الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أول دقــة قلب بقلم سعيد أبو غـــزة

تاريخ النشر : 2019-04-21
أول دقــة قلب  بقلم سعيد أبو غـــزة
أول دقـــة قلب

بقلم/ سعيد أبو غـــزة

رأت الشغف الجميل يتراقص بين عينيها البِكر، إزداد إهتمامها باناقتها و تسريح خصلات شهرها، إستعذبت الوقوف أمام المرآة طويلاً تتحسس إنتفاخة وجنتيها المزهرة. أنه دقات القلب الأولى التى حولت الفتاة الصغيرة إلى كائن عاطفي رقيق ينثر الفرح بين أروقة البيت. جلست الفتاة اليافعة أمام أمها على إستحياء عاقدة الساعدين مُسبلة العينين الشاردتين نحو ضوء الشمس المتسلل عبر النافذة الزجاجية لتسأل أمها بتلعثم ما هو الحُب يا أمي؟ ما هذا الشيء الرقراق الجميل المتدفق بين أضلعي، الذي جعل قلبي يخفق بوتيرة متصاعدة؟ بدت الأم متبسمة و مرتبكة في آنٍ واحدٍ، بينما علت الحُمرة على وجنتي إبنتها التي غدت شابة فجأة و أشاحت الوجه نحو النافذة، لملمت الأم بقائا حيائها و توترها و بعض شجاعة الأم الصديقة لتسترجع ذكريات حبها الذي تقاسم مع بياض شعرها، فقد مات شريك الروح و مازال قلبها مفتوحاً حتى هذه اللحظة رغم فراق الموت منذ سنوات.

وضعت الأم ساق على ساق و أرخت ظهرها للمقعد قائلة: الحُب يا صغيرتي ذاكَ اللغز الأجمل في هذه الحياة، شعور يأخذك من هنا إلى هناك بطرفة عين، إحساس لا يمكن وصفه، بل هو إحساس مُعاش، يُغرقكِ في تفاصيله الصغيرة الممتعة، يقلبُ حياتكٍ رأساً على عقب، يحول الدمع المالح إلى ماءٍ عذب يُستحسن تذوقه، يجعل القلب أكثر حيوية و إشراق، يحوله من آلة ضخ دماءِ إلى حديقة زهور يانعة شذية الرائحة، هذا الحُب الذي يُزيل الفروق الطبقية و العرقية و القبلية، الحُب حياة ممتلئة بالحرية و الكرامة و الإهتمام، الحُب مرايا متقابلة بين الموت و الحياة لا يمكن أن تُشوه ما دام الطرفان يقاتلان من أجل إستدامة الحُب المتوازن عقلياً و عاطفياً. الحُب يحولنا لكائنات عاطفية تقتات على الأمل و الفرح رغم صعوبة الظروف و تشوهات الواقع، الحُب مارد يتحرك على صفيح ساخن يُهدد الوجع و الموت و الحقد و الكراهية، الحُب حياة متكاملة يا بنيتي.

الحُب الحقيقي الواقعي يجعل دقات القلب موسيقى لا تُسمع إلا بالعيون، تلك الموسيقى التي تحول البشر إلى عصافير حُرة تُحلق في سماء صافية بحرية و فرح دائم، تنثر شذى غنائها بفرح لتُزيل الهمّ و الغم، عصافير تنتقل بين الأغصان تُرسل شهية الرقص فتتمايل الأغصان كراقصات بالية بخفةٍ و دلال و رشاقة.

الحُب غذاءه الطهارة و الإهتمام، حين نُحب يا صغيرتي لا نحسب كم خطوة كان علينا أنا نخطوها، فلا أحد يمشي بالحب بل يطير فيه، فإن فاتكِ أن تكوني محبوبة فكوني مُحبة ذات قلب صادق تُلامس النسمات صفاء روحكِ، الحُب حياة أخرى علينا أن نحياها برقة و عقلانية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف