الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في "مملكة آدم" أمجد ناصر نبيّ من دون ديانة

في "مملكة آدم" أمجد ناصر نبيّ من دون ديانة
تاريخ النشر : 2019-04-22
"في "مملكة آدم

أمجد ناصر نبيّ من دون ديانة

وصبحي حديدي يرسل له رسالة اللاغفران

صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة للشاعر الأردني، المقيم في لندن "أمجد ناصر"، حملت عنوان: "مملكة آدم". في عمله الأحدثِ هذا، يُساجل أمجد ناصر، التراث الميثولوجي للجحيم، وسواه في الواقع، لكن من مهادٍ بانوراميةٍ أولى كبرى، هي أرضُ البشر، أو كما جاء في مقدمة الناقد والمترجم السوري صبحي حديدي للكتاب: هذه، المعاصرةُ على وجه التحديد، شهدت وتشهدُ أفانينَ جحيمٍ لا تتفوَّقُ على خوارقِ العذابِ في مختلفِ تنويعاتِ الجحيمِ التي صوَّرتْها المخيّلةُ الإنسانية، أو توعّدت بها الأساطيرُ والنُّصوصُ المقدّسةُ، فحسب؛ بل لعلّها، أيضاً، تتحدَّى أقصى ما يملكُ التخييلُ من طاقاتِ استحضار الشَّرِّ، وتمثيلِ القسوة، واستكناهِ الألم، وتجسيدِ الموت. وهذا ما يفعلُهُ أمجد ناصر هنا، على امتدادِ سبعِ طبقاتٍ جحيميةٍ، يدير في كلٍّ منها بنيةَ اشتباكٍ إنسانيٍّ وأخلاقيٍّ، فَرْديٍّ وجَمْعيٍّ، مادِّيٍّ ملموسٍ، ومجازيٍّ تخييليٍّ، في آنٍ معاً؛ ولكنْ، دائماً، ضمنَ إطار اشتغالاتٍ خلّاقة، لاستقصاءِ معادلاتِ الشِّعرِ والشِّعرِيَّةِ خلفَ هذه البنى المشتبكةِ والمتشابكة.

لكنّ جحيمَ أمجد ناصر ليس منشأةً ميتافيزيقيةً أو ماورائيةً، رغمَ تكرارِ مفردةِ "الله" والإلحاحِ على إبلاغِهِ بما يجري في مملكةِ مخلوقِهِ آدم، ورغمَ الإشاراتِ إلى عزرائيلَ وإبليسَ وصعودِ الشاعرِ المتكلِّمِ في القصيدةِ "إلى عِلِّيِّيْن"، غير ميّت، حَيَّاً، وجاهلاً، إنْ كان حدَّاداً أم نجّاراً أم ميكانيكياً أم شاعراً، وظانَّاً أنهُ رسولٌ غيرُ إلهيٍّ! ولهذا فإنّ ما تستكشفُهُ قصيدةُ أمجد ناصر من مراتبِ الشقاءِ وطبقاتِهِ لا يندرجُ في أيِّ مفهومٍ غيبيٍّ عن العقابِ في الحياةِ الآخرة، بل هو مثالٌ من أرض البشر في عصرِنا، تُنشِئُهُ أجهزةُ الاستبدادِ والفسادِ والجشعِ والهيمنة؛ بل ليس ثمّةَ مبالغة في القول إنّ المأساةَ السّوريّةَ هي ميدانُهُ ومشهديّتُهُ. الإشاراتُ في هذا الصددِ كثيرةٌ وجليّةُ المغزى: "البراميلُ التي تسَّاقطُ على الرُّؤوسِ كالمَطَر الذي أرسلَهُ اللهُ إلى أُممٍ أخرى"، و "بلادُ البراميلِ والسَّارينَ في مملكةِ آدم"، و "خَزَنَة البراميلِ المعبَّأةِ بـ التي إن تيْ والمساميرِ وأنصالِ السكاكين"، و"الأب باولو دالوليو".

هي رسالةُ اللّاغفران التي يُرسلها أمجد ناصر إلى عصرِنا، حول جحيمنا الأرضيِّ وضحاياه، وشقائِنا البشريِّ وصانعيهِ، وحولَ مملكةِ آدم "حيثُ صارت الكلمةُ للزّومبيِّيْن/ مصَّاصي الدماءِ/  أَكَلَةِ لُحُومِ البشر/ هَاتِكِي الأعراضِ/ مُغتصِبي الصِّبيَةِ الصغارِ/ رجالِ الخازوقِ والكراسي الكهربائيةِ/ مُحوِّلي القُرُودِ إلى بشرٍ، والعكس/ عاقّي آبائِهم وأمّهاتِهم/ الذين يقطعون الرّؤوسَ كَدَرْسٍ سريعٍ في التشريحِ". بيد أنّ النّصَّ البديعَ هذا لم يُكتَب إلّا لكي يُسجِّلَ نقلةً متقدّمةً ضمنَ تجربة أمجد ناصر الشِّعرِيَّةِ في المقامِ الأوّل، بل إنّ إنتاجَ قصيدةٍ رفيعةٍ هو الهاجسُ الأشدُّ بروزاً في مُعطياتِ العمل الفنِّيَّةِ؛ لأنّه إنما يبدأُ من بلاغةٍ في المَعْنى والمَبْنى، تُعلِنُ شِعْريَّتَهَا العاليةَ على الفور، فلا يُتاحُ لنبراتِ النَّصِّ النبيلةِ، الأخلاقيةِ والعاطفيةِ والفلسفيةِ، ولا الأهوالِ الجحيميةِ الطاغيةِ على سطوح المَعنى وبواطِنه، أن تُبطِئَ ارتقاءَ الجمالياتِ الشِّعْرِيَّةِ في مُستوياتِها المُختلفةِ والمُتكاملة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف