الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ماذا حدث للسياسة الأمريكية تجاه ليبيا؟ بقلم:خالد محمود

تاريخ النشر : 2019-04-21
ماذا حدث للسياسة الأمريكية تجاه ليبيا؟ بقلم:خالد محمود
*خالد محمود يكتب: ماذا حدث للسياسة الأمريكية تجاه ليبيا؟*

حين اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بإجراء اتصاله الهاتفي التاريخي الأول والمعلن مع الماريشال خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي, كانت مصر هناك..

رغم أن القاهرة لم تعلن رسميا أية تفاصيل حول دورها فيما حدث, لكنه كان حاضرا خلف الكواليس ..

صحيح أن لا أحد من مسئولي الدولة المصرية تطرق إلى الملف, لكن ظل عبد الفتاح السيسى باعتباره رئيسا لمصر, كان في قلب وعمق المشهد..

رغم أن الجيش الوطني الليبي في حالة حرب رسمية ضد الميلشيات المسلحة والعصابات الإجرامية التي تحتل منذ سنوات العاصمة الليبية طرابلس, لكن الماريشال حفتر كان في القاهرة الأسبوع الماضي ..

اللقاء الذي اقتصر على رئيس المخابرات المصرية العامة اللواء عباس كامل , وصدر عنه بيان مقتضب وجيز كان يكشف بين سطوره عن الكثير..

حينما كان السيسى في مكتب ترامب في البيت الأبيض, كان يدرك أن الدولة الأمريكية العميقة تحركت مبكرا ضد الماريشال حفتر, فقد صدرت بيانات من السفارة الأمريكية في العاصمة طرابلس ولاحقا من وزارة الخارجية الأمريكية ثم وزير
الخارجية الأمريكى جورج بومبيو , كلها تحمل رسائل سلبية, لكن متوقعة..

لكن الرجل الذي بات يرسم كما يحلو له السياسة الخارجية الأمريكية دون النظر إلى أية اعتبارات تقليدية, ويتصرف كأنه وزير الخارجية الأمريكى الحقيقي وصانع القرار الأول والأخير في البيت الأبيض, وأعنى هنا ترامب الرئيس , رأى أنه
يتعين عليه تغيير سياسة بلاده في لحظة عصيبة وفارقة بالنسبة للشعب الليبي.

يدرك ترامب وإدارته أن الإدارات التي سبقته في الحكم في واشنطون , اتخذت قرارات خاطئة كثيرة بحق ليبيا, ليس أقلها التدخل العسكري للإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافى عام 2011..

في إطار الأخطاء التي ارتكبها المجتمع الدولي وخاصة حلف شمال الأطلنطي( الناتو) في ليبيا, أخطأ من سبقوا ترامب في التعامل مع الملف الليبي, حيث تركوا ليبيا فريسة للفوضى في غياب الجيش الذي تم تعطيله وتدميره عن عمد في مرحلة
الإطاحة بالقذافى..

عندما رفع مكتب ترامب الهاتف ليتصل بمكتب المشير حفتر, تحضيرا للاتصال , كانت مياه كثيرة مصرية وإماراتية وسعودية قد جرت تحت الجسور, كلها تصب في خانة تصحيح الموقف الأمريكى..

من الناحية العملية المجردة فان ترامب المعروف بكونه رجل الصفقات, يدرك تماما أن التفاوض مع شخص قوى ومسيطر أفضل بكثير من الجلوس إلى مائدة مفاوضات مع أطراف عدة ومتناحرة..

تصحيح الخطأ الذي ارتكبته الإدارة الأمريكية وحلف الناتو في ليبيا , أحد المتغيرات التي عملت السياسة والديبلوماسية المصرية خلال العامين الماضيين, لكي تتم..

حين سأل ترامب أجهزته المخابراتية والعسكرية عما يجرى الآن في العاصمة الليبية طرابلس, كانت الإجابة متطابقة مع مانقله الرئيس السيسى في اجتماعهما المغلق سويا في العاصمة الأمريكية واشنطون قبل أيام.

يحب ترامب التعامل مع الأقوياء في عالم السياسة..

وحين صدر بيان البيت الأبيض حول فحوى الاتصال مع الماريشال حفتر, كان العالم يقف على أصابع قدميه, فهاهى واشنطون تغير سياستها بشكل كامل ومفاجئ..

الحاصل أن ترامب بارك ضمنيا عملية الجيش الوطني لتحرير طرابلس وتفهم دوافع الجيش الوطني, حسبما أبلغه الماريشال حفتر في هذا الصدد..

ربما تلاقت المصالح الأمريكية مع المشهد, وربما ماجرى جزء من صفقة أكبر يروج لها الأمريكيون تحت عنوان "صفقة القرن"..

في كل الأحوال فان ترامب باع تلك الحكومة الهزيلة التي يترأسها فائز السراج في طرابلس وأطلق بالضرورة رصاصة الرحمة على اتفاق الصخيرات المشبوه الذي أتى بها قبل نهاية عام 2015..

لدى الماريشال حفتر جدول زمني سيتم تسريعه لاستكمال عملية تحرير طرابلس في أقرب وقت ممكن, هكذا على الأقل أبلغ وزير الخارجية التونسي خميس الجيهناوى الذي هاتفه قبل يومين, وأعلن ذلك نصا في بيان رسمي صدر عن مكتبه..

ولعل الحديث الذي بدأ بالأمس عن اقتراب يوم الحسم واحتدام القتال في أكثر من محور حول ضواحي طرابلس, أبرز دليل على ذلك..

في المحصلة فان التغير الأمريكى لم يكن ليتم لولا النجاح المستمر للجيش الوطني الليبي ولولا إصرار الماريشال حفتر على تحدى المجتمع الدولي والذهاب إلى أبعد من ذلك من جل مصالح بلاده العليا, غير عابئ على الإطلاق بالتبعات المترتبة على ذلك..

تلك جسارة اعتدناها في الرجل الذي لا يخاف ولا يتراجع ولا يغير مواقفه وقناعاته الوطنية ..

الآن يخوض حفتر معركته العسكرية الأخيرة في نهاية مشوار عسكري طويل للغاية, ورحلة مضنية وشاقة ..

قلت فيما سبق أن الزمن هو عدو الماريشال الأول, ولازلت عند رأيي لأسباب قد يطول شرحها وأرجئها إلى مقال آخر..

في نهاية الطريق سيدخل حفتر طرابلس وسينبهر العالم بمظهر التحام سكانها مع قوات الجيش المنتصر في شوارع المدينة..

ستعود ليبيا من جديد بإذن الله, وسينتصر الجيش الذي يخوض معركته بشرف ضد حفنة من حثالة البشر وتجار الموت وصناع الخراب والدمار ووكلاء الفوضى ..
حفتر وسيطر إذن, والله أعلى وأعلم..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف