقفنا عند المتناقضات التي جاءت في القصيدة، نجدها منطقية/عقلانية، وأيضا تراثية أسطورية، فتأخذنا إلى عالم صراع "البعل والموت"، بين الخصب والجذب، وأثرهما على الناس، هذا ما جاء في ملحمة "البعل" فبعودته يعم الخير ويفرح الناس، وبغيابه ينتشر الجفاف ويتأذى الناس، وهذا ما يجعلنا قول أن القصيدة أبعد من زمانها وواقعها، فهي تبحر بنا إلى تلك الأفكار والأساطير والتي كتبها الهلاليون قبل آلاف السنين، وهذا ما يجعلنا نقول أن للمكان أثره على الأديب/الشاعر، رغم الزمن، فالأرض/الجغرافيا تبقى مؤثرة وفاعلة في وجدان الإنسان، لهذا نجد التلاقي الأفكار التي جاءت في قصيدة "محمد العموش" مع ما جاء في ملحمة البعل.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس
والماء
علاقة الإنسان بالماء علاقة حيوية، ليس لأنه سبب الحياة فحسب، بل لما يمنحه من جمال في حياتنا، ولما يثيره من رغبات/حاجات مستمرة ومتواصلة، فبعد الخريف ينتظر الناس المطر بلهفة، لكي ينعموا به وليفرحوا بمشاهدة الأرض وهي تتلقف هذا النازل بقوة إليها وفيها، الشاعر "محمد العموش" في هذه القصيدة يعطينا حقيقة الماء:
"لا ماءَ كالحُبِّ ، يروينا فَنَنتَعِشُ
فلْتكسِري الغَيمَ ، إنّي مُدنَفٌ عَطِشُ"
صدر البيت جاء أبيض وناعم: "ما، الحب، يروينا، فننتعش، وعجزه قاسي ومؤلم: "فلتكسري، مندف، عطش" وكأن البيت فصلي الخريف والشتاء، فهناك تناقض/صراع بين صدر وعجز البيت، فالماء يقابله عطش، ننتعش يقابله مندف عطش، والحب يقابله فلتكسري، وإذا ما توقفنا عند هذه المتناقضات نجدها متعلقة بالإنسان.
"ما زالَ يُصْعِدُني نُوراً لِسِدْرَتِهِ
والأرضُ كالقُنفُذِ المَرعوبِ تَنكَمِشُ"
أيضا نجد حالة التناقض بين الصدر والعجز، "يصعدني يقابلها الأرض، ونور يقابله المرعوب، وسدر يقابله تنكمش، وهذه المتناقضات متعلقة بالطبيعة، بالأرض والسماء، وهنا يستخدم الشاعر أحد عناصر الفرح، الطبيعة.
"ألفيتُ في لَوْحِها المحفوظِ قافيتي
وقَلبيَ الطِّفلُ - كالمَقرورِ - يَرتعِشُ"
وأداة الفرح الثانية الكتابة/القراءة، وها هو الشاعر يستحضرها أيضا، وهنا أيضا يستخدم الشاعر المتناقضات "الفيت يقابلها ترتعش، لكن الشاعر يحافظ على وحدة موضوع "الماء" في القصيدة من خلال أثر الماء "المقرور يرتعش، البيت متعلق بالشاعر/الناس.
"لا شيءَ كالَّنظرةِ العَجْلی على دَهَشٍ
مِنَ الجُموعِ ، لِيَحيَا الهالِكُ الدّهِشُ"
يبدو أن البيت يبعد عن موضوع الماء، لكن هناك ألفاظ متعلقة الماء، "ليحيا" وأخرى بفقدان الماء، "الهالك" وهذا ما يجعلنا نأخذه على أنه جزء من القصيدة، ونجد المتناقضات بين "يحيا الهالك، وهذا يشير إلى استمرار مسارة القصيدة على ما بدأت به، والبيت متعلق بالناس.
"أدري بأنّكِ بالخيراتِ عامِرةٌ
قلبٌ خَميرتُهُ الأشواقُ مُنتَفِشٌ"
يعطينا الشاعر أثر الماء في "الخيرات، عامرة"، والبيت متعلق بالناس.
"وَحَوْلَ رُوحكِ سُورٌ في مَهابتهِ
يُخفي الينابيعَ عنْ إغواءِ مَنْ عَطِشوا"
الماء حاضر من خلال "الينابيع، وحضر بفقدانه "عطشوا، وبها تستمر وحدة القصيدة، البيت متعلق بالناس وبالطبيعة.
"عَيناكِ قالتْ ولم تُفهَمْ حِكايتُها
أنا الخبيرُ بما في الوجهِ يُنتَقَشُ"
البيت متعلق بالشاعر، وإذا ما توقفنا عند المتناقضات التي جاءت في القصيدة، نجدها منطقية/عقلانية، وأيضا تراثية أسطورية، فتأخذنا إلى عالم صراع "البعل والموت"، بين الخصب والجذب، وأثرهما على الناس، هذا ما جاء في ملحمة "البعل" فبعودته يعم الخير ويفرح الناس، وبغيابه ينتشر الجفاف ويتأذى الناس، وهذا ما يجعلنا قول أن القصيدة أبعد من زمانها وواقعها، فهي تبحر بنا إلى تلك الأفكار والأساطير والتي كتبها الهلاليون قبل آلاف السنين، وهذا ما يجعلنا نقول أن للمكان أثره على الأديب/الشاعر، رغم الزمن، فالأرض/الجغرافيا تبقى مؤثرة وفاعلة في وجدان الإنسان، لهذا نجد التلاقي الأفكار التي جاءت في قصيدة "محمد العموش" مع ما جاء في ملحمة البعل.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس