الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اللهم بلغنا رمضان- الحلقة الثانية : الاستعداد لرمضان بقلم:د.تيسير رجب التميمي

تاريخ النشر : 2019-04-18
اللهم بلغنا رمضان- الحلقة الثانية : الاستعداد لرمضان بقلم:د.تيسير رجب التميمي
هذا هو الإسلام

اللهم بلغنا رمضان

الشيخ الدكتور تيسير رجب التميمي/ قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي سابقاً أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس

الحلقة الثانية : الاستعداد لرمضان

شهر شعبان شهرٌ تشعَّب فيه الخير وتنوَّعت مجالاته وصوره ، وتعددت فيه القُرُبات إلى الله تعالى والطاعاتِ ، جعله الله تعالى موسماً من مواسم الخير التي اختصها ببعض العباداتِ ووصلها ببعضها على مدار الأوقاتِ ، ليدومَ اتصال العبد بربه فينيرَ بالإيمان قلبه ، ويحرسَه بعنايته ويشملَه برعايته .

وأما مسيرة التقرب إلى ربنا عز وجلَّ في شعبان استعداداً لرمضان فلها صور كثيرة جداً :

* أولها قضاء الصيام ، فيحسن بالمؤمن أن يسارع في شهر شعبان إلى قضاء ما عليه من صوم واجب قبل دخول شهر رمضان المبارك ، قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها { كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان } رواه البخاري .

* ومنها أن يستزيد المؤمن من صالحات الأعمال ؛ فيبدأ في شهر شعبان بالإقلاع عما يعيق عبادته أو توبته وعودته إلى ربه ، ويحرص على صلاة الجماعة والصلاة في المسجد ، ويحافظ على الصلاة في أوقاتها ، ولا ينسَ صلة الرحم وبر الوالدين ، ولْيسارع في الخيرات ، فمن علامة قبول العبادة إتباعها بعبادة أخرى .

* محاولة تعويد النفس على التخلص من سهر الليل وقضائه في اللهو والعبث وما هو غير مفيد ، حرصاً على صلاة الفجر في وقتها وعدم فواتها ، واستعداداً للسحور في رمضان وفي غيره من الأيام نظراً لأهمية هذه الوجبة للصائم ، واقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولو كان بجرعة ماء أو بشق تمرة ، فصلاة الفجر مشهودة من الملائكة ، قال تعالى { أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } الإسراء 78 ، وقال صلى الله عليه وسلم { تسحروا فإن في السحور بركة } رواه البخاري ، وقال أيضاً { السحور بركة فلا تَدَعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء ، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين } رواه أحمد .

* التحلي بحسن الخلق ، فهو من أثقل الأعمال في الميزان يوم القيامة واقتداء برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله سبحانه بقوله { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } القلم 4 ، وقال صلى الله عليه وسلم { إِنَّكُمْ لا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ , وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ } صححه الحاكم ، فإذا اقترن حسن الخلق بالصيام والقيام كان أثقل .

* الاعتدال في العبادة بعيداً عن إرهاق النفس وتكليفها ما لا تطيق ، فخير العبادة أدومها وإن قلَّ ، وترويض النفس عليها شيئاً فشيئاً والتدرج فيها استعداداً لقدوم شهر رمضان المبارك وبالأخص عبادة القيام ، فإنها من أروع العبادات التي يجد لها المؤمن حلاوة في قلبه وتهفو إليها نفسه كلما واظب عليها ، وتبلّغه منازل الصبر والثبات ومجاهدة النفس ، قال تعالى { يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً } المزمل 1-6 .

* ترك الشحناء مع الآخرين والمبادرة إلى المصالحة ، والاستعانة بالله سبحانه وتعالى لتطهير النفس والقلب منها ، فهذا حالهم يوم القيامة ، قال تعالى عنهم { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } الحجر 47 ، فإن دخول رمضان على المؤمن وهو نقي الصدر والسريرة يجعله أقرب إلى المغفرة وقبول التوبة ، أما البغضاء والقطيعة فمضيعة لكل عمل صالح ، قال صلى الله عليه وسلم { ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً ... وذكر منهم : وأخوان متصارمان } أي متقاطعان ، رواه ابن ماجه .

* الاستعداد لصلة الأرحام والأقارب والأخوان والجيران ، فقطيعة الأرحام ملازمة للفساد فقال سبحانه { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم } محمد 22 .

وكذلك العمل على إصلاح ذات بينهم حفاظاً على أعمالهم وعباداتهم ، قال تعالى { إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } الحجرات 10 ، وقال صلى الله عليه وسلم { ألا أُخبركم بأفضل من درجة الصِّيام والصَّلاة والصَّدقة ؟ قالوا بلى يارسول الله ، قال إصلاح ذات البين } رواه البخاري .

* طلب المسامحة من أصحاب الحقوق سواء فيها الحقوق المادية والمعنوية ، قال صلى الله عليه وسلم { من كانت عنده مَظلمةٌ لأخيه فليتحلَّلْه منها فإنَّه ليس ثَمَّ دينارٌ ولا درهمٌ، من قبلِ أن يُؤخَذَ لأخيه من حسناتِه فإن لم يكُنْ له حسناتٌ أخذ من سيِّئاتِ أخيه فطُرِحت عليه } رواه البخاري ،

ومن لم يتسنَّ له استسماحهم أو أن يتحلل من حقوقهم دعا واستغفر لهم في ظهر الغيب ليدفع بالحسنات سيئاته بحقهم فلعلَّ الله جلَّ في علاه أن يخفف عنه السؤال والحساب .

* إغاثة الملهوفين ومؤازرة المستضعفين والتفريج عن المكروبين ما استطاع المؤمن إلى ذلك سبيلاً ، ولو بكلمة طيبة أو ابتسامة حانية أو وجه مشرق بالاستبشار ، قال صلى الله عليه وسلم { تَبَسُّمُك فِي وَجْهِ أَخِيك صَدَقَةٌ لَك } رواه الترمذي .

* تدريب النفس على تلاوة ما تيسر من كتاب الله تعالى وتدبر ما أتلو ؛ لأتمكن من المواظبة عليه في رمضان وصولاً إلى ختمه بختام هذا الشهر المبارك ، فتلاوته مستحبة في كل وقت التزاماً بقوله تعالى { وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } المزمل4 ، وقال صلى الله عليه وسلم { من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف } رواه البخاري

* الصدقة قليلها أو كثيرها فهي من أسهل العبادات وأنفعها ، قال صلى الله عليه وسلم { ... والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ... } رواه الترمذي ، وهي استعداد لأداء الزكاة المفروضة في رمضان نظراً لعظيم ثوابها فيه ، واستعداد أيضاً لأداء صدقة الفطر في ختامه تزكية للنفس وللصيام من اللغو والآثام .

وصدقة التطوع من أبواب الخير ، قال تعالى { ... وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ... } البقرة 272 ، وهو جزء من المسؤولية التي يتحملها المجتمع في رفع الضيق والحرج عن أبنائه من الفقراء والمساكين والمعوزين ، وهو من صور التعاون ، قال تعالى { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان } المائدة 2 ،

* التوجه إلى الله تعالى بالدعاء والرجاء والسؤال والطلب والإلحاح فيه ، فهو عبادة عظيمة وعنوان الإيمان والعبودية لله سبحانه ، قال عز وجل { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } البقرة186 ، فيقيننا بالله أنه لا يرد الداعي خائباً ولا صفر اليدين ، ولا يقتصر الدعاء على المضطر أو من كان له حاجة ، بل يدعوه في كل وقت وحين ، قال صلى الله عليه وسلم { مَن سرَّه أن يستجيبَ الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء } صححه الحاكم ووافقه الذهبي

* التوبة والاستغفار وترطيب اللسان بذكر الله ، فالتائب من ذنوبه حبيب للرحمن ، لأنه يستبدل بالحسنات سيئاته ويمحو عنه زلاّته ، قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ... } التحريم 8 .

* ترطيب اللسان دوماً بذكر الله تعالى وتسبيحه ، وهذا من أيسر العبادات والقربات إليه سبحانه ؛ قال صلى الله عليه وسلم { يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ؛ وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ؛ وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعاً ؛ وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة } رواه البخاري ،

والتسبيح من الباقيات الصالحات ؛ قال صلى الله عليه وسلم { كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده } رواه البخاري .

* وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة والمرابطة فيه ولمواجهة ما يتهدده من مخاطر ، وهذا مطلوب جداً من أهل فلسطين ومن كل مسلم يمكنه وصوله وزيارة مدينة القدس ، فالصلاة فيه كما أخبرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم تفضل الصلاة في غيره من المساجد مئات المرات إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي ، وهذا استعداداً لإحياء سنة الاعتكاف وإحياء ليلة القدر فيه بحلول شهر رمضان المبارك .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف