الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حبة التفاح وسيلة إيضاح بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2019-04-19
قصة قصيرة / حبة التفاح وسيلة إيضاح بقلم : حماد صبح
صفعه على خده الأيمن صارخا : تسرق التفاح من البسطة ؟! أخزيتني أمام الرجل .
ورمى الرجل صاحب البسطة بنظرة ، واستنكر صمته ، لم يقل : كفى ! وجهي عليه . لن يعيدها . ولد صغير .
فاحتقره ، وأضاف ساخرا : لو طلبت من عمك حبة لأعطاك .
ولم ينطق الرجل ، فاشتد احتقاره له ، وندم على صفع ولده ، وجاشت في قلبه الشفقة عليه ،
وقال له : لا تعدها !
فانصرف ينشج واضعا ذراع يمناه على عينيه . وفكر أبو سالم : هل يدخل على زوجته ويأمرها بالتوقف عن تحضير الشاي . هذا رجل نذل . المألوف في مثل هذه الحالة أن يتدخل صاحب الحق الذي أوذي ، ويقول : كفى ! سامحه ! لن يعيدها .
***
بعد انصراف صاحب بسطة التفاح الذي وصفه أبو سالم لزوجته بأنذل من عرف ، نادى ولده ، وضمه إلى صدره ، وقبل رأسه ، وقال : سامحني يا ولدي ! شعرت بالخزي من الرجل .
السرقة حرام وعيب . لو قلت إن نفسك في التفاح لاشتريت لك ولو بعت واحدة من نعاجنا . ما دفعك لسرقة التفاح ؟! حرضك أحد ؟!
قال الولد عبد الله : أكل أستاذ الإنجليزي حبة في الصف .
فاستغرب أبو سالم : في الصف ؟! هل يأكل أحد في الصف ؟!
_ في درس الإنجليزي . البرزنت كنتنيوس .
وأراد الأب أن يعيد اسم الدرس ، وعزف عما أراد . شعر بأنه لن ينطقه مثلما سمعه لأميته .
وسأل : هل لهذا الدرس علاقة بالتفاح ؟!
_ لا . قال الأستاذ إن أكله للتفاحة يوضح كيف نكون جملة صحيحة .
_ أستاذ غريب . يأكل في الصف ، ويأكل تفاحا أمام تلاميذ فقراء .

***
صباح اليوم التالي ، ودون أن يخبر ولده ، ذهب أبو سالم إلى المدرسة ، ودخل على المدير وجرس الحصة الأولى يدق ، وبعد التحية قال : تعلمون الأولاد ما ينفعهم أم تعلمونهم السرقة ؟!
استهجن المدير كلامه ، وحملق في وجوه ثلاثة معلمين كانوا عنده كأنه يسألهم تفسيرا لما سمع ، وقال لأبي سالم : ماذا تقول يا حاج ؟!
فأجابه بهدوء : تكلمت بالعربي لا بالإنجليزي .
_ كلامك ...
هم بأن يقول : " سيء " ، فعدل ، وقال : كلامك غير واضح . ما مشكلتك ؟!
فقال أبو سالم : نادوا ولدي عبد الله ، واسمعوا منه !
فسأل أحد المعلمين : عبد الله علي ؟
فأجاب أبو سالم : عبد الله علي .
فتابع المعلم : هذا في الأول " أ " .
يقصد الأول الإعدادي . وذهب وأحضره .
سأله المدير : ماذا فعلت ؟! أبوك يتكلم عن سرقة . نحن نعلمكم السرقة ؟!
وباضطراب ومقاومة للبكاء أوجز عبد الله كل شيء بما فيه محاولته سرقة بعض حبات تفاح من البسطة ، فقال المدير : نادِ لي يا أستاذ لؤي الأستاذ مصطفى !
وجاء الأستاذ مصطفى . طويل عريض ، بادر بريق الصلع مقدمة رأسه الأسود الشعر سوادا مسرفا مع أنه في حوالي الخامسة والثلاثين ، ومتين البنية يمكن أن يكون مصارعا بعد دورة تدريب على المصارعة .
سأله المدير : ما حكاية التفاحة والبرزنت كنتنيوس ؟!
فضحك حذرا ، وقال : شرحت لهم كيفية تكوين صيغة هذا الفعل وأنا آكل حبة تفاح . هذا كل شيء .
فسأله المدير متلطفا : وهل هذه وسيلة إيضاح مناسبة لتلاميذ فقراء ؟! حاول عبد الله سرقة بعض التفاح من بسطة في السوق بعد وسيلتك . هذا أبوه .
ونظر المعلم مصطفى إلى أبي سالم ، وقال : آسف .
وصافحه .
***
بعد الحصة الثالثة ، رأى تلاميذ الأول " أ " المعلم مصطفى يدخل عليهم رفقة تلميذ ضخم في الصف الثالث ، يحمل كيسا ، فامتدت الأعناق ، واتسعت الأحداق ، وسرت الهمسات والتساؤلات ، ونادى المعلم مصطفى أربعة تلاميذ بعدد خطوط مقاعد الصف ، وأمرهم : أعطوا كل واحد تفاحة ، وأعطوا عبد الله تفاحتين !
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف