الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المهدي المنتظر من وجه نظر علمية بقلم:جاسم محمد كاظم

تاريخ النشر : 2019-04-21
المهدي المنتظر من وجه نظر علمية بقلم:جاسم محمد كاظم
 المهدي  المنتظر من وجه نظر علمية 

 تعتبر وحدة المنطقي والتاريخي واحدة من  مناهج البحث العلمي بمبدأ  يتطابق فيه التاريخ الحقيقي  للظاهرة مع نظريتها كما يقول  غاتشيف .

 فلا يمكن دراسة قصص وميثولوجيا   إنسان الأمس في  معيار اليوم  ألا بوصفها  فنون ووعي  قديم في عالم مقلوب يتطلب معها معرفة ظروف  ذلك العالم الحقيقي لنشوء  تلك القصص .

  لا تختلف قصة المهدي  المنتظر وما قبلها من قصص وحكايات بقيت راسخة  في مخيال السكان وكيف سارت هذه القصة الروائية في الزمان والمكان في السر والعلن  ودور السلطة   بين  المعارضة والتأييد . 

وأول الملاحظات على تلك القصة  أنها أخذت   نفس  نمط  كتب   تاريخ الملوك والسلاطين  حذو النعل بالنعل  فالإنسان الواعي لم  يظهر بعد على مسرح التاريخ كقوة مغيرة للواقع  لذلك  تطلب مقابلة الدماء الزرقاء للمتسلطين  بدماء  من نفس النوع  أو ارقي  بالنسبة  للمنقذين  وباتجاه معاكس .

لذلك جاء المخلص الموعود كأرقى سلالة بشرية    ممن لا يختلف فيهم اثنان  وهذا  هو تصور الوعي القديم  للشخصية المنقذة   ولان الوعي الطبقي لم يتجذر بعد كقوة  فاعلة مغيرة للتاريخ مأخوذة وناتجة من الوجود الاجتماعي المتمثل  بالتشكيلات والأحزاب السياسية  كما هو اليوم .

تأثرت القصة الشيعية   أولا  بنظرية الأمام  العباسي الموعود الذي  ظهر في  آخر  زمان بني أمية منهيا التاريخ الأموي بعد ما يقارب القرن من الحكم   .

وبعد 250 سنة من الانتظار  انتهى كل  شي  ولم  يتحقق ذلك الأمل الموعود   للشيعة بالخلاص برؤية  الدولة العلوية التي  تنهي الزمن العباسي  بعد أن كتبت لها أقلام  الجيل  الأول  من الكتاب بسلسلة الإمامة الوراثية   كرد فعل قوي  على توارث  الخلافة بين الآباء  والأبناء في خلافة بني أمية وبني العباس وحصروها بنسل الحسين الثائر  دون  نسل الحسن الذي  رضي  بالصلح والاتفاق  مع معاوية في نهاية الأمر .

اخذ  الشيعة المتأخرين  النمط  القصصي للرواية  بنفس  نظرية بني العباس   والدعوة لإمام  منتظر يظهر في نهاية الزمان ولان الإمام العباسي  تحقق في الواقع الفعلي  عاد  الشيعة إلى الخيال فأسسوا دولة  في السماء  كما رسم  عبيد روما صورة  للمخلص الأزلي  في دولة  الملكوت الإلهي  في ( الهناك )  البعيد  لتخليصهم من عالم الظلم  في عالم ( الهنا )  وابتدعوا نظرية الروح الخالدة والمساواة  في عالم الخلود فكانت المسيحية في بداية ظهورها دين عبيد روما  حتى آمن بها قسطنطين   بعد ذلك بعدما فاق عدد العبيد  عدد الأحرار بعشرات المرات .

والذي  يدرس قصة المهدي لا يستطيع دراستها كواقع إلا من خلال الفن الأدبي والخيال الخصب  للكتاب في ذلك الوقت ومقدار المأساة الصانعة لها بأمل الخلاص  بالمنتظر  الغائب والدولة الموعودة بعدما  رحل  الإمام  الأخير  بدون نسل  ليكمل مسيرة الزمن بالدولة الموعودة .

   لذلك  تبدى  القصة باختفاء الأمام  من على مسرح الحياة  وظهور  شكل  جديد للرواية يتسيد   شخصية أخرى  عند  المؤرخين  أصحاب الروايات  باسم  عثمان بن سعيد العمري    تسمى  السفير    للإمام الغائب يأخذ منة الأوامر  وينقل إلية الإخبار  بعهد جديد أسموه عصر  الغيبة  يبتدئ   بسنة 260 هجرية  وبعد ثلاث  سنوات  رحل السفير الأول  لينتقل منصب السفير  إلى ابنة محمد  وانتقلت السفارة من بعد 40 سنة إلى شخص آخر يسمى   الحسين بن روح النوبختي من الأسرة الفارسية الشهيرة ذات الثراء في بغداد   ثم  وصلت في آخر أمرها إلى آخر السفراء علي بن محمد السمري غير المعروف  عند أكثر فرق الشيعة وكتابها    لتنتهي  سنة 329 هجرية ويبدأ تاريخ آخر يسمى الغيبة الكبرى  في  الكتب المتأخرة .

تفصح  القصة  عن نفسها  عند الكليني    بروايات نقلها  في كتابة  الكافي والمعروف في جزئه الأول  تحت عنوان _ كتاب الحجة _  وبرغم  ضخامة الكتاب  وتفرعه إلى 8 أجزاء كبيرة   كان  هذا الجزء  ضئيلا يتحدث  عن علم الأئمة وفضائلهم    ومع أن  الكليني   توفى مع نهاية الغيبة الصغرى سنة 328  بنفس تاريخ  وفاة  آخر السفراء علي بن محمد السمري فيكون منطقيا بأنة عاصر عصر الغيبة الصغرى بأجمعة لكن الكليني لم يورد في كتابة الضخم الذي  بقي يكتب فيه ما يزيد على ال20  سنة  بانه التقى بأي واحد من هؤلاء السفراء  ولم يوثق منهم  شيئا  أبدا بالطريقة المباشرة   أو حتى  لم يلتقي  بالذين يقال عنهم السفراء الكذابون الذي  تعدى عددهم ال35  شخص  و الوكلاء  الآخرين والأبواب  ومدعي  السفارة  برغم اعتباره واحد من أشهر  العلماء وجامعي الحديث قي عصره   ألا  أنة  وثق  روايات غير مباشرة  من هنا وهناك وعن  أشخاص  غير معروفين  جلسوا مع السفير ونقلوا عنة أو التقوا بة  بنظرية العنعنة   برغم أنهم عاشوا نفس فترة زمن الغيبة ومكانها  بغداد التي  كانت  أشبة بالقرية الصغيرة  آنذاك   .

.وعلى طول  سبعين سنة لم يوثق هؤلاء السفراء  شيئا   أو يكتبوا كتابا بأنفسهم  عن الأمام الغائب وكيف يلتقوا بة وكل ما وصلنا عنهم  قصص نقلها عنهم آخرين لآخرين بنفس الفترة الزمنية وكأن السفراء  أنفسهم كانوا غائبين أو أسماء موهومة  أيضا  وضعها كتاب  القصة ورواتها  حشرت  لتوثيق الرواية  وإعطائها طابع الحقيقة  ..

 رحل  الكليني وجاء بعدة  تلميذة المشهور   النعماني  محمد بن إبراهيم الذي  توفى     بعد الغيبة الصغرى  هجرية 261 لذلك  يكون  منطقيا   بأنة عاصر  السفراء الأربعة أنفسهم  في  الزمان والمكان  لكن  كل روايات النعماني في  كتابة الغيبة ذو  300 ورقة  صفحة  لم تذكر أبدا بأنة التقى بهؤلاء السفراء وطرح عليهم الأسئلة واخذ  عنهم الأجوبة بل بقيت كل الروايات تتكلم  بالصورة غير المباشرة  كما كان أستاذة الكليني  .

وحين نسير مع  هذه القصة كمضمون  نجدها أولا   تأخذ  جانب السرية الكبير  في القصص بعدم الإخبار عن اسم هذا الشخص الموعود من قبل السفراء  أو التفوه باسمة أبدا   وكيفية الوصول إلية  وهنا  يظهر المنطق الحقيقي لتلك الفترة العصيبة   المتمثل بشدة العداء   للشيعة نتيجة انفجر   ثورة  الزنج بقيادة علي  بن محمد الذي ادعى  النسب العلوي واستمر يقارع الكتائب العباسية لمدة 15  سنة  من 255هجرية حتى 270 وتفشي  الحركة  القرمطية واتخاذها  لباس  التشيع وتعاونها مع يحيى بن المهدي  الثائر  الذي  ادعى السفارة للإمام المهدي   المناوئ للدولة العباسية  وتجلى التعصب الطائفي بظهور الوزراء الحانقين على كل  شيعي في بلاط الخليفة  بل وصل الأمر إلى  تسلية الخليفة بقصص تسخر  من البيت العلوي وسجن السفير الثالث مع  نفر كبير من الشيعة  كما يقول التاريخ  مدة خمس  سنوات وتهديم مسجد براثا الشهير الذي  يجتمع فيه الشيعة في  عهد المقتدر  .

ظهرت  قصة الإمام الموعود باسمة الصريح للعلن في زمن الدولة البويهية بعد  دخولها بغداد 334 هجرية  والمعروف إن هذه الدولة ذات المعتقد  الشيعي  سادها التسامح  ولم تعترض  على الأساطير  والقصص الخيالية  فكتب أبو جعفر ابن بابوية القمي المتوفي  عام   381  هجرية المعروف بالصدوق كتابة الشهير  الضخم جدا  ذو ال60  فصل  _ أكمال الدين وإتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة _ وكأن الغيبة كانت قصص غير مثبتة وغير مصدق بها نهائيا قبل ذلك في  زمن الحيرة والشك .

 ولتصديق  ما كتبة الصدوق في كتابة فأنة أتى بمقارنات عن  أشخاص عاشوا  فترات زمنية طويلة جدا وأنبياء  غابوا ثم عادوا من جديد إلى الحياة وتضخمت القصة هذه المرة كثيرا  بحيث افرد لها الصدوق  خمسة فصول كبيرة    وزادت القصة عن عما كتبة الكليني والنعماني من قبل  بفصل  جديد   يتمثل   برجوع الأئمة  الراحلين  إلى الحياة  من جديد  هذه المرة وظهر  كتاب  جديد  يسمى_ الرجعة_ وهو مالم  تعهده  الفترة الأولى  أو تفكر  بة   نهائيا  .

ومع ظهور المفيد المتوفي  سنة 413 هجرية  على المسرح في عصر بني بوية ظهر  المذهب الشيعي   الأمامي ألاثني  عشري  إلى الوجود  كحقيقة  بكتابة _ الإرشاد  في معرفة حجج الله على العباد _ وكأن هؤلاء الحجج لم يعرفهم احد  قبل ذلك في الكتب السابقة ولم  تذكرهم تلك المصادر القديمة   فظهر  إعداد الأئمة وأسمائهم كما هي اليوم بألقابهم وتاريخ مواليدهم .. 

ومع  ظهور  الطوسي  المتوفي  سنة 460 هجرية  ازداد  سفر  الغيبة  وظهرت التناقضات الحادة في الرواية كما يذكر الدكتور جواد علي  في كتابة الإمام الثاني عشر عند الشيعة   بان الطوسي  يميل  للإخباريين مرة وللأصوليين مرة أخرى  ويورد  أحكاما متناقضة للمسالة الواحدة .

ويذكر الطوسي  بان الرواة  والكتاب الأوائل للقصة اخذوا التوقيعات  من السفراء عن طريق عبد الله بن جعفر الحميري القمي المتوفى سنة 290 هجرية والمعروف عنة أنة عاش  في  مدينة قم  وان توقيعات السفير الثالث كانت بخط احمد  بن إبراهيم النوبختي  .

 ترك  الطوسي بغداد  بعد انتهاء دولة بني بوية ودخول السلاجقة وهجوم  أهل  السنة على بيته  و أحراقة سنة 448  ومنذ هذا التوقيت   يختفي  الشيعة من المسرح السياسي   حتى  دخول  المغول بغداد  وعودة الشيعة من جديد   للواجهة .

ومع  ظهور  الدولة الصفوية الشيعية على مسرح الحدث  بعد أكثر  من 800 سنة ظهر  السفر الكبير  لمحمد باقر المجلسي   المسمى -  بحار الأنوار- كأوسع  موسوعة   ضمت 14 مجلدا  أضافت على القصة قصصا أخرى لم تكن موجودة في كتب الأولين .

ومن الملاحظات التي  تؤخذ  على كل  هذه الكتب  والمؤلفات   يتمثل  باختلافها  في تحديد  سنة الولادة  وعدم الاتفاق على تاريخ واحد فأعطت  أرقاما مختلفة لسنة الولادة  228 -254-- 255- 256 -257-. واختلفت أيضا  في   تحديد  اسم  الأم  _ مليكه – صيقال -  نرجس – سوزان – ريحانة .

هذا  توثيق بسيط لسير القصة وكيف اختلفت وازدادت  من كتاب إلى آخر مع تقدم الزمن .

ويبقى المسكوت عنة في  أكثر كتب  التاريخ    أن  مؤلفي  كل  هذه الكتب   أنفسهم  لم  يكونوا من المكون العربي    بل من أصول  وثقافات متنوعة   للشعوب الأخرى مثل الهندوس واليهود .المسيحيين . الزرادشتية والفرس   ممن اطلعوا   على أكثر  مؤلفات هذه الشعوب معتقداتها  ودياناتها وقصصها   وكان بعضهم  يتقن أكثر من لغة تفاهم  ولا يفوتنا  بان في هذا  العصر  انتشرت القصص  الخرافية  والأساطير وظهر الكثير من الدجالين ومدعي النبوات   وخلق الأشياء من العدم .

عقيدة المخلص   الأزلي  عند  الشيعة   لا تختلف  أبدا  عمن سبقها من قصص  المنقذين على طول  الحضارات الإنسانية  كشخصيته الآلة  تموز عند العراقيين القدامى، وكرشنا ورامى عند الهندوس ، وبوذى عند الديانة البوذية، وز آدشت عند ديانة الفرس القديمة، والمسيح  المنقذ  عند  اليهود  والمسيحيين   ووصلت قصة المخلص  الأزلي  إلى  الانكليز بشخصية الملك آرثر المختفي بسهل أيفلون  ويعتقد الانكليز بأنة  سيظهر  عندما يريد الغزاة احتلال بريطانيا  .

لكن  يبقى السؤال   المهم والذي  لم يفكر  أصحاب  القصة وخالقيها  :-

 ما جدوى خروج  شخص مخلص  في نهاية الزمن كما تقول الرواية  وليس  في بدايته وإذا كان الزمن سينتهي   فالمنطق يقول  لا جدوى أبدا من هذا الخروج لنصرة المظلومين   بعد أكثر من ألفي عام على الظلم والظالمين وموت المظلومين ورحيلهم عن الحياة  فلمن  ينتصر  هذا المخلص  وومن  ينتقم .

وإذا فكرنا  بعقل اللحظة  العلمي  أن زمن اليوم  يختلف  عن زمن الأمس  فلا وجود  للسلاطين  والحكام  الظالمين  بظهور إنسان اليوم  الحقيقي والحكم الديمقراطي  والتبادل السلمي للسلطة والضمان الاجتماعي وهل  يحتاج الإنسان إلى منقذ  وهو الذي  خرجت مركباته الفضائية من مجال المجموعة الشمسية  نحو المجرات البعيدة ..

عالم اليوم  يختلف  كثيرا  عن عالم الأمس بقطيعة فكرية  هائلة مفادها .
 أن الكلمات لا يمكن أن تحل  محل الأشياء .   
/////////////////////////////

 جاسم محمد كاظم  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف