الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تضامنٌ إسلاميٌ أصيلٌ مع سيرالانكا بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

تاريخ النشر : 2019-04-23
تضامنٌ إسلاميٌ أصيلٌ مع سيرالانكا بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
تضامنٌ إسلاميٌ أصيلٌ مع سيرالانكا   

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

باسم المسلمين الصادقين، المؤمنين المخلصين، أهل الوسطية والاعتدال، أتباع الدين الإسلامي السمح الحنيف، دين الرحمة والتسامح، والإخاء والتضامن، والتعايش والتعاون، نعلن تضامننا مع سيرالانكا الشعب والدولة، وندين جرائم التفجير البشعة التي وقعت فيها، واستهدفت المؤمنين الآمنين في كنائسهم، والمدنيين المطمئنين في مساكنهم ومقار إقامتهم، والمواطنين المحليين والمغتربين الأجانب في بيوتهم وفنادقهم، وفي أسواقهم وأماكن عملهم، ونعتبر أن هذه الأعمال جرائم ضد الأديان السماوية وضد البشرية، وهي تتنافى مع القيم الإنسانية وتتعارض مع الضمائر البشرية، فلا يرتكبها إنسانٌ سويٌ ولا يقوم بها عاقلٌ، اللهم إلا أن يكون عميلاً مدسوساً أو مأجوراً خائناً، ينفذ مهمةً مأجورةً، ويقومُ بأعمالٍ مدروسةٍ، لها أهدافها وغاياتها، بقصد الإضرار بالبشر، وترويع الإنسان، وتهريب السكان، والإساءة إلى الأديان، وتشويه المؤمنين وحملة الرسالات.

ما وقع في سيرالانكا من جرائم مهولةٍ وتفجيراتٍ غير مسبوقةٍ أوقعت مئات القتلى والجرحى، وتسببت في خلقِ أجواءٍ من الرعب والخوف، ونشرت مفاهيم الإرهاب والتطرف، يجب أن تستوقفنا جميعاً مسلمين ومسيحيين لنتفكر ونتدبر، وعيد قراءة مجريات الأحداث والعمليات الإرهابية قديمها وجديدها، ونتسائل من المستفيد من هذه الأحداث الدموية، ومن الذي يختلقها ويشغلها، ويديرها وينظمها، ومن هي الجهات المستفيدة منها والمنتفعة بها، ولماذا تتكرر في أكثر من مكانٍ في الوقت الذي تتباهى فيه الدول وأجهزة مخابراتها بقدراتها الفائقة وإمكانياتها الكبيرة، وتقنياتها الحديثة، وأجهزتها المتطورة، وقدراتها الاستباقية على التنبوء والدراسة، واستشراف المستقبل وتوقع الأحداث والعمليات.

يجب علينا أن نعيد النظر في المفاهيم الأممية والسياسات الدولية، خاصةً سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها العنصرية الاستيطانية إسرائيل، فهي التي تؤسس لمثل هذه الأفكار الضالة، وترعى هذه العمليات الجبانة، وتخطط لها وتشكل الخلايا المناسبة لتنفيذها، وتختار أماكنها بدقةٍ وعنايةٍ، بهدف إثارة الفتنة وزعزعة الأمن، ونزع أسس العيش المشترك، وخلق أجواء من عدم الثقة والتفاهم بين شعوب المنطقة، في الوقت الذي يجدون فيه من بين أبناء أمتنا، مضللين ومنحرفين، وفاسدين ومجرمين، ومنتفعين ومرتزقة، ممن يقبلون القيام بهذه المهام الوضيعة القذرة، مقابل أموالٍ أو خدماتٍ، أو مغرياتٍ وأعطياتٍ، غالباً لا يفي بها المشغلون، ويلتزم بها الرعاة والمنظمون، إذ يستغلون سفاهة عقول البعض وضحالة وعيهم وقلة فهمهم، ويستفيدون من جهلهم وسطحية تفكيرهم، فيأخذونهم بأفكارٍ ضالةٍ ومعتقداتٍ فاسدة، نحو أهدافٍ لا يجيزها الشرع ولا يقبلها المنطق، ولا تستوي مع العقل الرشيد والإنسان الكريم.

ندرك أن سيرالانكا دولةٌ محاربةٌ ومستضعفة، ومضطهدةٌ ومعذبة، ويعاني رجالها ونساؤها من عنصريةٍ نكدةٍ ومعاملةٍ من كثيرٍ من دول العالم معيبة، ونعرف أنها تعاني من تدخل القوى الاستعمارية ومن هيمنة الدول الكبرى، التي تحاول السيطرة عليها وتوجيه سياساتها لما يخدم أهدافها ومصالحها، ولكننا نعرف أيضاً أن مسلميها يعانون أكثر، ويلقون معاملةً أسوأ، ويضطهدون من قبل سلطاتهم، ويهانون على أيدي شركائهم في الوطن، رغم أنهم يشاطرونهم أعباء الحياة وهمومها، وأحزانها وأتراحها، ويلقون ذات القدر من الاضطهاد والتمييز خارجها، ورغم ذلك فإننا من دعاة التعايش السلمي بين سكانها، وندعو حكومتها للاستفادة مما وقع على أرضها في تحقيق العدل والمساواة، وفي رفع أشكال القهر والكبت والاضطهاد الممارسة على البعض منهم بحجة الدين والهوية.

إننا نحن المسلمين إذ ندين هذه الجرائم النكراء ونستنكرها، فإننا نبرأ إلى الله عز وجل منها، ونعوذ به سبحانه وتعالى أن نقبل بها أو أن نروج لها، ونعيب على كل فرحٍ بها أو سعيدٍ بوقوعها، وندعوه لتحكيم شرع الله القويم وعقله الرشيد بها، فلا تجرفه الأهواء الشيطانية ولا الدعايات العدوانية، فهذه أعمالٌ مشينةٌ بعيدةٌ عن الإسلام والمسلمين، وتتعارض مع قيمه ومفاهيمه، ولا تتفق مع مبادئه وغاياته، وهي تضر الإنسان عموماً الذي جاء الإسلام ليحميه ويكرمه، ويحفظ روحه وماله وممتلكاته، ونرفض أي اتهاماتٍ توجه للإسلام والمسلمين بالمسؤولية عنها، فمن يرتكب مثل هذه الجرائم البشعة لا ينتمي لدينٍ ولا ينتسب إلى البشر.

بيروت في 23/4/2019
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف