الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نتائج الانتخابات في المجالس الطلابية: الثقافة في مواجهة الفكر "الأخضر" بقلم نداء يونس

تاريخ النشر : 2019-04-20
نتائج الانتخابات في المجالس الطلابية: الثقافة في مواجهة الفكر "الاخضر"

بقلم نداء يونس 

تطرح نتائج الانتخابات لمجالس الطلبة أسئلة مهمة حول كيفية تغول الفكر اليميني على عقول الطلبة؟ وكيف تتحول معاقل الفكر الحر الى فضاءات للتطرف، وكيف يتم انتاج الفكر الـ "أخضر"؟ وعلى أية أرضية فكرية ومعرفية يتم التأسيس لعلاقة بين الدين الذي يوظف سياسيا واجتماعيا وبين الادارة سواء لمجلس طلابي او لاي شكل اداري آخر؟ ولماذا يتم الاصرار على دمج الدين - الروحاني بطبعه- مع السياسة - المادية اليومية - بشكل يؤدي الى التحجر وانتاج قوالب عقلية جامدة، تخرج من اطار الحياة الى الخوف، ومن اطار التفكير الى التلقي، ومن المشاركة البناءة الى الاشتراك بالامر والفتوى والتخويف؟

هذه النتائج، وان كانت تبشر ببدء مرحلةٍ لتفكيك التكلس الناجم عن استخدام الدين والاتجار به سياسيا، وخلخلة ارضية الخوف والرعب من التلويح بشبح الدين في اوساط الطلبة لتحقيق مكاسب انتخابية لا علاقة لها بالانتماء الديني، نحو استعادة الفكر الحر والديمقراطي والذي يعبر عنه فوز شبيبة الفتح في اكثر من موقع، الا اننا نقف امام سؤال الهوية والهوية الدينية تحديدا، واستخدامها لا كقاعدة لهوية انسانية منفتحة وقادرة على المواجهة، بل باتجاه الانغلاق والتعصب. 

لماذا فتح؟ لانها طيف واسع من كافة الافكار وحتى التناقضات الفكرية والثقافية البناءة، لانها الحاضنة الطبيعية لبراغماتية فكرية ممتدة وشاملة وواعية تضم في صفوفها يمين فتح ووسط فتح والليبراليين الفتحاويين وعلى خلاف اي تنظيم او حركة سياسية فلسطينية أخرى.

ما الضامن لفتح؟ وحيث تقوم هذه الحركة على الاختلاف البناء وعلى نهج سياسي لا عقائدي، فان وجودها في بيئة تعددية هو الضامن الاكبر لاستمرارها وحيث انها بيئة تعددية-كونها تتيح ممارسة كافة القناعات على ارضية صلبة وبمرونة فكرية تتيح احتواء المختلف وتستخدم ادواتها ودون متاجرة- فانها الضامن الاهم لكي تستمر.
ومن هنا، يجب على الحركة ان تعمل باتجاهين: مراجعة نتائج الانتخابات الطلابية بشكل علمي وموضوعي وبعيدا على العاطفية، والذهاب باتجاه خلق بيئات ثقافية طلابية فكرية مرنة وحرة من خلال برنامج ثقافي فكري تعبوي ونقدي وفلسفي يؤسس للمعرفة لا للتحجر، والعمل الجاد على نسف التغول السلطوي لاي فكر منغلق وظلامي من خلال طرح النماذج الفكرية الثقافية الثورية القائمة على فكر ليبرالي حر ينبثق من التجارب الانسانية ويؤصل لها ، ما سيكون له اكبر الاثر في توسيع القواعد الطلابية والشعبية وخلق جيل يحاجج ولا يقبل المسلمات الغيبية والشلل الفكري. 

على فتح ان تبدأ بالتأسيس للانتخابات القادمة ايا كان مستواها منذ اليوم من خلال الثقافة التي طالما كانت عمودا اصيلا من ثلاثية اعمدة الحركة الفكرية اضافة الى الاعلام والمقاومة من خلال برنامج ثقافي ينطلق من القواعد التي نسميها الغراس الصغيرة ليتم خلق حالة وعي وتشكيلها، حيث انطلقت فتح من صفوف الشباب على اختلاف انتماءاتهم الفكرية وشكلت فضاءا معرفيا ونضاليا قائما على نهج سياسي ما اكسبها اكبر قاعدة جماهيرية، عليها الحفاظ عليها وتوسيعها.

ان ترك الثقافة لليمين، سيجعل من كل انتصاراتنا الهوياتية حالة لا استدامة، ومرحلة لا مأسسة، فالمحيط الثقافي المسمم بالفكر الاحادي الرجعي الذي يلعب على نقص المعرفة وانعدام البدائل الفكرية كارثة ان لم يتم احتواؤه وتشذيبه وخلخلته بالمعرفة والفكر الحر، وحيث يسقط الفكر المنغلق في العالم بفعل الثقافة ومعادلاتها الكثيرة التي يمكن البناء عليها، فان فلسطين يجب ان تكون في المقدمة كما كنا في الطليعة على مدى عقود من النضال فكرا وسلاحا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف