الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الدلالات التربوية للمواقف السياسية بين غطرسة ترامب وتسامج جاسيندا بقلم د وائل محمود صادق

تاريخ النشر : 2019-04-21
الدلالات التربوية للمواقف السياسية بين غطرسة ترامب وتسامج جاسيندا بقلم د وائل محمود صادق
الدلالات التربوية للمواقف السياسية

 بين غطرسة ترامب وتسامج جاسيندا

د. وائل محمود صادق

كتب الفيلسوف الماركسي أنطونيو غرامشي " إن التاريخ يُعلم, لكن ليس لديه تلاميذ", هكذا يزيح التاريخ ستاره ليظهر لنا العديد من الشخصيات التي تركت بصماتها في حياة الملايين سواء بالخير أو بالشر, فمنذ أسابيع قليلة أفاقت الإنسانية علي جريمة إرهابية آثمة في مسجد النور في كرايستشيرش بنيوزيلاندا لتحصد أرواح عشرات المؤمنين الذين كانوا يؤدون شعائرهم في هدوء تمام, ورغم عظم البلاء وشلال الدماء الذي سال, كانت رئيسة وزراء نيوزيلاندا جاسيندا أرديرن ذات ال 38 عاماً- أصغر رئيسة وزراء في العالم- تدير الأزمة بحكمة وأقتدار وترسم لنا صورة يسودها التسامح فعلاً لا قولاً فلقد وصفت الحادث منذ لحظته الأولي بأنه عمل إرهابي وحلت مرتدية الحجاب بين الأسر المسلمة تشاركهم أحزانهم وتقدم لهم التعازي والمساعدة, وتقف فى البرلمان تتحدث عن القيم الأصيلة للمجتمع النيوزيلندى التي تقوم علي التعدد والتنوع والتضامن رافضة بشدة ذكر إسم الإرهابي المجرم بل رافضة لكل هذه الأفكار الشيطانية التي ساقها, فالذكر هنا لأسماء الضحايا وحدهم, وطالبت بضرورة تغيير القوانين الخاصة بحيازة الأسلحة وقادت حملة عالمية ضد العنصرية والتطرف ودعت لرفع الآذان وصلاة الجمعة من خلال التليفزيون الرسمي وووقفت تلقي كلمتها أمام الآلاف من المسلمين في أول صلاة للجمعة بعد المجزرة موجهة خطابها باللغة العربية وبحديث رسول الإنسانية محمد صلي الله عليه وسلم" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"لتختتم بقولها نيوزيلاندا تشاطركم الأحزان, نحن واحد", لقد نبهت جاسيندا لخطورة الدور والتأثير الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي وكيف يمكن استخدامها كمنصات للكراهية والحقد والعنف.

لقد وقفت رئيسة وزراء نيوزيلندا، ذلك البلد البعيد في أقاصي المعمورة، توصل رسالتها بكل هدوء لتنقش علي ضمير الإنسانية ثقافة السلام وتلقّن العالم درساً كيف يكون التسامح وقبول الآخر.

بينما يقف علي أطراف الكرة الأرضية من الناحية المقابلة ذلك المتغطرس دونالد ترامب صاحب الشخصية المتعجرفة التي تحمل مضامين كولونيالية حديثة عنصرية تقوم علي كره الآخر وأحد تمظهرات ذلك تتجلي مع بدء حياته السياسية بحظر دخول اللاجئين ومواطني ست دول اسلامية, ويقول ترامب في معرض وصفه لهذا القرار أنه هذا ضروري لمنع الإرهابيين من دخول الولايات المتحدة في حكم عام علي شعوب بالإرهاب, ليطل علينا مرة أخري ضارباً بعرض الحائط المواثيق والقرارات الدولية بشأن القدس وفلسطين ومستبقاً أي حلول سياسية وفي وعد بلفوري جديد ينتزع فيه القدس من نسيجها الفلسطيني ليقدمه هدية للإحتلال الإسرائيلي زاعماً في ديباجة إعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل أن هذه الخطوة طال انتظارها حيث يأتي هذا القرار منسجماً ومصلحة الولايات المتحدة وفي حق اسرائيل اختيار القدس عاصمة الشعب اليهودي والتي أُنشئت في العصور القديمة, ثم يعقبها اعترافه بضم الجولان السوري المحتل إلي إسرائيل دون اكتراثه للمواثيق الدولية.

إن سياسات ترامب في المنطقة تعيد لنا تاريخاً طويلاً من فرض الهيمنة الغربية علي المنطقة وقراراته كانت ولا زالت تهدف إلي إرضاء الاحتلال الإسرائيلي من جهة وممارسة القهر السياسي علي الفلسطينيين, وهو ما يؤكد لنا أن الديمقراطية والعدل والإنصاف واحترام حقوق الإنسان هي مفاهيم يستخدمها البعض وفق أهوائهم ومصالحهم تصلح لهم لا تصلح لنا.

إن الأسس السياسية لها الدور الأكبر في تشكيل أصول التربية, بقدر مالها من تأثيرات في الاتجاهات والقيم والممارسات التي يقوم بها أي نظام سياسي ويصبغ من خلالها مجتمع ما من المجتمعات, وفي ظل النظام العولمي / الكوكبي أصبحت جملة هذه التأثيرات ذات صدي واسع وتأثير أعمق, لذا فإن محاولة خلق واقع جديد وفرض مفاهيم مغايرة بعيدة عن الإنصاف والعدل وإقرار الحقوق المشروعة يُعد مخالفة صريحة لقوانين وقرارات الأمم المتحدة وحتى اهداف التنمية المستدامة التي دعت إلي تحقيق السلام والعدل بين الناس, وهو ما سوف يلقي بتبعاته لسنوات طويلة من استدامة الصراع وتأجيج مشاعر الكراهية وزيادة الأحقاد.

العالم ببساطة يحتاج إلي تسامج وعدل و إنصاف جاسيندا, لا غطرسة وجور ونفاق ترامب.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف