الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معرض الكتاب وحالة المشهد الثقافي في مدينة غزة

تاريخ النشر : 2019-04-23
معرض الكتاب وحالة المشهد الثقافي في مدينة غزة
بقلم:عبد اللطيف زكي أبو هاشم

مدير دائرة المخطوطات والآثار

فلسطين – وزارة الأوقاف والشؤون الدينية .

تميزت مدينة غزة في العصور السابقة بأنها مدينة علم وعلماء وحضارة, فقد كان فيها مدرسة للبلاغة اليونانية  من أهم المدارس في العالم, وأساتذتها الذين كانوا يَدرسون فيها كانوا يتفوقون على أساتذة أثينا وأنطاكية ,كما كانت مدينة غزة من أهم مراكز تدريس الفلسفة اليونانية وخرج منها فلاسفة ومفكرون وأدباء قبل الإسلام, كما أنها أنجبت عدة مؤرخين منهم: المؤرخ سوموزين (اللهواني)- نسبة إلى بين لاهيا-, هذا المؤرخ الذي كان بمثابة مدرسة في التأريخ القديم،وفي العصور الإسلامية أنجبت هذه المدينة شعراء, وأدباء, وكتاب,ومؤرخين, وقادة, وساسة, وشيوخ منهم: الشاعر الكبير أبي إسحق الغزي الذي يدانى في بلاغة شعره أبي الطيب المتنبي, والشاعر ابن زقاعةالغزي,وعلماء, وفقهاء, وشيوخ الإسلام لشتى المذاهب.،ويكفيك أن هناك تقويمًا سمى بالتقويم الغزي, وتتفاجأ بأن هذه المدينة (غزة) كان يطلق عليها (المملكة الغزية) ودهليز الملك, ولا عجب في ذلك والحديث يطول.

لكن الذي حيرني وأذهلني التراجع الكبير "غير مبرر" في المشهد الثقافي للمدينة, للأسف أصبح المثقف سلعة، وأناني ليست له رسالة, يبحث عن الشهرة في ميدان تسابق الفئران الأكاديمي والثقافي, ويتصور أنه مشهور وهو لاشيءجميعهم يظنون أن من جمع معلومات متناثرة أو جمع كتابًا أصبح كتابًا. والبعض من الجيل الجديد لا يستحي أن ينعت نفسه بالمؤرخ، ويتبجح على صفحات التواصل؛ ليسأل: أيهما أفضل أن يسمي نفسه بالمؤرخ الباحث أم الباحث الدكتور المؤرخ؟ وهذا بسبب جهله والبعض الأخر جمع أوراقًا لا يدري ما فيها، وعندما تحدث عنها اتضح جهله المركب؛ لأنه لا يعرف أولى أبجديات التأليف والعلم والثقافة, وكل هذا في ظل غياب- وغيبة كبرى- لأساتذة الجامعات الذين يقبعون وراء شهادات كرتونية ليست لها قيمة إلا في علاوات الراتب, واستغباء للطلبة. قل لي بربك: ماذا ينتج أساتذة الجامعات غير شهاداتهم ؟ كم كتابًا كتبوا بعد الدكتوراة؟ وكم حاضروا من  محاضرات ولكن كم طالبًا تأثر بهم؟ أعرف دكتورًا متشددًا يتصور أنه عالم العلماء- وهو لاشيء - هذا الدكتور يُدرس في إحدى جامعاتنا منذ  حوالي أربعين سنة يُدرس موادًا مفروضة على الطلاب (متطلبات) قدمّ عليه أكثر من600 ألف طالب, في خلال مدة تدريسه ولم يتأثر به أحد, ولم يثنِ عليه أحد, وهو مستمر في جهله، ويتأمل أن يجددوا له مدة تدريسه, لأنه يتبوأ منصبًا حزبيًا في الحركة. وهناك الكثير من أمثاله، ويؤسفني أن أذكر هذا الكلام لكنها الحقيقة المرة.

وهناك البعض الأخر من الجيل الجديد الذي توجه إلى الرواية والشعر, فقام يكتب على غير هدى, لا هو شعر ولا هو أدب ولا هو نثر, بل هو نثر مشعور وركيك.                                                           والآخرون يتوجهون لكتابة الرواية، والنتيجة روايات منسوخة عن الأفلام المصرية, لا عبرة فيها, ولا قصة, ولا فن, ولا حبكة, والراوي تصور أنه أصبح في مقام (دويستوفسكي) الأديب الروسي, أو (أرنست هميغواي), أو (فيكتور هيجو), تراه متكبرًا يظن أنه أصبح شيء غايته وأعلى سقف مطالبه الشهرة، ولو انتقدته ستخسره.

ونعود إلى المعرض أولاً: أنا أشكر القائمين على المعرض في وزارة الثقافة على هذه البادرة الطيبة, المشكلة ليست عند الإخوة أصحاب المكتبات ودور النشر، منهم من هو عريق في مهنته وله جذور راسخة, لكن البعض من حاول أن يتسلق بكل الطرق، ليزاحم على عملية النشر, وهو لا يقوم إلّا بعملية قرصنة وسرقة لحقوق الآخرين, ومن ثم يتسبب بضرر كبير للثقافة, وللنشر, وللمكتبات الكبيرة, ودور النشر.

ثم الأهم،وهم الأفراد الذين يعيشون في مدينة غزة, ويأتون للمعرض،ويبحثون عن الكتب،-وأنالا أنكر أن هناك مثقفين أصلاء- لكن الأغلب من أفراد المجتمع الغزي جل بحثهم عن القصص وكتب الدين فقط, حتى المعرض لا يوجد فيه كتب الفكر, والأدب, والفلسفة, ولكن التوجه واختيار هذين القسمين فقط له ما بعده من الإغراق في الجهل بنواحٍ أخرى هامة, فقد غاب تاريخ فلسطين عن المشهد, وتاريخ غزة, وأعمال أدبية كبيرة.

إن ما ينقصنا هو الوعي والثقافة، وبدونهما لا ينهض المشهد الثقافي ولا يتحسن, وما يترتب عليه أنه لن يكون لنا حياة ولا مستقبل بدون ثقافة, وأدب, وأدباء, وشعراء, ومفكرين, وفلاسفة, وحكامًا مستنيرين, وقادة يقدرون قيمة العلم.إن الأمم المتحضرة والراقية والتي تحررت وانتصرت كان العلم والثقافة محور ارتكازها الأول.

وأخيرًا نسأل الله العفو والعافية والله غالب على أمره.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف